التدرج في الرقيّ والكمال 

الوصول للكمال

ان الحديث عن التدرج للكمالات هو أعلان حرب نفسية ذاتية مع النفس الامارة بالسوء فانتصار الأنسان أذا أراد التكامل فأول خطوة هي انتصاره على الهوى الذي حول ابليس من عابد وزاهد عارفآ الى (ملعون ومطرود وعدوا لله ) كما جاء في قول الله تبارك وتعالى في سورة ق ايه 16{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ …. } فإذا كان العابد والزاهد يتحول الى عدوا لله سبحانه فكيف بنا نحنُ ماذا يراد منا حتى ننطلق للتكامل والتحلي بالأخلاق الالهية الرسالية والابتعاد كل البُعد عن الفكر الضال المتشدد فالإسلام دين الرحمة دين الانسانية دين يعيش تحت ظله فالإنسان الذي يريد أن يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أن يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى.

مستويات الرقيّ

ان عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرَضيّة عليه أن يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّته ويضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أن يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أن يهتمّ ويسعى للتعوّد علي ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقي والوصول إلى مستوي يمتنع فيه عن الكبائر، كما ذكر الأستاذ المحقق محمود العراقي في احد بحوثه الاخلاقية تحت عنوان (السير في طريق التكامل) قال : لابد أن يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني بأن يترك الصغائر فيعمل إلى أن يعوّد نفسه على ترك الصغائر، وهكذا يضع لنفسه مستويات أخرى إلى أن يتقرب شيئًا فشيئًا من حالة ملكة العدالة ويزداد ترقّيه حتى يصل إلى مستوى امتلاك ملكة العدالة، وهكذا بإمكانه أن يرتقي إلى مستويات أعلى دون مستوى ومرتبة العصمة فهنا سوف يتحقق المجتمع الانساني الذي من أجله نزلت الكتب السماوية وبعث الله سبحانه رسله وأنبيائه (عليهم أفضل الصلاة والسلام ) ..

فيديو مقال التدرج في الرقيّ والكمال 

أضف تعليقك هنا