الذكاءات المتعددة في المحاماة (2)

علاقة الذكاء بالغذاء:

أوضحت الأبحاث أن المخ يشعر أيضاً بالجوع ، ولكي يعمل بكفاءة يحتاج إلى مجموعة من السكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات ، وحينما يفتقر المخ إلى أحد هذه العناصر تنقطع الكهرباء عنه ، لهذا يعكف العلماء في الوقت الحالي على دراسة أنواع الطعام ، التي تضمن للمخ أحسن أداء لوظائفه.

يقول مدير المركز الفرنسي للأبحاث العلمية في كتاب “النظام الغذائي للمخ” : إن الإنسان بعد بلوغه سن الأربعين يفقد كل يوم 100 ألف خلية عصبية ، وعند الثمانين من العمر يظل الإنسان يحتفظ بـ 70 في المئة من الخلايا العصبية الحية ، علماً بأن هذه الخلايا لا تتجدد ، خلافاً لجميع الخلايا الأخرى للجسم.

ومن هنا تأتي أهمية التركيز على الخلايا الحية المتبقية ، وتعتمد نوعية حياة هذه الخلايا على نوع الطعام الذي تناوله الفرد ، ولذلك يقول الباحث الفرنسي :

“إن المواد الغذائية الأساسية اللازمة للمخ تنقسم إلى ثمانية أحماض أمينيه ، وهي التي تتوافر في العدس ، وفي منتجات الألبان ، وإلى هذه الأحماض تجب إضافة بعض الفيتامينات A,. H.k.c ومجموعة فيتامينات المجموعة “ب” ولن تكتمل القائمة إلا بإضافة المعادن ، مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم ، والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور ، دون أن ننسى الحديد واليود والنحاس والزنك والكوبالت.

علماً بأنه إذا تغيب واحد فقط من هذه العناصر ، فسوف يتوقف حتماً المخ عن أداء وظائفه ، ولذا كان المخ هو أول من يستخدم هذه المواد ليلبي حاجته بأي ثمن ، وليكن ما يكون بالنسبة للأعضاء الأخرى ، ومن المؤسف كما يقول البروفيسور “جان ماري بور” أن الإنسان باتباعه نظاماً غذائياً من أجل فقدان بضعة كيلو جرامات من وزنه ، يحرم المخ من السكريات والدهون ، التي لا يمكن له أن يستغني عنها ، وما يزيد الأمر سوءاً عدم قدرة المخ على اختزان ما يحتاج إليه من مواد ، ومن ثم يتعين على أعضاء الجسم الأخرى تولي هذه المهمة وتزويده بما يحتاج إليه من سكريات ودهون.

أقوال العلماء في معنى الذكاء :

1- عرَّف “ابن الجوزي” الذكاء بأنه سرعة الفهم ، أي أن الذي يفهم مشكلة من المشكلات أسرع من غيره يكون أذكى أو أكثر ذكاء منه.

2- “ديفيد وكسلر” عرَّف الذكاء بأنه المقدرة الكلية للفرد الإنساني على التصرف الهادف ، والتفكير العاقل ، والتعامل الكفء مع البيئة.

3- “لويس تيرمان” عرفّ الذكاء بأنه القدرة على القيام بالتفكير المجرد ، أي القيام بنشاط ذهني مستقل في عمله عن الحواس.

4- “ستودارد” وضع تعريفاً شاملاً للذكاء اعتمد فيه على كل ما كتب حول الذكاء فجاء تعريفه طويلاً شاملاً معقداً ، يضم فيه معاني ومفاهيم كثيرة ، يقول : إن الذكاء يعني القدرة على القيام بنشاطات تتصف بالخصائص التالية: الصعوبة – التعقيد – التجريد – الاقتصاد – التكيف مع الهدف – القيمة الاجتماعية – ظهور السلوك الأصيل، والمحافظة على هذه النشاطات حتى تحت ظروف تتطلب تركيز الجهود ومقاومة القوى الانفعالية.

5- “بورينج” يقول : إن الذكاء هو ما تقيسه الاختبارات.

طبيعة الذكاء

وقد اختلف العلماء في تحديد طبيعة الذكاء ؛ فهناك مَنْ قال بأن الذكاء قدرة واحدة عامة أساسية عند كل الناس. وهناك مَنْ رأى أن للذكاء عاملين:

عامّلٌ تشترك فيه كافة النشاطات العقلية على اختلاف أنواعها وأصنافها ، كالإدراك والخيال والذاكرة والانتباه والتفكير وغيرها.

وعوامل خاصة بكل نشاط من هذه النشاطات ، تتميز بها عن غيرها.

وذكر آخرون أن هناك ذكائين ، وليس ذكاءً واحداً : ذكاء سائل ، وذكاء صلب متبلور.

وذهب “جلفورد” إلى أن العقل الإنساني يتكون من مئة وعشرين قدرة عقلية منفصلة عن بعضها البعض ، ويمكن تحديدها جميعاً ، وأن هذه القدرات تنتظم من خلال ثلاثة عناصر ، هي : المحتوى والنتاجات ، والعمليات.

فالذكاءات المتعددة لا تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده ولا تكتسب من خلال تراكم المعرفة والمعلومات فقط بل لا بد أن يكون هناك تعليم منتظم وتمرين متتابع ، يتم من خلال استخدام العديد من الاستراتيجيات التدريسية التي تناسب كل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة ، وسنتحدث لاحقا عن أنواع الذكاءات وكيف يستغلها المحامي ، والمحامية في عمله …

المحامي/ د.عبدالكريم بن إبراهيم العريني

فيديو مقال الذكاءات المتعددة في المحاماة (2)

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa