أسرار صناعة جاهلية القرن الـ 21 ؟!

للهداية طريقها ومنهجها وكذلك الضلال، فقد قال تعالى في سورة الحج:

“كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ” آية(4).

الإضلال عن الطريق المستقيم أولاً ثم يأتي اتباع سبيل الشيطان وسلوك طريق الضلال و هكذا هو المنهج ! و لقد عمدت الكثير من الإمبراطوريات منذ زمن بعيد وحتى يومنا الحالي على تفكيك المجتمعات و إضعافها ليسهل الانتصار عليها وهزيمتها دون حرب أو قتال مستفيدةً من دروس الماضي و سنن قيام وانهيار الأمم و لا يمكن فهم مكائد الحاضر و تقويض المجتمعات و طمس هويتها و خاصة العالم الإسلامي الذي تعرض لأكبر هجمة لتشويه تاريخه المجيد و تشكيكه في ماضيه و عقيدته و مستقبله عن هذا النهج الشيطاني في السيطرة على المجتمعات.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ).

الكثير من الأجيال التي نشأت في نعمة الإسلام لا تعلم ولا تستطيع أن تدرك كيف وصلنا هذا الدين العظيم الذي أعزنا به الله وكم قدمت من تضحيات لكي تتحقق مقولة ربعي بن عامر :

” لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة “

كم خسرت الإنسانية بتراجع الإسلام ؟

قال ـ صلى الله عليه وسلم : (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة) و جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال:

{تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية}.

وجاء أيضا عن عمر رضي الله عنه :

 ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ).

وعَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَضَلالَةٍ وَشَرٍّ ، فَقَالَ : ” نَعَمْ ” . وَإِنَّ اللَّهَ جَاءَ بِالإِسْلامِ وَبِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ فَقَالَ : ” نَعَمْ ، وَلَكِنْ فِيهِ دُخَانٌ ” . فَقَالَ : وَمَا دُخَانُهُ ؟ فَقَالَ : ” قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِ ، يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي ، وَتَعْرِفُ وَتُنْكِرُ ” . فَقَالَ : فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ ، قَوْمٌ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ يَلْبَسُونَ جِلْدَتَنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِكَلامِنَا ” . فَقَالَ حُذَيْفَةُ : كَيْفَ لِي أَنْ أَعْرِفَهُمْ ؟ فَقَالَ : ” عَلَيْكَ بِالأَئِمَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ” . قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَئِمَّةٌ وَلا جَمَاعَةٌ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ : ” عَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجْرَةٍ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرُ اللَّهِ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ “.

و لمن يريد أن يعرف الحال التي وصلت إليها مجتمعاتنا العربية والإسلامية فعليه سماع محاضرة يوري بيزمنوف Yuri Bezmenov و هو عميل سابق لدى الاتحاد السوفياتي وكان يعمل كصحفي لدى وكالة أنباء نوفوستي وكان مخبراً لدى لجنة أمن الدولة السوفياتي (KGB) وهي بعنوان : الحرب النفسية و تدمير الأمم والشعوب والتحكم بها .

قال أبو فراس الحمداني :

عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ      لَكِنْ لِتَوَقّيهِ

وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشّرَّ      منَ الناسِ يقعْ فيهِ

المقطع :

 

فيديو مقال أسرار صناعة جاهلية القرن الـ 21 ؟!

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان