خطر الكلام

يقول تعالى

((لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)) اية 47 – سورة التوبة

عندما يطرأ امر مهم على الناس، وخاصة ان كان الامر متعلق بالحرب، وان العدو أكثر قوة وأكثر عدة وعدد، تكون الروح المعنوية لهؤلاء الناس المبتلين بهذا البلاء عرضة للتذبذب، مما يجعلهم غير قادرين على الاستمرار احياناً، بل ويجعلهم يتركوا عزيمة الدفاع.

ان اهم ما يجعل الناس تخرج للدفاع والقتال، هي وجود العقيدة، فالجيوش الغازية تعتقد بانها اقوى من خلال ما تمتلكه من مقومات عسكرية وقدرات وامكانيات فنية وتكنلوجية، اما من يدافع عن نفسه فهو لا يمتلك الا العقيدة، ومرة تكون مستمدة من الدين، وأخرى من الثقافة العامة، وفي كلتا الحالتين فان العقيدة تكون محرك الدفع للمعنويات للتقدم ومواجهة العدو المتجبر.

كلام العدو

احياناً كلام العدو وتهديداته، قد تكون مؤثرة بشكل من الاشكال، ولكنها لا تستطيع تفتيت العقيدة، ولذلك قد يصبح كلام العدو هو بمثابة صك الاثبات، وكذلك زيادة في شحن المعنويات وتقوية العقيدة،

((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))،

فقوة العدو، هي قوة في عقيدة المدافعين عن حقوقهم، وكلام العدو والمشجعين له، هو زيادة في تثبيت المعتقد وروحية الدفاع المقدس.

خطر الكلام

يكمن الخطر اذاً في كلام الأصدقاء، والمقربين، وخاصة إذا ما شاركوا في نفس المسيرة، وامتلكوا نفس العقيدة، حينها سيكون كلامهم السلبي هو بذرة نمو شجرة الفتنة، حيث سينخر عود العقيدة لدى الاخرين، ويبدأ الكلام والاعتراض، وهذا لان من الناس ورغم وجود العقيدة، الا انهم من داخلهم قلقون، ومحتاجون بشكل صريح الى من يحرك تلك الاعواد التي تحمل ايمانهم بالقضية، من اجل ان يظهروا وجههم الحقيقي والمملوء بالخوف والضعف والتراجع.

كلام الأصدقاء والأحبة يكون خطر علينا، لأنهم قريبون منا بشكل يمنحهم الفرصة بالتأثير علينا، لمعرفتهم لمعتقدنا ومخاوفنا، وما نؤمن به وما لا نؤمن به، ولهذا فعلينا ان نضع كلام الجميع من الأصدقاء والاعداء في نفس الكفة، وان نبحث فيه قبل ان ننجرف معهم في سرابهم الضال، علينا ان نحدد من لنا ومن علينا.

الموضوع لا يخص الحرب

الموضوع عام، في حياتنا اليومية، وفي تعاملاتنا مع أهلنا والمحيطين بنا، فنحن نقع في الفتنة بسبب الكلام الذي يتناقل بين افراد الاسرة، والمقربين منهم، ولذلك تجد الاب يشك في نوايا أبنائه والعكس، بل والزوجة تشك بزوجها بسبب كلمة طائشة من احدى المقربات اليها، ومعها تجتمع الصدفة لتعتقد بان كلام القريبة والعزيزة صحيح، وتبني عليه افكارها وقراراتها.

في حياتنا اليومية نحن معرضين بشكل مستمر الى مثل هذه الفتن، ولهذا احياناً قد لا نحتاج الى كلام أحد، بل نحتاج الى الرجوع الى ايماننا بأنفسنا، وايماننا بالمعطيات حول المقربين لنا، ولذلك نحاول الا نقع في سوء الظن، وأخطر شيء يساعد على هدم حياتنا هو الشك، لا بأس ان تشك ولكن لا تبني عليه، فقط تحل بالصبر، وتحقق حتى تمتلك الدليل.

ما أريد قوله

هو وان كان المقربين منا محببين الى قلوبنا، الا انهم ليسوا ملائكة ولا معصومين من الخطأ، ولعلهم في لحظة من لحظات صعوبة الحياة ينجرفون وراء فكرة خاطئة، او تحركهم مشاعرهم بالغيرة او الحسد، وأكثر الناس تسحبهم ضغوطات الدنيا وهمها المستمر، ليتخذوا اعداءً بناءً على موقف حدث بالصدفة، ويعرضوا أنفسهم وغيرهم الى خطر التعصب، وهذا التعصب يتركهم في طغيان مستمر، ليصبحوا كراكب الأسد، تمنعهم عزة أنفسهم عن النزول عنه، أو عن إظهار خوفهم وندمهم لصعوده، وهم يعلمون يقيناً بأنهم سيصبحون طعاماً له حينما تحين له الفرصة ويشعر بالجوع، حيث وعلى الباغي تدور الدوائر.

حمى الله الجميع من الفتن وسوء الظن والشك والريبة، وأتم على الجميع حسن العيش والسعادة وسعة الرزق والأمان والاطمئنان، انه سميع الدعاء.

والحمد لله رب العالمين

فيديو المقال خطر الكلام

 

أضف تعليقك هنا

نجم الجزائري

السيرة الشخصية:
نجم عبد الودود الجزائري، ولدت في العراق في محافظة البصرة عام 1980، من ابوين عراقيين، حصلت على شهادة الدبلوم في تقنيات الهندسة المدنية عام 2000، وفي عام 2007 حصلت على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة البصرة، وظفت في جامعة البصرة وما زلت اعمل فيها.

مهاراتي:
* اجيد استخدام الحاسوب وصيانة الحاسبات
* اجيد استخدام البرامج الخاصة بالطباعة والتصميم والرسم الهندسي
* اصمم مواقع الكترونية بسيطة
* كاتب مقالات عامة
* اجيد تصميم البرامج الحسابية وقواعد البيانات باستخدام برامج المايكروسوفت اوفيس
* اجيد فنون الدفاع عن النفس واستخدام السلاح الابيض والخفيف والمتوسط
*