من سرق من ؟

يتداول كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي. الذي أصبح مسرحا يتفرج الناس على أنفسهم فيه مقاطع عن سرقة الخادمات والعاملات بعضا من مقتنياتهم في حقائب سفرها أو في جيوبها، وعند الحسبة البسيطة بحساب أم البيض على قولة الأولين.

أولاً:

نحن نتعامل مع هذه الفئة معاملة أجهزة الصرف الآلي ألتي كتب عليها ٢٤/٧ أي أربعة وعشرين ساعة في اليوم لمدة سبعة أيّام في الأسبوع
وهذه تحتاج حسبة طال عمرك.

ففترة العمل المعمول بها عالميا هي ثمان ساعات يوميا طيلة فترة العمل الأسبوعية وهي خمسة أيّام في الأسبوع :-

إذاً لو قسمنا اليوم إلى ثلاثة أثلاث فهي ٨ ساعات عمل و٨ ساعات حرة و٨ ساعات نوم،

بالتالي فنحن نستخدم الخادمات ومثلهن السائقين والمربيات ومن في صفتهن في المنزل ١٦ ساعة يوميا فإن خصمنا ٨ ساعات نوم من اليوم ،بالاضافة إلى ٤٨ ساعة إجازة يومين في الأسبوع فسيصل مجموع ما نسرقه منها هو ٧٢ ساعة في الحين أننا نعطيها راتب ٤٠ ساعة من ١١٢ ساعة عمل أسبوعية أي أننا نعطيها ربع راتبها الحقيقي لساعات عملها لأن الإضافي بضعف ساعات العمل الرسمية فالبتالي العاملة التي راتبها ١٥٠٠ ريال شهريا نحن نأخذ منها عملا بقيمة ٦٠٠٠ ريال

أي أننا نسرق منها ٤٥٠٠ ريال شهريا أي في السنه ٥٤٠٠٠ ريال

فلو عملت لدينا ٤ سنوات على الأقل في الحين أن هناك من تعمل بعشرات السنوات دون تذمر ففي الأربع سنوات عما لها نكون قد سرقنا منها ٢١٦٠٠٠ ريال رواتب ومستحقات آدميتها طيلة مدة الخدمة

اجازاتها التي هي من عمرها حيث اليومين في الأسبوع تقضيهما بما تراه هي مناسبة لها

حريتها الإنسانية طيلة فترة الخدمة

هذه كلها سرقناها ونسرقها منها دون حقوق للعمال ولا نقابة تدافع عنها وعن حقها المنهوب في الحين أنها لو سرقت إبرة شنعنا بها وبما سرقت ولعنا سلسفيلها دون وعي منا بما سرقناه نحن من عمرها ومن مالها ومن آدميتها.

مشكلة العمالة في البلاد

كارثية بالمقارنة مع قوانين وأنظمة حقوق الانسان المتفق عليها دوليا وحتى لو كانت غير ملزمة لنا فنحن مسلمون من جوهر ديننا معاملة الانسان بكرامة واحترام وعدم بخس الناس أشيائهم ، علينا مراجعة أنفسنا في تعاملنا مع الضيوف العاملة عندنا وإعطاءها جميع حقوقها بالاتفاق المنصف والضامن لحقها كاملا غير منقوص ولا مبخوس والا فنحن السراق لا هم.

علي البحراني

٢٠١٧/٩/٢م

فيديو المقال من سرق من ؟

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني