اكتب مقالك الأول بعد قراءة هذا المقال

كتابة المقالات كانت سابقاً مرتبطة بالكتاب المحترفين والصحفيين فقط، ولكن ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت المجال لكل من يحب أن يشارك الناس أفكاره وما يجول بخاطره، فأصبح من السهل على أي شخص أن يصبح كاتبًا للمقالات على اختلاف أنواعها، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن أن تصبح متقناً للكتابة ومحترفاً بهذه السهولة، إذا أن للمقال عدة خطوات وأساسيات لابد من اتباعها ومع الاستمرار والمثابرة، بالإضافة للاستفادة من الأخطاء السابقة لك وملاحظات المتابعين والمهتمين بمقالاتك سوف تتمكن من كتابة مقالٍ جيدٍ ،ويمكن تلخيص خطوات الوصول إلى احترافية الكتابة في عدة نقاط وهي:

خطوات الوصول إلى احترافية الكتابة

1. اختيار الفكرة وليس العنوان

ولربما يكون اختيار العنوان متأخراً حتى انتهاء المقال لنتمكن من اختيار عنوان مميز يلفت الانتباه، حيث أنه مع الرؤية الكاملة للمقال نستطيع اختيار عنوان جيد، ولكن لابد وأن يكون العنوان متميزاً وجاذب ليثير فضول القارئ.

أما بالنسبة للفكرة فيجب أن تكون مميزة وذات نفع ويمكن أن تثير انتباه جمهور واسع، أو بطريقة أخرى يجب أن تعرف أين تنشر أفكارك، فمن غير المنطقي أن تكتب مقالاً عن الحبّ وتنشره في مجموعة تهتم بأمور الاقتصاد

وهنا يمكنني أن أقول أن جميع أفكار المقالات رائجة ولها جمهورها، ولكن عليك أن تعرف أين تنشر مقالتك ولمن تصل حتى تستفيد من ملاحظات المتابعين لك.

2. المقدمة

وتكون عبارة عن عدة سطور تجذب القارئ وتغذّي فيه روح الفضول لمعرفة مضمون المقال، واختيار المقدمة من أصعب خطوات الكتابة، فيجب أن تتخيّل نفسك مديراً لمؤسسة أو شركة كبرى وتحتاج إلى جذب العملاء والمتابعين والمهتمين، وذلك يلزمك باختيار كادر مميّز للاستقبال، وكلّنا يعلّم أن ثلاثة أرباع أرباح أي شركة بسبب حسن الاستقبال وطريقة الجذب، وكذلك المقالات فإن المقدمة بقدر ما تكون من العناية والجمال بقدر ما تجذب قراءً.

3. الموضوع

وهو أهم شيء بالمقال ويتكون من ثلاث فقرات على الأقل من صلب الموضوع ، ويجب أن تدعمها بالأمثلة الحقيقية الواقعية للشرح والتوضيح، وأن تضع الصور البيانية والتخيلية لتبسيط أفكارك، كما يجب أن تراعي أساليب الوصل بين فقرات الموضوع حتى لا يشعر القارئ بالملل،غالباً تحتاج إلى 200 كلمة على الأقل لتبني موضوعاً جيداً ورصيناً لأي مقال ستكتبه،كما تنتبه إلى عدم تكرار المفردات بكثرة ـ إلا في حال الكتابة التسويقية عندما تكتب عن منتج أو خدمة لتروّج لها ـ إنما تحرص على التنوع في المفردات والأساليب، واستخدم جميع الأساليب الخطابية ولا تقتصر على واحدة فقط، فقم بالتنويع بين السؤال والإثبات والنفي والأمر والطلب والتعجب والمدح والذم، واحرص على العصف الذهني أثناء كتابتك ليشعر القارئ أنه جزء من المقال فلا يغادره حتى يختمه.

بعض المقالات تكون ذاتية أي تعبر عن ذات القارئ فاحذر عندها من الكلام الناشف الممل، وعند الحديث عن مواضيع علمية حاول إبعاد ذاتك وركّز على الحقائق المثبتة والبراهين عليها، وعندما تتكلم عن السياسة اطرح رأيك وتحليلك، وإن كنت تقريراً إخبارياً فكن حيادياً ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإياك والكذب وتضخيم الأمور أو تزييفها، وتجنّب الأساليب المستفزّة في الكتابة..

أتريد أن تكون كاتباً له احترامه وتقديره ؟؟ 

إذاً لا تكتب وأنت غاضب، فإنك لن تضبط كلماتك ولن تسيطر عليها وقد تفقد جمهورك وتخسر مكانتك.

الخاتمة وفيها توجز ما تم الحديث عنه مع توضيح ما تريده من هذا المقال، ولتكن مختصرة مقتصرة على رؤوس أقلام أو ما يمكننا تسميته عامياً بــ(زبدة الموضوع)، والخاتمة من حيث الأسلوب عكس المقدمة نوعاً ما، فالمقدمة تكون بأسلوب يدفع القراء للاستمرار بحثاً عن بقية موضوعك، أما الخاتمة فتجعلهم يشعرون بالاكتفاء العلمي والرضا بالقدر الذي وصلوا إليه.

هذه النصائح لغير المحترفين في الكتابة أو المبتدئين وخاصة من يشعر بأن الكتابة صعبة ويشقّ عليه المضيّ قدماً في هذا الطريق، وقد حاولت قدر المستطاع أن أضع أساسيات الكتابة بين أيديهم ليعلموا أنّ الأمر وإن لم يكن سهلاً لكنه في متناول اليد، ولنرى الآن من سينفّذ عنوان مقالتي ويكتب مقالته الأولى بعد إتمام القراءة.

فيديو مقال اكتب مقالك الأول بعد قراءة هذا المقال

أضف تعليقك هنا

أحمد الصالح

أحمد الصالح