البساطة لا تعني السذاجة

كثير من الصفات والتصرفات تتشابه إلى درجة لا نستطيع التمييز بينها ، فهناك فرق بين الذكاء والخداع ولكن إن قرأت قصة عن ثعلب ماكر قد لا تجد نفسك إلا شغوفاً بذكائه ، الذي هو بالطبع وبلا شك مكر وخداع .

التمييز بين البساطة والسذاجة

ولكن المرعب في هذه الحالة ألا نستطيع التمييز بين البساطة التي هي عنوان الطيبين ودستور حياتهم ، وبين السذاجة التي هي سمت المغفلين وسبب مآزقهم .

غالباً هاتان الصفتان لا يمكن فصلهما عن بعضهما بسهولة إن لم تعرف الشخص المتصف بهما عن قرب، أما إن كنت قليل خبرة به فيجب أن تتوقع من نفسك الخلط بين الصفتين وعدم التفريق.

الخطوط الفاصلة بين البسيط والساذج

وهنا أطرح أمثلة عن الخطوط الفاصلة بين البسيط والساذج، فالبسيط قد يقع في حفرة في الشارع مرة واحدة لأنه لم يكن منتبهاً أو لأنه وثق بالطريق وشعر بأمانه فخاب ظنه ، أما الساذج فقد يقع مرتين وثلاثة وأربعة ولا يميز أو يراجع نفسه .

البسيط يفشل لمرة واحدة ،يتسرع لمرة واحدة ، يخطئ في أمر ما لمرة واحدة ..

أما الساذج فهو سلسلة من الفشل والتهور والأخطاء المتراكمة .

عندما تثق بشخص لمرة واحدة فهذا عن طيب قلب ، أما أن ترى منه الغدر مرات ومرات ولا تزال تثق به فلا يمكنني أن أسمي هذا الفعل إلا سذاجة .

والبسيط قد يراجع نفسه وأفكاره ويستفيد من أخطائه لترميم شخصيته ،أما الساذج فلا يزداد إلا غروراً ولا يجني سوى عثرات وسقطات لا يجيد الخلاص منها .

كن بسيطاً طيباً تعامل الناس بطيبتك ولا تتكلف في المعاملات وإياك أن تكون ساذجاً لا تستفيد من أخطائك ولا تطور نفسك.

فيديو مقال البساطة لا تعني السذاجة

 

أضف تعليقك هنا

أحمد الصالح

أحمد الصالح