صالح للحوثي.. أنت طالق

بقلم: محمد الشاوش

أحداث صنعاء الأخيرة

لم أعُطِ لأحداث صنعاء الأخيرة أي أهمية ولم أقم أصلاً بقراءة مابين السطور، فكل ما يدور في صنعاء عبارة عَن سيناريو ضخم وفوق الوصف و ستجدوه مستقبلاً والأيام حبلى ..!

يتحدث الجميع أن صالح ربما صحى من سبات عميق وعاد إلى روح الجمهورية، ولكن في حقيقة الأمر الوضع أن الأمر مغاير تماماً ويختلف عما ذهب إليه المتأولون.

فلن ولن يكون يوماً خائفاً على الجمهورية كما يظن البعض ولم يكون جمهورياً أصلاً ..فمن يناضل من أجلها لا يُمكن أن يسمح بانهيار سدها المنيع.

كيف لجمهورياً أن يسمح لسُلالي في 21 سبتمبر من طرق أبواب صنعاء الأربعة، ليدخلوها فاتحين لا غازين، ومبشرين بالعدل لا ظالمين ولا باغين فدخلوها بسلام كهيئة الأنصار، وهنا كانت بداية للإنهيار والعهر الانتقامي المُتوارث للجمهورية ..!

اذاً صالح بوصلة للأنانية وقصة ذاتٍ لا تنتهي عند مكسبٌ وأحد والكل يدرك ذلك، فذكاء صالح لا يأتي بالمراسيم الاحتفالية المليئة بالورد، بل يأتي بالتوابيت السوداء.

[صالح ينتفض للجمهورية]

تحت هذا العنوان قضيت ساعات طويلة لممارسة القهقهة على نسمات الشتاء الباردة٠٠!

ربما عاد صالح ليكون صالحاً، لكنه عاد عندما شعر بخيوط الموت وهي تقترب من عنقه، لم ينتفض الزعيم [كما يحلو للبعض تسميته] إلا عندما أتى غلاماً ليُبلغه بوجوب مراجعة مشرف القسم [الحوثي] الذي يقطن خلف أسوار بيته، وليس خوفاً على أكذوبة الجمهورية.

هل يُعقل أن صالح استطاع أن يتخلص من الحوثي ليحرر ثلاث مدن وبهذه السرعة الخاطفة؟..!

يبدو أن هذا التحرير المضحك أسرع من قبلة صباحية يُهديها الإبن لأمه ليُغيظ بها سيدة المنزل ..!

في الحقيقة أنا لا أعلم كيف يقرأ البعض الأحداث ،صالح بين ليلة وضحاها أصبح بطل قومي..! والكل يطالبه بتوجيه ضربة قاسية..!

منَ يضرب من يا هذا !؟

لم يتمكن صالح من ردع الحوثي وهو في رأس الهرم

فكيف الآن وقد أصبح الحوثي سيداً له ولصواريخه البعيدة ..! ماذا عن احترام العقول أيها الساسة .

رجل جمهورية [السبت] يحاول التحرك ليهرب مَن اليوم الأسود والثمن الباهض الذي يعد له، فمن يلعب بالخطوط الحمراء للأمن القومي العربي [كما يراه البعض] فقد أوشك على الانتحار..!

نعم ..لقد مارس التهوُّر المفرط في خطابه قبل الأخير والذي وبحسب قراءتي له كان خطاباً مسمومُاً، فلربما يكون هو أول من يدفع الثمن وأول الذاهبين إلى السماء .

الكل يبحث عن خروج أمن من هذه الدائرة المفرغة حتى يحفظ له مقعداً في اي صفقة سياسية قادمة، فالشرعية تبحث عن مخرج، كما أن الحوثيون هم ايضاً يبحثون عن فرصة للخروج من الأزمة ولكن دون صالح، والأخير يبحث هو ايضاً عن خصمُ وأحداً ليبدأ معه الحوار بدلاً من ثعابين قد تجعله خارج المسار.

أما المحيط يُدرك أن صالح بدأ يعيش هوس القذافي وقد يخرق السفينة ويُغرق المنطقة كلها ..

إذاً استعدوا فالأزمة اليمنية لازالت في بدايتها فمعركة الظالمين بالظالمين لم تقرع طبولها بعد.

بقلم: محمد الشاوش

أضف تعليقك هنا