هل تفوق الإسرائيليين على العرب داخل الولايات المتحدة؟ وهل كل الحلول انتهت؟

بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل اشتعلت التصريحات والتنديدات العربية ولم نسمع حلول فكما تفعل إسرائيل علينا أن نفعل .

أولا كما نعلم أن العلاقات الخارجية والقرارات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية غالبا لا تهم الداخل والمجتمع الأمريكي فالنخب السياسية وكذلك الأحزاب السياسية ولاعبين آخرون هم من يصيغون ويرسمون خطط نظام المراحل التي تمر فيها العلاقات الخارجية .

فما يهم المجتمع والداخل الامريكي هو أن تكون الدولة أقوى اقتصاديا و سياسيا وصاحب الرؤية الاقتصادية الافضل للمرحلة هو الذي يرشحه الامريكيين ليمثله في البيت الابيض .

إذا كانت جماعات الضغط واللوبي الصهيوني يضغط على صناع القرار في الولايات المتحدة من أجل تحقيق اهداف اسرائيل فهو لم يأتي من يوم وليلة فهو عمل سنوات طويلة وعمل منظم وممنهج.

هل على العرب أن يطلقون جماعة ضغط أو لوبي خاص بهم كعرب؟

وما الحل إن كانوا غير قادرين؟

هذا صعب او خطوة متأخرة وتحتاج الى عمل كبير وكثير وكذلك تحتاج الى اتفاق وترابط عربي كبير ونبذ الخلافات وهو ليس ظاهر الآن.

كما قلت سابقا الشعب والمجتمع الأمريكي هو وسيلة ضغط كبيرة على صناع القرار فهم أتوا من رحم الديمقراطية الشعبية والاختيار.

إذا اراد العرب أن ينقلوا ويحركوا القضية داخل المجتمع الامريكي ليس بطريقة سرد تاريخي للقدس او القضية ومن له الحق عن غيره فالشعب ليس من اهتماماته أن هناك أرض احتلت تبعد عنه الاف الكيلو مترات وعن من له الحق.

لا أحد سيظهر التعاطف معك وإن كان هناك تعاطف سيكون بسيط وبارد .

ما يطمح إليه الشعب الأمريكي

فالشعب الامريكي كما قلت النمو الاقتصادي والأمن هما أقصى ما يطمح اليه الأمريكيين ويريدون استمراره واستمرار توليد المال والوظائف.

على العرب أن يلعبوا على وتر الدعم المالي الأمريكي الذي تقدمه لإسرائيل هل هو مبرر وهل سيعود ذلك بالنفع على الولايات المتحدة أم أنه هدر مالي وغير مبرر .

والدخول في لغة الأرقام فهناك الكثير من الأموال تدفع من أجل أمن واستقرار دولة تزرع في مكان لا أحد يريدها فيه والدفع المالي الامريكي على دفاع اسرائيل لو تم استغلاله في الولايات المتحدة لحلت الولايات المتحدة الكثير من العوائق الاقتصادية المؤثرة.

وإن ما تنفذه الحكومات الأمريكية المتتابعة النابعة من الأحزاب السياسية ماهي الا تطبيق لمصالح قوى ضغط لا تريد الا صالحها فقط لا ترى في الصالح العام الامريكي شيئا كبيرا وهدر مقدرات الولايات المتحدة في مكان لا فائدة كبيرة ومرجوه منه في قطعة صغيرة بالعالم .

وهناك قضيه أخرى كذلك مهمة أن الدعم الامريكي لإسرائيل يستغل لانتهاك حقوق الانسان فالجرائم الشنيعة التي قام بها النظام الصهيوني غير مبرر فليس هناك قوتان متكافئة بل هناك بطش اسرائيلي كبير برعاية المال الأمريكي .

فالتقارير المالية تقول ان ١٩٪ من ميزانية وزارة الدفاع الاسرائيلية تمثل الأموال الأمريكية

ففي عشر سنوات أنفقت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة ٣٨ مليار دولار هذين رقمين بعد بحث بسيط جدا فماذا لو تعمق البحث لخرجنا بأرقام كفيلة بأن تذهل الجمهور الامريكي وقادرة على تحريك القضية.

نقل المعركة الدبلوماسية

إن أراد العرب نقل المعركة الدبلوماسية خارج الإطار الرسمي إلى الإطار الشعبي.

وهذه الخطوة تحتاج الى خطة عمل كاملة وممنهجه ووضع حسن النوايا قبل كل شيء بأن الولايات المتحدة ستبقى قوة عالمية تسعى الى نشر السلام والمثل العليا للحرية والديمقراطية وعدم انتهاك حقوق الانسان ومن هذا المنطلق لا نراه يطبق في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.

وكذلك تحتاج هذه الخطة إلى إعادة تفسير الصورة الذهنية المرسومة لدى الشعب الامريكي بأن العربي ارهابي ولا يحب السلام والعيش بحرية .

وان العرب لا يكنون الشر للشعب الأمريكي عبر بث الرسائل والدعايات التي تغير الرأي والصورة المرسومة في الأذهان والذي رسمها الإعلام الأمريكي بمباركة جماعات الضغط لتوفير غطاء من الدعم الشعبي الأمريكي بمحاربة الإرهاب وأن إسرائيل هي بوابة حماية أمريكا من الشر في الشرق الأوسط.

نهاية الكلام

التفوق الاسرائيلي إن كان على المسار السياسي فلابد من تحريك المجتمع الامريكي لكسبه والمساعدة في الضغط على صناع القرار في تغيير توجهات الحكومة الأمريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي.

فيديو مقال هل تفوق الإسرائيليين على العرب داخل الولايات المتحدة؟ وهل كل الحلول انتهت؟

أضف تعليقك هنا