الليلة التي كتم فيها الفساد أنفاسه ؟!

تقرير مؤشر مدركات الفساد

كشف تقرير مؤشر مدركات الفساد لسنة 2016 الذي يصدر عن منظمة الشفافية الدولية تراجع السعودية 14 مركزاً في الترتيب العالمي واحتلت المركز 62 بـ46 نقطة فيما كانت في العام الماضي 2015م تحتل المركز 48 عالمياً بـ52 نقطة .

الفساد في المملكة

لقد تضخم الفساد في المملكة الأمر الذي دفع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ لإصدار أمر ملكي مساء السبت 4 نوفمبر 2017م بتشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد للكشف عن مواطن الفساد وحصرها و اجتثاث رموزه واتباعه باجراءات عملية على أرض الواقع غير مسبوقة في تاريخ المملكة كانت بمثابة صدمة لرموز الفساد وفرحة غامرة للشعب السعودي و هو يرى عبارة ” أياً من كان ” تطبق على الأمراء والوزراء وكبار رجال الأعمال ؟!

اليوم في السعودية بعد أن توفرت الإرادة السياسية فلن يقتصر محاربة الفساد على يقظة ضمير ضعاف النفوس ليعيدوا ما نهبوه إلى حساب ” إبراء الذمة ” ولن تتوقف على جهود هيئة حكومية لمكافحة الفساد فكلها كانت محاولات تجميلية أكثر من كونها إجراءات ناجعة وعملية .

البعض يرى أن هذه الخطوة ليست صادقة في اجتثاث الفساد وإنما هي نوع من تضارب المصالح ليس أكثر !! هذا التوجس قد يكون مفهوما لأننا لم نتعود في عالمنا العربي على مثل هذه الاجراءات الجريئة والحاسمة لكنه بالتأكيد يكشف مدى ثبات ورساخة الحكم في السعودية وإلا ما استطاعت الاقدام على هذه الخطوة الأخطر في تاريخ المملكة .

يبدو أن فتح ملفات الفساد لن يقتصر على الـ 41 موقوفا حاليا خاصة إذا علمنا أن البعض يقدر حجم الفساد في السعودية  بما يتراوح ما بين 500 و 600 مليار ريال سنويا لذا من المرجح أن تظهر أسماء جدد كثيرة كانت تمثل حالة من الاستفزاز للمجتمع السعودي وهو يرى ثرواتهم تتضخم بالمليارات بدون أي استثمار حقيقي أو عائد يضاف للاقتصاد الوطني ؟!

إن ما أقدم عليه الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ هو استشعار بالمسؤولية وما أصعب اقامة العدل بعد طول ظلم ! إنها المهمة المستحيلة فهل ستنجح المملكة ؟ نتمنى للسعودية شعبا وقيادة التوفيق والسداد

فيديو المقال الليلة التي كتم فيها الفساد أنفاسه ؟!

 

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان