إيجابيات العمل مع المخالفين في الرأي

العمل الناجح هو الذي يعتمد على فريق عمل تكون له توجهاته وأهدافه المشتركة فضلا عن خبرته وكفاءته وتفانيه في العمل، ومن البديهي أن يكون لكل شخصية وجهة نظرها المتميزة والتي قد تكون مخالفة لرأي الزملاء أو المديرين، وهنا يختلف أسلوب التعامل من مدير لآخر فالبعض قد يعارض ذلك الرأي المخالف ويمنع ظهوره، والآخرون قد يستفيدون من المخالفين لهم في إثراء العمل ودفعه لمزيد من النجاح.

وقد تعتريك الدهشة إذا ما قلنا أن الاستماع إلى وجهات النظر المخالفة له العديد من الإيجابيات التي يكون لها وقعها المثمر على سير العمل، لذا فسوف نطلعك في السطور القادمة على أهم إيجابيات العمل مع المخالفين في الرأي.

أهم إيجابيات العمل مع المخالفين في الرأي.

بصفة عامة يمكننا القول أن وجود أشخاص مخالفين للرأي في فريق عملك من شأنه إكساب مدير فريق العمل صفات الإدارة الجيدة والتي تكون مطلوبة حتمًا لإنجاح فريق العمل، ومن أهم هذه الصفات:

تعزيز قيمة احترام آراء الآخرين:

وذلك من خلال الاستماع الجيد إلى الرأي الآخر، والسبب الذي أدى إلى طرحه فالرأي الآخر قد يكون مفيدًا في كثير من الحالات فقد يساهم في كشف مكامن الخلل في أمر ما، وقد يساهم في بلورة فكرة ما مما يثري العمل ويكون عاملا مساعدًا لنجاحه والنهوض به.   

تعزيز قيمة التفكير الناقد:

الرأي المخالف يعزز لديك كمدير أو مسئول عن فريق عمل قيمة التفكير الناقد ومعرفة أن للأشخاص انطباعات مختلفة حول فكرة ما، ويأخذ جميع الانطباعات بنفس الاهتمام والقدرة على التحليل المنطقي لها والاستفادة منها، ويساوي الخبراء والمتخصصون بين عملية التفكير الناقد والتفكير الإبداعي لما لهما من سمات متشابهة تؤهل صاحبهما إلى درجة عالية من التفكير وبالتالي إضافة قيمة إيجابية للعمل.

المساهمة في اتخاذ قرارات أفضل:

الرأي المخالف ليس بالضرورة أن يكون في مقام العداء لأرائك وأفكارك بل ربما تجد فيه ثغرة ما تجعلك تتخذ قرارات أفضل من قراراتك السابقة، إن فريق عمل تربطه أهداف مشتركة ومبادئ سامية غرضها النهوض بالعمل حتى وإن كانت لها آراء كثيرة مغايرة لك فإن هذا يكون من قبيل إثراء الأفكار وتنوعها مما يدع مجالًا للنقاش والخروج بأفضل الحلول والأفكار الممكنة.

التوجه نحو التفكير الجيد وتبادل الخبرات:

في حالة ما إذا كان فريق العمل لديه مفهوم مشترك حول التفاني في إنجاح العمل وتقديم المصلحة العامة فإن ترك جميع الأشخاص يدلون بدلوهم دون قيد لأي فكرة أو رأي فإن مبدأ الشورى هنا يحقق الوصول إلى الفكرة السديدة والجيدة أضف إلى ذلك تبادل الخبرات والاستفادة منها بما يحقق التكامل بين فريق العمل، ومن ثم تحقيق المصلحة لسير العمل نحو الأفضل.

قد يعتقد الكثيرون أن الأداء الأفضل للموظفين في العمل هو الذي يثري العمل ويزيد من إنتاجيته، ولكن دراسات كثيرة أثبتت أن التنوع في الجنس والعرق والتوجهات هو السبب الرئيسي لتنوع وإثراء العمل، ففي عام 2012م تم إصدار تقرير من قبل فريق من الباحثين في معهد الأبحاث السويسري تم فيه دراسة أكثر من ألفي شركة عالمية أثبتوا خلالها أن الشركات التي تضم موظفين من الذكور والإناث ومن أعراق وتوجهات مختلفة هي التي كان لها أداء ماليًا ذات عائد أعلى، وسجلت نسبة اقتراض أقل من غيرها.

كيف إذن تستطيع تقريب وجهات النظر إلى أقصى حد ممكن وتتعامل مع ذوي الرأي المخالف؟

كونك مدير لفريق عمل يحتم عليك تقريب وجهات النظر والتعامل مع الطباع المختلفة والآراء المتباينة بحكمة وروية، ويتأتى ذلك من خلال التواضع والنزول على الرأي والفكرة إن كانت صحيحة وتبين لك صوابها.

وخلاصة القول أن اختلاف الرأي هو أمر طبيعي لدى الأشخاص وذلك ناجم عن تاريخه الذي عايشه وتجربته الشخصية الأمر الذي جعل هناك تمايزا بين بني الإنسان وهذا الاختلاف في كثير من الأحيان قد يكون إيجابيا يؤتي ثماره ويساهم في الرقي بالعمل إذا ما تعاملنا معه بحكمة وروية وحسن تصرف، وإذا لم نقيد حريته ونكبته ونحرمه من حق الظهور واخذ مكانته بين بقية الآراء ومن ثم مناقشته وفلترته وتحليله تحليلا منطقيا فربما نخرج منه بفكرة جديدة وقرارات أفضل.

فيديو مقال إيجابيات العمل مع المخالفين في الرأي

أضف تعليقك هنا

أ. إبراهيم عبدالله العريني

الأستاذ إبراهيم عبدالله العريني

متخصص في الإدارة وتنمية الموارد البشرية

مدرب معتمد من المجلس الخليجي لتنمية البشرية

عضو معتمد من البورد العالمي لتنمية البشرية