لا تحبس دموعك … لا تكن مستبداً بحقها

لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟

أثبتت دراسة علمية أنّ المرأة في الحالة الطبيعية تبكي من 36 إلى 64 مرة في السنة أي بمعدل مرة في الأسبوع على الأقل، أما الرجل فقد يصل وسطياً إلى 12 مرة يضطر فيها للبكاء سنوياً، بمعدل مرة كل أربعة أسابيع، هذه الدراسة عالمية ولو حصرت في منطقتنا العربية لوجدنا نسبة بكاء المرأة أكثر بكثير ونسبة بكاء الرجل أقل بكثير، فلماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟

 

هذا الأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب النفسي والفيزيولوجي لكل من الرجل والمرأة، بسبب زيادة إفراز المرأة لهرمون “البرولاكتين”  الذي يزيد من حالات الاكتئاب وتعكّر المزاج مما يدفعها إلى التنفيس عن ذلك بالبكاء، أما الرجال فلا يزداد إفراز هذا الهرمون عندهم إلا في حالات نادرة جداً وشاذة.

فلا تستغرب إن نزلت دموع امرأة لسبب تافه أو ربما تجده أنت مضحكاً، كأن تكون مصابة بالزكام فتبكي أو تريد أن تصل إلى غرض في أعلى الرفّ ولا يساعدها طولها فتبكي، وغير ذلك من مواقف قد يراها الرجل مواقف طريفة تدعو للضحك إنما هي في قاموس النساء مسببات للبكاء ومدرّات للدموع.

وقد تكون التربية أيضاً إحدى أسباب البكاء

وخاصة في المجتمعات الشرقية التي تكيل بمكيالين بالنسبة للذكر والأنثى، فالأنثى اكثر عرضةً للتأنيب والتوبيخ من قبل الأهل وبقدر أكبر بكثير مما يتلاقاه الذكر لنفس السبب، هذا الحزم الزائد يدفع الأنثى إلى البكاء بحثاً عن عطف من حولهم، وتخفيفاً من حدّة الضغط النفسي الذي تتعرض له.

حقيقةً:

إنّ البكاء ضروري جداً للرجل والمرأة وهو أسلم الطرق لتحسين الوضع النفسي وليس دليلاً على الضعف أو قلة النضج، فالدموع سبيل لإزالة ما يفرزه الجسم من مواد ضارة عندما يصاب بالتعاسة أو القلق، أو عندما يمرّ بحالة نفسية سيئة، كما تعمل الدموع كمسكنات للألم ومهدئات للأعصاب، ومن المؤسف أن مجتمعاتنا ترى بكاء الرجل عيباً في حين أنهم لا يدركون أنّ كبت الدموع قد يعرّض الإنسان رجلاً كان أو امرأة لأخطار صحيّة يمكن أن تصل إلى اضطرابات في المعدة وصداع وآلام مفاصل، وقد تصل في مراحل متطورة إلى أزمة قلبية، ولهذا نلاحظ أنّ النساء عموماً هنّ أطول عمراً من الرجال فيا معشر الرجال لا تدعوا النساء تفوز عليكم بالعمر الطويل.

البكاء حالة طبيعية

لا تعيب أحداً ولا تنقص من قيمته، قد يكون سبب البكاء أحياناً هو محطّ الانتقاد وليس البكاء نفسه، فالرجل لا يبكي إلا لأمر عظيم ولكن إن وصل لهذا الأمر فليبكِ ولا يحبس دموعه فذاك خير له وأجدى وأنفع، والبكاء بعد هول مقتحم يساعد على تجاوز الأزمة النفسية وصفاء الذهن للتفكير بالحلول، فالغارق في حزنه المكابر دموعه لن يجد مساحة للتفكير بخلاف الذي أفرغ شحنات حزنه، فالأخير جاهز نفسياً وعقلياً لمعالجة أي عرقلة تمر بطريقه بينما الأول سيبقى عالقاً في مستنقع مكابرته معطّل التفكير مكبّل العواطف.

للرجل حقٌ في البكاء كما للمرأة، وليس له أن يحبس دموعه إذا طرقن أجفانه مستئذنات بالرحيل، فلا تكن ـ عزيزي الرجل ـ مستبداً بحق دموعك وصحتك ونفسيتك فإن حبس الدموع لا يزيدك إلا غماً وهماً.

فيديو مقال لا تحبس دموعك … لا تكن مستبداً بحقها

 

 

أضف تعليقك هنا

أحمد الصالح

أحمد الصالح