الذكاءات المتعددة في المحاماة (1)

الذكاء نعمة عظيمة وهبها الله تعالى للإنسان ليعرف ربه ويعبده على بصيرة ، وليعمّر الأرض ، فهي نعمة عظيمة لا يتصور خلو حياة البشر منها ، فالإنسان محصور بين تحد دائم من الأشياء والمعارف ، والزمان والمكان فهو بين نصر وهزيمة ومن هنا تتجلى أهمية تنمية الذكاء فالثروة الحقيقية لأي أمة ليست في مقدار ما تملكه من الثروات والأراضي ، ولكن تكمن في كمية الأفكار البناءة التي تخلصها من قيود الضرورات وتعلمها حل المشكلات ، ومن هنا كان لا بد لنا من تنمية هذا الكنز العظيم.

الذكاء عبر التاريخ:

تاريخياً كان الشخص المثالي بالنسبة للإغريق هو الإنسان البارع فيما يفعله والعقلاني في تفكيره ، أما بالنسبة للرومان فكان الشجاع ، أما الصينيون فاعتبروا كل من كان موهوباً في الشعر والموسيقى والرسم شخصاً مثالياً.

الذكاء بمفهومه العام يختلف من موقع لآخر ومن بيئة إلى أخرى ، في المدرسة الذكي هو المتفوق في دراسته والحاصل على أعلى الشهادات ، في قطاع الأعمال هو الشخص القادر على استغلال الفرص التجارية وتحقيق أفضل المكاسب ، في الرياضة كان مارادونا هو عبقري كرة القدم لأنه استطاع قراءة وتنبؤ حركات الفريق الخصم مسبقاً وترجمها عن طريق استغلال الفرص على أفضل وجه ومن ثم الفوز.

الذكاء بين الجنسين:

لا يوجد فارق يذكر بين الذكور والإناث في الذكاء ، ولكن الفوارق الفردية بين الذكور أبعد مدى منها بين الإناث فعدد العباقرة أكثر بين الذكور , لفترة طويلة في التاريخ لم يتم إعطاء المرأة الفرصة في إثبات قدراتها الذهنية وذكاءها في العديد من المجالات أما اليوم ، فالبراهين العلمية تؤكد على أن الذكاء لا يعتمد على جنس الإنسان فالفرص متشابهة في الإبداع العقلي والفكري بين الجنسين ، ومن أحدث الأخبار في هذا الحقل نذكر ما أعلنه رئيس جامعة هارفاردلورنسسمرزSUMMERS LAWRENCEفي عام 2005م عندما أعلن أن هناك مواصفات جسدية دماغية تمنع المرأة.

من الإبداع في العلوم بعكس الرجال. مما أدى إلى ثورة كبيرة من قبل النساء العاملات في قطاع العلوم ومن قبل مختصين أمثال جو هاندلسمان من جامعة ويسكونسون ، الذين أكدوا عدم وجود أية فروق على مستوى الجينات أو أية فروق أخرى تدعم أقوال سمرز ، مما اضطر رئيس هارفارد للاعتذار عن أقواله.

المفهوم الفلسفي للذكاء:

يعتمد المفهوم الفلسفي للذكاء على ملاحظة الفرد لنفسه من خلال التفكير ، والتأمل ، والنشاط العقلي ، ولذا سميت هذه الطريقة : بأسلوب التأمل الباطني ، أو الذاتي. ومن ثم ، فإن هذه الطريقة قاصرة ، أو عاجزة عن التوصل إلى نتائج البحث العلمي الذي يتبع مناهج أخرى دقيقة.

وفي هذا التعريف نجد أفلاطون الفيلسوف اليوناني قام بتقسيم النفس البشرية إلى ثلاثة أقسام رئيسية ، وهي : العقل ، والشهوة ، والغضب. وتلك الأقسام تقابل في علم النفس الحديث الإدراك ، الانفعال والوجدان ، والنزوع.

وبمعنى آخر : يرى أن الإدراك يؤكد على الناحية المعرفية لنشاط الفرد والوجدان ، والانفعال يؤكد العاطفة ، أما النزوع ، فيؤكد القيام بالفعل أو الحدث كما شبه أفلاطون قوى العقل بتشبيه طريف ، وهو عبارة عن عربة يقودها سائق متمرس هو العقل ، ويجرها جوادان هما : الإدراك ، والرغبة.

المحامي/ د.عبدالكريم بن إبراهيم العريني

فيديو الذكاءات المتعددة في المحاماة (1)

 

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa