رفض المؤذن أن ينادي

مراهقا ربانيا!

كنت في المرحلة الإعدادية أسلك طريق الدين وكنت أرى نفسي مراهقا ربانيا! صواما قواما، ﻻ اؤدى صلواتى -خاصة صلاة الفجر- إلا في المسجد.

كانت تجذبنى تلك اللحظات الهادئة التى يخترق سكونها صوت ترتيل القرآن الذى يتبعه تواشيح المنشدين في مدح الرسول من المساجد التى تحاصرك من كل مكان، ثم ينقطع هذا الصوت تمهيداً للآذان الذي تتوالى المساجد في إعلانه للناس ويستمر لدقيقتين أو ثلاث ثم يعود الصمت ليسود الأرض.

أما داخل المسجد فتسمع همس التسبيح والتلاوات في خشوع تام فتشعر وكأنك قد إنتقلت من عالم إلى آخر بمجرد عبورك الحد الفاصل بين خارج المسجد وداخله.

حين جلست انتظر الصلاة في أحد الأيام رأيت رجلاً قد اعتلى وجهه حزنا يقترب من المؤذن همس له راجياً أن ينادي في المصلين للتبرع بالدم لامرأته التى تلد في المستشفى الذي يوجد أمام المسجد مباشرة.

لكن المؤذن رفض أن ينادي !

قال المؤذن أنه ﻻ يمكن أن ينادى قبل الصلاة، وقال للرجل أن الصلاة يجب أن تتم أولا ثم بعد ذلك نبحث عن المتبرع.

انتظر الرجل خمسة وعشرين دقيقة، وزوجته هناك تلد تنتظر الدماء.

وﻻ أدرى تلك الصدفة التى جعلت إمام المسجد يرتل في صلاته {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}

فيديو المقال رفض المؤذن أن ينادي

أضف تعليقك هنا

أحمد عثمان

أحمد عثمان