تجنيد الفتاة المصرية قرار تأخر كثيرا

لم تعد مصر متميزة فى شيء بقدر تميزها بتاريخ حافل بالحداثة و التنوير وأعني هنا بالتاريخ المعاصر بعيدا عن الحضارات الغابرة. فكانت مصر قبلة لمن يبحثون عن العلم و النور و الاستنارة منذ أواخر القرن التاسع عشر و بها نخبة من العلماء فى شتى مناحي العلم و الأدب على حد سواء. وكان للمرأة نصيب فى هذه الصحوة ولا أريد أن أعدد فالكثير من النساء وعلى رأسهم هدى شعراوى طالبن بحقوق للمرأة و التي إلى اليوم لم تنلها النساء فى مصر.

نضال المرأة المصرية

وربما جاءت ثورة يوليو لتوقف نضال المرأة المصرية بما لديها من عقيدة عسكرية خشنة، فقد نظرت الثورة وأعني ثورة يوليو بعين الخجل للتعاون بأي شكل من الأشكال مع المرأة على أنها تمثل الضعف، والجيش يمثل القوة و الرجولة و ليس ببعيد عن علم أحد بأن الرئيس تيتو قد سأل الرئيس عبد الناصر و هو فى زيارة إلى مصر أين المرأة المصرية، فما كان من الرئيس عبد الناصر إلا انه تحدث مع مجلس قيادة الثورة عن نيته فى تعيين امرأة فى الحكومة وقد اعترض الكثير فى البداية واتفقوا فى نهاية الامر على تعيين امرأة مسترجلة حتى لا تكون نقيصة فى حق رجالات الثورة.

وتيرة النضال عند المرأة المصرية

وهكذا تباطأت وتيرة النضال عند المرأة المصرية وجاءت فترة السادات لتفسح المجال للحركات الاسلامية لتنمو وتزدهر وتسيطر على عقول المجتمع و قد أدى ذلك الى تغيير سلوك المجتمع بأسره وكان من نتائجه أن تراجعت حقوق المرأة فى المجتمع و تقوقعت وضاعت حقوقها تحت ذرائع دينية.

أما فترة الرئيس مبارك وهي الأطول و التى قاربت ثلاثة عقود من استكمال لنفس النهج الذى كان سائدا إبان فترة السادات فقد ظلت الجماعات الإسلامية هى المسيطرة و المهيمنة و اللاعب الأوحد و المتحكم فى سلوكيات المجتمع دون تدخل يذكر من الدولة و مؤسساتها.

التحاق المرأة بالجيش

فقد يتصور الكثير من البسطاء أن التحاق المرأة بالجيش يعني الاختلاط و الفسق و الفجور و… وقل كما تريد من أقوال بسيطة لا تتفق مع الواقع من قريب او من بعيد و الجدير بالذكر أن الإعلام لا يقوم بأي دور لتغيير تلك الأفكار ومثيلاتها من أفكار بعيدة عن الواقع فالحياة العسكرية للإناث تشبه إلى حد بعيد حياة الفتيات فى المدن الجامعية عدا ان الحياة العسكرية أكثر انضباطا و أكثر خشونة.

فوائد الحياة العسكرية للفتاة

أما عن الحياة العسكرية و فوائدها بالنسبة للفتاة فهي تعطيها ثقة بالنفس وقوة واستقلالية وتبعد عنها لقب الحريم وتجعلها أكثر صلابة سواء مادية أو معنوية و ربما نقضي على التحرش باعتبار أن التحرش فعل ضد الضعفاء من الجنسين.

فيديو مقال تجنيد الفتاة المصرية قرار تأخر كثيرا

 

أضف تعليقك هنا