علاقة الذكاء بالغذاء:
أوضحت الأبحاث أن المخ يشعر أيضاً بالجوع ، ولكي يعمل بكفاءة يحتاج إلى مجموعة من السكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات ، وحينما يفتقر المخ إلى أحد هذه العناصر تنقطع الكهرباء عنه ، لهذا يعكف العلماء في الوقت الحالي على دراسة أنواع الطعام ، التي تضمن للمخ أحسن أداء لوظائفه.
يقول مدير المركز الفرنسي للأبحاث العلمية في كتاب “النظام الغذائي للمخ” : إن الإنسان بعد بلوغه سن الأربعين يفقد كل يوم 100 ألف خلية عصبية ، وعند الثمانين من العمر يظل الإنسان يحتفظ بـ 70 في المئة من الخلايا العصبية الحية ، علماً بأن هذه الخلايا لا تتجدد ، خلافاً لجميع الخلايا الأخرى للجسم.
ومن هنا تأتي أهمية التركيز على الخلايا الحية المتبقية ، وتعتمد نوعية حياة هذه الخلايا على نوع الطعام الذي تناوله الفرد ، ولذلك يقول الباحث الفرنسي :
“إن المواد الغذائية الأساسية اللازمة للمخ تنقسم إلى ثمانية أحماض أمينيه ، وهي التي تتوافر في العدس ، وفي منتجات الألبان ، وإلى هذه الأحماض تجب إضافة بعض الفيتامينات A,. H.k.c ومجموعة فيتامينات المجموعة “ب” ولن تكتمل القائمة إلا بإضافة المعادن ، مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم ، والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور ، دون أن ننسى الحديد واليود والنحاس والزنك والكوبالت.
علماً بأنه إذا تغيب واحد فقط من هذه العناصر ، فسوف يتوقف حتماً المخ عن أداء وظائفه ، ولذا كان المخ هو أول من يستخدم هذه المواد ليلبي حاجته بأي ثمن ، وليكن ما يكون بالنسبة للأعضاء الأخرى ، ومن المؤسف كما يقول البروفيسور “جان ماري بور” أن الإنسان باتباعه نظاماً غذائياً من أجل فقدان بضعة كيلو جرامات من وزنه ، يحرم المخ من السكريات والدهون ، التي لا يمكن له أن يستغني عنها ، وما يزيد الأمر سوءاً عدم قدرة المخ على اختزان ما يحتاج إليه من مواد ، ومن ثم يتعين على أعضاء الجسم الأخرى تولي هذه المهمة وتزويده بما يحتاج إليه من سكريات ودهون.
أقوال العلماء في معنى الذكاء :
1- عرَّف “ابن الجوزي” الذكاء بأنه سرعة الفهم ، أي أن الذي يفهم مشكلة من المشكلات أسرع من غيره يكون أذكى أو أكثر ذكاء منه.
2- “ديفيد وكسلر” عرَّف الذكاء بأنه المقدرة الكلية للفرد الإنساني على التصرف الهادف ، والتفكير العاقل ، والتعامل الكفء مع البيئة.
3- “لويس تيرمان” عرفّ الذكاء بأنه القدرة على القيام بالتفكير المجرد ، أي القيام بنشاط ذهني مستقل في عمله عن الحواس.
4- “ستودارد” وضع تعريفاً شاملاً للذكاء اعتمد فيه على كل ما كتب حول الذكاء فجاء تعريفه طويلاً شاملاً معقداً ، يضم فيه معاني ومفاهيم كثيرة ، يقول : إن الذكاء يعني القدرة على القيام بنشاطات تتصف بالخصائص التالية: الصعوبة – التعقيد – التجريد – الاقتصاد – التكيف مع الهدف – القيمة الاجتماعية – ظهور السلوك الأصيل، والمحافظة على هذه النشاطات حتى تحت ظروف تتطلب تركيز الجهود ومقاومة القوى الانفعالية.
5- “بورينج” يقول : إن الذكاء هو ما تقيسه الاختبارات.
طبيعة الذكاء
وقد اختلف العلماء في تحديد طبيعة الذكاء ؛ فهناك مَنْ قال بأن الذكاء قدرة واحدة عامة أساسية عند كل الناس. وهناك مَنْ رأى أن للذكاء عاملين:
عامّلٌ تشترك فيه كافة النشاطات العقلية على اختلاف أنواعها وأصنافها ، كالإدراك والخيال والذاكرة والانتباه والتفكير وغيرها.
وعوامل خاصة بكل نشاط من هذه النشاطات ، تتميز بها عن غيرها.
وذكر آخرون أن هناك ذكائين ، وليس ذكاءً واحداً : ذكاء سائل ، وذكاء صلب متبلور.
وذهب “جلفورد” إلى أن العقل الإنساني يتكون من مئة وعشرين قدرة عقلية منفصلة عن بعضها البعض ، ويمكن تحديدها جميعاً ، وأن هذه القدرات تنتظم من خلال ثلاثة عناصر ، هي : المحتوى والنتاجات ، والعمليات.
فالذكاءات المتعددة لا تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده ولا تكتسب من خلال تراكم المعرفة والمعلومات فقط بل لا بد أن يكون هناك تعليم منتظم وتمرين متتابع ، يتم من خلال استخدام العديد من الاستراتيجيات التدريسية التي تناسب كل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة ، وسنتحدث لاحقا عن أنواع الذكاءات وكيف يستغلها المحامي ، والمحامية في عمله …
المحامي/ د.عبدالكريم بن إبراهيم العريني
فيديو مقال الذكاءات المتعددة في المحاماة (2)