الخط الأحمر وازدواجية المعايير

بقلم: سامر محمد

كثير من المواقف وردود الفعل تصدر من مختلف الجهات اذا ماحدث خطب يلم بالمجتمع والامة ، وكل جهة تعتبر نفسها هي الأصح في تبنيها لموقفها من ذلك الحدث ، قسم يتعامل مع هذا الخطب من باب هوى النفس والحفاظ عليها والحفاظ على المكانة الإجتماعية لدى الرأي العام ، وقسم اخر يتعامل مع الحدث على وفق المعطيات الظاهرة على أرض الواقع دون ادراك لبواطن الأمور ، وطبعا نعرف ان ادراك بواطن الأمور لا يتسنى الا لله خالق السماوات والارضين او لمن له صلة بالله من ناحية او اخرى .

فلا الاول موقفه صحيح ولا الثاني نستطيع الجزم بصحة موقفه .

وهنا قد تتعرض الأمة للهلاك سواء عرفت ووعت ذلك ام لم تعي ذلك الامر …

وفي مثل تلك المواقف لابد من تدخل العناية الألهية لوضع الامور في نصابها ومسارها الصحيح ، هذه العناية الألهية تكون ذات موقف مغاير لكلا الاتجاهين الذين ذكرناهما ، قد ترد تلك المواقف الالهية على لسان شخص لايحبذه المجتمع ولا يعير له اهمية لان المجتمعات والرأي العام هي عبارة عن الخط العام في المجتمع والذي تميل اليه الاكثرية بغض النظر عن كون هذا الرأي صائبا وواقعيا او خاطئا ومتعارض مع الواقع .

في مثل تلك الحالة ستكون الأكثرية مع الخط الأحمر الذي يمثل اتجاه الناس ، وكل شخص لايتماشى مع هذا الاتجاه سينكرون عليه موقفه هذا ويعتبرونه خارقا لخطوطهم الحمراء بغض النظر عن مدى واقعية ذلك الراي المخالف ومطابقته للحق او للباطل .

وهذا ما كان يعاني منه كل الانبياء والمرسلين والاولياء والصالحين بعدهم … حيث كانوا يصدحون بالحق بمفردهم او بانفار قليلة معهم بينما كان اتجاه الناس او ميولهم عكس دعوة هؤلاء الانبياء والصالحين ودائما كانت تلك الشعوب تعي ما كان ينادي به الانبياء والمرسلين ولكن بعد فوات الاوان للاسف الشديد .

ثم يأتي بعده رسول او مصلح آخر ليبدأ من نقطة الصفر ويعيد معه الناس نفس الكرة !!.

هذه سنة الكون مادام الناس لم يصلوا الى الوعي بالطاعة والفهم الكامل لأطروحتهم العادلة .

بقلم: سامر محمد

أضف تعليقك هنا