القدس الأمس واليوم والغد

القدس عربية

لعل كلمة القدس عربية أصبحت كلمة مألوفه لمن هم مواليد الخمسينات فما أعلى أما من سبقهم ففي طفولتهم وشبابهم عرفوا دائما أن اليهود بلا دولة ولا وطن ولعل فكرة الوطن الإسرائيلي التي طرأت بعقل ثيودور هرزل باواخر القرن التاسع عشر وإيمان عائلة روتشيلد بها بخلق وطن لليهود يحركون منه العالم أجمع، وذلك عن طريق أموالهم التي أدانوا بها كل دول العالم وأصبحوا أصحاب السيادة بها فلقد فككوا دوله عثمانيه عاشت أكثر من 600 عام وقسموا المسلمين بين أنفسهم لنجد منهم الشيعي والسني الملتزم والمتحرر النائم والغافل وأخذوا ما ليس لهم حق فيه ونزلوا على الأراضي الفلسطينية عصابات تنهب وتحرق وتقتل واستوطنوا بها وسط شجب وهجاء من العالم أجمع لكن لم يتحرك ساكن لهم وحينما رفضت بعض الدول ما يحدث واعترضت عليه أعلنوا الدول الكبرى الحرب عليها.

وقويت شوكة اسرائيل وأصبحت دولتهم تكبر يوما بعد يوم ووصلت خريطتهم إلى قناة السويس بسيناء غربا والجولان بسوريا شرقا ونهر الأردن جنوبا بضربة واحدة بسنه واحدة كانت سنة النكسة على العرب أجمع وأكبر الخاسرين كانت مصر وفلسطين استطاعت مصر أن تسترد معظم أراضيها ولكن اغتصبت أراضي فلسطين وأصبح للعدو الصهويوني كيانا ودولة وسط الدول العربيه وشمال الحجاز الأرض المكيه الطاهرة والتي انزل الله رسالته فيها على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل.

وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما لاحتلال فلسطين أصبح للعدو دولة وطاولة وكيانا قويا يأخذ ويعتقل ويقتل ولا أحد يردعه، وجائت انتفاضة بعد أخرى ولكن لا وجود لحرب مع الجار المغطي دائما ومتباهي بأمريكا اقوى ما في المنطقة، وارتكبت المذابح وكثرت ورآها العالم أجمع ولم يتحرك أحدا إلا مباحثات هنا ومفاوضات هناك وجامعه الدول العربية والمناقشات البيزنطية التي لا تجدي نفعاً ولا تضر على العلم أن الأسباب الظاهرة العالم لحدوث الحروب العالميه كانت أسبابا في غايه التفاهه لما يحدث الآن في فلسطين من انتهاكات ومجازر.

هم مؤمنون أننا أعدائهم، ولكن لماذا نؤمن نحن ؟

وجاء جزار خلف جزار حاكما لهذا الكيان وكان من يجلس على كرسيه يقتل ويذبح ويعتصب ويخرج إلى العالم متباهيا متفاخرا لما فعل ويتمسك به شعبه اليهودي أكثر فهم مؤمنون أننا أعدائهم ولكن لماذا نؤمن نحن ؟

لقد حاول الرؤساء العرب في الخمس وعشرين عاما الماضيه التطبيع مع إسرائيل خشيه من قوى الغرب والأمريكان ولكن أمام شعوبهم كانت حناجرهم تلتهب من الغضب على أفعال اسرائيل وكان اعلامهم يوصل عدة الصورة دائما حينما يحدث شيئا بفلسطين وكان بالنسبه لمصر معبر رفح هو ما يقيس وطنيه حكامها من عدمه.

أما الاردن فكانت دائما وابدا هي الوسيط بين فلسطين وإسرائيل ضمانا منها على خطر الصهاينه عليهم فهم يرون ما يحدث في جنوب لبنان وحرب اليهود مع حزب الله الذي أصبحت قراراته تتراجع نحو اليهود دائما أما دول الخليج فملوكها دائما غارقين في أموالهم نائمين غافلين عما يحدث ولا يعيرونه أي اهتمام وكان موقف العراق وسوريا مختلفا ومن فوقهم تركيا التي تحصي اسرائيل على أنها اقوى أعدائها، وحينما قويت شوكة صدام حسين وتم التصالح مع إيران تدخلت أمريكا على الفور ومن خلفها حلفائها من الغرب والعرب ودول الخليج واستطاعوا في عشر سنوات وأكثر قليلا أن يهدموا العراق ويجعلوها مأساه لكل العرب وأرضا خصبه للفتن والدمار ومن بعدها سوريا.

دائما ما ننام مغناطيسيا وندفن رؤوسنا بالرمل.

والغريب أننا كنا بمثل هذا الوقت نعلم جيدا ما سيحدث ومن سيكون دوره ومن يعمل لصالح من ولكننا دائما وابدا لا نسيء الظن مع العلم أن من نسئ به الظن قد كررها وفعلها تكرارا ومرارا ولكننا دائما ما ننام مغناطيسيا وندفن رؤوسنا بالرمل.

القدس عاصمة لإسرائيل

لقد كان دائما الخطاب الأول لرئيس أمريكا هو أن القدس ستصبح عاصمة لإسرائيل ولكن لم يتحمل أن يفعلها، فمع مرور الوقت كان يعلم أن القرار ليس توقيته ولكن جاء مجنونا يهوديا على رأس أمريكا وأعلنها بعد مرور عام من توليه، فهل هذا الرجل يأخذ قراراته من تلقاء نفسه هل استيقظ فقرر أن يذهب إلى القدس ويقول أنها عاصمه لإسرائيل ؟

اكيد هناك تأييدا من حكومته وبرلمانه على ذلك وحلفائة أيضا اللذين أخذ منهم أموالا طائلة في سبيل حمايته الدولية لهم من الإرهاب الذي يشكل خطرا على مناصبهم وليس على الشعوب فعندما استأجر أحدا على حل مشكلتي إنما هذا ينم عن ضعفي واستكانتي أمام قوته وهذا بالفعل ما حدث.

خرج ترامب علينا بقرارات تلو الأخرى بجرأة لم نعهدها قبلا وكأنه يستبق الزمان الخراب هذه الأرض ونشرب حروبا يهتز لها التاريخ، ولكن بعد القرار باتت القرارات تخرج لتؤشر بما سيحدث فالآن تحاول أمريكا إن تلهي العالم عن فعلتها وتثبت لسلمان وأمراء الخليج المحملين بالذهب أن ثقتهم في محلها فقد أعلن مجنون أمريكا ـن إيران هي المتورطة والمحركة لكل العمليات الإرهابيه في المنطقه وفي سوريا والعراق خصيصا وهم من يمدون الحوثيون بالسلاح والمال والفصائل المدربة

إذن لقد وضحت الصورة بعد اعتراض إيران الواضح وتهديداتها إلى الأمريكان وضعف جيوش الخليج في صد الحوثيون، فلابد لأمريكا أن تحارب إيران ولأن ترامب رجل أعمال ناجح قبل أن يكون رئيسا فهو لم يجعل أمريكا تخسر دولارا واحدا حينما أخذ أموال العرب ليحارب بها إيران ويقضي عليها وتصبح خريطة الوطن العربي له بعد ذلك من مواليه وحلفائه وكأننا رجعنا إلى أيام فرض الحمايات الغربيه والغزاه على العرب ولكن دول الخليج ليس غريب عليهم هذا فحروبهم مع الترك وتمردهم عليهم والذي أتى بمساعدة أمريكا وبريطانيا فالتاريخ يذكركم بلورانس العرب فإذا تدخلت إيران الآن واستولت على الطاقه والبترول أصبحت قوه تقلب كل أمور القوى العالميه فالآن اسرائيل تملك فلسطين بأكملها وأسست دوله واستراتيجيه على البحر الأحمر والمتوسط ولا يوجد عائق لها للانطلاق نحو لبنان وسوريا لحسابها وحساب المناوشات بين السعوديه حليفة اليوم وحزب الله وإيران لتحشد جيشها ليحارب مع العرب حزب الله وإيران تحت بند الإرهاب .

اليوم أمريكا فرضت الحمايه على العرب أحكامهم دول الخليج ومصر واليمن والعراق، أمريكا سنحارب الإرهاب المتجسد بإيران بأموال العرب الذي اخدها دونالد من الخليج العربي.

اسرائيل أخذت ما كانت تحلم به منذ 25 عاما. أصبحت كل فلسطين لها.

السعوديه تعلن تطبيعا مع اسرائيل لأول مرة في التواريخ أمام كل جموع المسلمين ولا تستنكر هي ومصر وباقي الخليج ما حدث بفلسطين
مع العلم أن كفار قريش قبل الإسلام كانوا يكرهون اليهود ولا يجلسوهم معهم بمجالسهم.

اليوم الدول القوية بالمنطقة والرافضة لما حدث من ترامب عندما ثارت لم نسمع غير كلاما واجتماعات ومجالس لا تسفر عن شيء، هل سمعنا حاكما يقطع العلاقات مع أمريكا وإسرائيل؟ هل سمعنا حاكما خرج ليهدد أمريكا وإسرائيل؟ هل رأينا اجتماعا أخره إعلان الحرب أو الرجوع لحدود 67؟ لكن لم نسمع شيئا وهكذا نكون كما قالت جولدا مايير منذ 48 عاما (حينما حرقنا القدس عام 69 ظننت أن العرب سيدخلون اسرائيل أفواجا ولكن حينما طلع الصباح فهمت أنها أمة نائمه ).

هذا ما فعلوه بنا، جعلوا من جسد الأمه العربيه وكأنه ميت اكلينيكيا.

كتبها

حمادة الشاعر

فيديو مقال القدس الأمس واليوم والغد

أضف تعليقك هنا

حمادة الشاعر

كاتب مصري