غمامة الاستمتاع – 5 – اللطف الزائد!

“إن السلوك المنطوي على نية حسنة ضروري للمجتمع المتراحم، ولكن له جانب سلبي، فكون الشخص لطيفاً، غالباً يعني أن يتحمل الكثير جداً، وأحياناً يكذب، ويحاول جاهداً ودائماً الاقتراب من الكمال، ويقع ضحية لسلوكيات أخرى ضارة بالنفس، والسلامة.”

ديوك روبنسون في كتابه لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم.

توجد تسع أخطاء شائعة عن اللطف وهي ليست من اللطف:

1- محاولة أن تكون كاملاً،

عليك أن تفهم أن النزعة للكمال هي نزعة اجتماعية، فقرر أن النزعة الدائمة نحو تحقيق الكمال تعتبر خطأ، وقرر أن تتوقف عن هذا الخطأ، والحل البديل للإرضاء الدائم للآخرين هو أن تسعى لسيكولوجية الاعتماد المتبادل، والمبدأ الأخلاقي للمصلحة العامة، وترسخ قيمة الحب، وتفرق بين الحب المشروط، والحب غير المشروط، وأن تتقبل قبول الآخرين لك.

ولتتقبل نقصك:

فكر قبل أن تأخذ على نفسك التزامات، وتحدث عن نفسك حول جهود الغير مثمرة لتحقيق التميز، وترأف مع نفسك في الجدية والنقد، واتفق مع الناس الذين ينتقدونك بوجه حق، وتجنب الناس الذين يريدون منك دائماً أن ترضيهم.

2- القيام بالتزامات أكبر من طاقتك،

وسببه الصورة المنخفضة للذات، ومن الناحية التاريخية يستخدم البالغون ثلاثة أحجار أساسية لبناء صورة إيجابية لأنفسهم وهي النجاح القائم على معايير المجتمع، وخدمة للصالح العام، وتقدير قيمتك كإنسان.

ولتحقيق ذاتك: امتدح جوانب قوتك، وقل “لا” عن طريق التخيل، وقل “لا” في مواقف الحياة الواقعية.

ولتنظيم الحياة بطريقة متوازنة: نم اتجاهاً قيماً وطويل المدى لحياتك، وقم باستجابات تامة للطلبات التي تتطلب وقتك وجهدك، وقم بتنظيم وقتك بطريقة فعالة.

3- عدم قول ما تريد،

وهذه نماذج للتعاملات وهي التعامل الذي سوق يكلف الآخرين شيئاً ما، والتعامل حيث نكون خائفين أن ما نريده سوف يسبب صراعاً، وعندما يرتكب الناس خطأ يكلفنا، أو عندما يحاولون أخذ مصلحة منا، والتعامل الذي تشكله السلطة المتبلدة أو من يستأسدون علينا، والتعامل عندما نحتاج أو نريد شيئاً نحبه. والمشكلة تقع في دوائر اجتماعية مختلفة: دائرة الغرباء، ودائرة أصحاب الحرف، ودائرة أصحاب المناصب الهامة، ودائرة الأصدقاء، ودائرة الأصدقاء الحميمين.

فلماذا لا نقول ما نريد؟ نعتقد أنه غير مناسب اجتماعياً، ولا نريد أن نظهر في موقف ضعيف، ونشعر بالقلق بشروعية مطالبنا، ونخشى الرفض،. ولماذا يعتبر صمتنا خطأ؟ يجعلنا غير معروفين، ولا نستمر في التمسك باهتماماتنا المفضلة، ونطلب معاملة لا نستحقها، ونبدد طاقتنا ونصيب أنفسنا بالمرض، نضيع الكثير مما نستحقه، وهناك ثلاثة منظورات مهمة، وهي أن تفرق بين حب الذات والأنانية، الثاني أن تكون حاضراً حضوراً تاماً بالنسبة للأشخاص الذين يهمونك، وتمرن على الإصرار وتوكيد الذات للتخلص.

4- كبت غضبك،

فلا يعتبر شعورك بالغضب خطأ، ويعتبر كبت الغضب هو الخطأ لأنه يجعلنا أشخاصاً مزيفين، ويتحول بالتدريج لكره مدمر للنفس، ولتتعامل مع غضبك بفعالية اعترف به وتقبله عندما ينشأ، وخذ وقتاً لتكبح جماح نفسك، وقرر ما ستقول واكتبه، ولتعبر عن غضبك عبر عنه بصراحة لمن أساؤوا إليك، وتكلم أولاً عن خوفك، وصف الإساءة وبماذا شعرت ولماذا؟ وللتعامل مع المسائل غير المنتهية، عب رعن غضبك بطريقة غير مؤذية، وسامح من أساؤو إليك ورحلوا عن الحياة، وجرب محادثة للتسامح، واجعل مسامحتك رمزية وتخلص من ضغينتك.

5- التعقل لحظة الاندفاع،

فلا تجدي الاستجابة العقلانية مع التهور، ومهاجمونا ليسوا مهتمين بسماعنا ندافع عن أنفسنا، والتعقل هو شكل من أشكال قمع الغضب، فخذ بعض الوقت لتهدأ، وتفاعل مع مهاجمك عاطفياً، فعلى المستوى الأول يتطلب التقمص العاطفي أن ترى الأشياء من منظوره، والثاني أن تحظى بالشفقة من أجله، والثالث أن تستطيع أن تعكس مشاعرهه له مرة أخرى، والرابع تأييد مشاعر مهاجمك عن طريق قبول تجربته، والخطوة الثالثة عبر عن الأسى بخصوص ألمه، ورابعاً اطلب منه أن يشترك معك في تبادل مستمر للمشاعر، واطلب استماع عادل لقصتك، وإن لم يستطع الاستجابة بصورة إيجابية، فربما تستطيع إيجاد جو من الاتفاق على عدم الاتفاق، ودعه يعرف بأنك لن تسمح بأن تتم مهاجمتك.

6- الكذب البسيط،

فتوجد ثلاث طرق للتعامل مع الحقيقة، تهرب من الحقيقة، وقل الحقيقة بدون تحريف، وضع الحقيقة جانباً، والتجاهل والفظاظة كلاهما خطأ، وقول الحقيقة وكن لطيفاً أيضاً، فاقبل الحقيقة وكأنها مشكلتك، وعنون أصل المشكلة أعني الخوف، وفكر في العوامل الوثيقة بالموضوع قبل أن تستجيب، وعبر عن الاحترام قبل أن تتكلم.

7- إسداء النصح،

إن إسداء النصح هو تقليل من شأن الآخرين، والنصيحة عاجزة عن تقديم المساعدة الحقيقية التي يحتاجها الآخرين، ولا يمكن أن نكون أمناء عند إسداء النصح، وهو شكل من أشكال السيطرة، والبديل أن تبعد نفسك عن مشاكلهم، والتقمص العاطفي، وتشجيع الآخرين على التفكير في مدى أوسع من الحلول الممكنة، وإتاحة المعلومات المطلوبة، وحثهم بلطف.

8- إنقاذ الآخرين،

فهو لا يفيد، ويزيد من سلوكياتهم المدمرة، وينهي اعتمادهم علينا، ويتضمن الخداع، ويؤذينا، وهو شكل آخر أكثر خطورة من أشكال الإدمان، وللتوقف عن الإنقاذ، كون إحساسك الخاص الواضح عن ذلك، وأخبر من تنقذهم بما تفعله الآن، وابحث عن دعم لالتزاماتك.

كيف تساعد دون أن تبدو منقذاً؟ اشرح للآخرين ما يفعلونه في البدية الأولى، وساعدهم على مواجهة شعورهم بالذنب، وساعدهم على التخلص من شعورهم بالخجل.

9- حماية من يشعرون بالحزن،

وهناك خمس استجابات دفاعية لعملية الحزن وهي الإنكار، والغضب، والتمني، والاكتئاب، والتقبل.

وبديل للحماية هي المساندة، والمساندة تعني في المقام الأول حضورك التام، وتقديم المساندة بطريقة صحيحة.

هذه تسعة أخطاء مرتبطة باللطف نستطيع تجنبها وسنبقى لطفاء.

فيديو مقال غمامة الاستمتاع – 5 – اللطف الزائد!

أضف تعليقك هنا