إلا قليلا منهم ..

“قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق “

أحد الدعاة كان ليه فيديو بيتكلم فيه عن الثقب الأسود ، و كان بصراحة بيحاول فيه بشكل مفتعل جدا، تأويل آيات من القرآن الكريم للتماشي مع فكرة الثقوب السوداء.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

كان عايز يكسب القرآن الكريم إعجاز علمي بالعافية.

حاله كحال شيوخ كتير بيقعدوا يحسبوا و يعدوا حروف و يقولك لو جمعت عليهم 3 هيديك 17 و 17 ده رقم مش عارف إيه ، و الله أكبر

محاولات طفولية بائسة ، لا تتماشي مطلقا مع عظمة القرآن .. القرآن اللي آمن بيه الناس في زمن الرسول من غير ما يكتشفوا فيه إعجاز علمي واحد .. يعني الإعجاز العلمي مش هو أبدا الأساس اللي تخليك تقول آمنت بالله .. في زمننا المتقدم ده ممكن يبقي وسيلة ، أو مدخل .. لكنه برضو مش الباب الرئيسي الكبير للأسلام

أكيد فيه في القرآن أشياء أخرى قوية جذبت ليه الناس و غيرت حالهم 360 درجة .. خصوصا واحد زي سيدنا عمر ابن الخطاب أو خالد ابن الوليد و غيرهم كتير .. من أقصى اليسار لأقصى اليمين

أكيد القرآن يملك أشياء أخري خلته يعيش و بتلك القوة كل هذه السنين

يعني قصدك أن القرآن مفيهوش إعجاز علمي ؟

لأ فيه ،

بس هم لا كانوا يعرفوا حاجة اسمها ثقب اسود .. و لا كانوا يعرفوا ان الجبال هي اوتاد الارض .. و لا كانوا يعرفوا مراحل تطور الجنين .. و لا كانوا يعرفوا كروية الارض .. و لا كانوا يعرفوا ان الشمس تجري لمستقر .. و لا فهموا يعني ايه “القمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم” ، و لا الانفجار العظيم و ان الارض و السما كانت رتقا واحدا، و لا تصريح القرآن بأن السماء كانت دخان.

يعني الإعجاز العلمي لم يكن هو الأساس

طب آمنوا لإعجازه البلاغي ؟

“قل فأتوا بعشر سور مثله”

“قل فأتوا بسورة من مثله”

ربنا تحدي العرب أرباب الكلم في لغتهم أو في عقر دارهم بأنهم يجيبوا عشر سور بنفس بلاغة القرآن ، و بعدها سهل التحدي و قالهم طب سورة واحدة .. هاتوا سورة واحدة بس

يعني الإعجاز هنا بلاغي ؟

آه .. بس الأعجمي اللي مش عربي هيعمل ايه ؟!

يبقي أكيد مش هو الأساس ..

طب آمنوا من فرط ثقتهم في أخلاق البشري المختار و المختص بالرسالة .. محمد .. عليه الصلاة و السلام ؟

ممكن يكون ده وسيلة ، لكنه أبدا مش سبب كافي

طب ايه هو الأساس ؟ ايه الحاجة الرهيبة في القرآن ؟

أنا بسألك .. و بسأل نفسي

إيه اللي خلى الناس في زمن الرسول يتركوا الجاهلية و يؤمنوا بيه ؟ إيه الحاجة الرهيبة اللي خلتهم يوقنوا تماما بأن الكلام ده كلام ربنا ؟!

تاني !!!

بسألك و بسأل نفسي ؟!

إيه سر الإيمان ؟!

من يومين .. كنت في بريك من الشغل و بجيب أكل من محل كان مشغل قرآن ، القرآن كان طالع بصوت خافت وسط الدوشة و همهمات الزبايناللي بيضحك و اللي بيهزر

“3 بطاطس من غير سلطة ”

و كانت دماغي مشغولة تماما بأمور دنيواية ، و فجأة انسحبت تماما من نفسي و بقيت منصت للقرآن.. معرفش ازاي وسط الدوشة دي قدرت انصت و اركز .. و معرفش ايه سر الدموع اللي تكتلت في عيني ..

و قعدت ادور جوة نفسي عن سبب الدموع ..

ليه عيني دمعت ؟

دموعي مكنش سببها هم .. و مكنش سببها احساس بالذنب

طب كان سببها ايه ؟!

دوامة من الأسئلة و الأفكار ، لحد ما وصلت لسبب

إني كنت حاسس ان القرآن بيكلمني أنا ! أنا المختص باللي بيتقال !

طب ازاي ؟!

ده أنا واحد من مليارات عايشين دلوقتي و مليارات عاشوا زمان

يعني لو كل واحد فيهم سمعه زي ما سمعته هيحس بأحساسي ده ؟!

دموعي كان سببها ان و الله العظيم أنا لا سمعت و لا قريت في يوم حاجة لمست عقلي و قلبي (الاتنين مع بعض) كده ..

ازاي القرآن عام كده ؟! و شامل كده ؟!

ازاي بيخليك تشوف نفسك و تحس ان الكلام بيلمسك أنت لوحدك رغم انك اقل من ابرة في كومة قش ؟

و هنا تكمن العظمة ..

و هنا بس قدرت اتخيل ليه ناس كان عندها استعداد تؤمن سواء كان في معجزات او لا .. و ان المعجزات دي بس رحمة و وسيلة مساعدة إلاهية لينا عشان نعرف ، لكنا ابدا مش هي الاساس للايمان

العقل و القلب .. خطاب إلي الروح و النفس

الدمعة و الرعشة .. و احساسك ان كل ما في الدنيا ده فراغ مقابل سجدة عن خشوع و بنفس سوية صافية

كله هوا .. حتي الهوا نفسه فراغ .. كله فاني إلا وجهه

ممكن يكون في ناس آمنت بسبب معجزات النبي زي انشقاق القمر

و ناس آمنت بسبب أشياء مستقبلية القرآن قال انها هتحصل و حصلت زي هزيمة الروم .. و في المكان اللي القرآن حدده

ممكن ناس آمنت من فرط ثقتها في أخلاق البشري المختص بالرسالة .. محمد .. عليه الصلاة و السلام

و ممكن ناس آمنت بسبب قصص الرسل المذكورة في القرآن الكريم رغم عدم علم سيدنا محمد النبي “الأمي: بها ..

وممكن ناس بتؤمن دلوقتي بسبب اشارات القرآن لظواهر علمية

لكن يظل الأساس و البوابة الكبيرة هو خطابه للعقل و الروح معا ، و ذلك هو مستقر الإيمان

إنك تميز كلام الرب و تدركه ، من غير ما تحتاج الدليل ، لأن كلام الرب عمره ميحتاج لدليل ..

الاختبار يا عزيزي ، هو اختبار نقائك .. مدي صفائك نفسك و استوائها ، و زي ما قال الدكتور مصطفي محمود – رحمة الله عليه –

ربنا حطنا في الحياة دي كاختبار عشان يفرزنا ، يفرز الطيب من الخبيث .. الطيب اللي يستحق برحمة ربنا إنه يكون أهله.

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ

قليلا منهم ..

فيديو مقال إلا قليلا منهم ..

 

أضف تعليقك هنا