الخيانة قدر !

كثيرا ما نسمع في وقتنا الحاضر عن قضايا خيانات زوجية بشكل متزايد، و التي لم تعد تقتصر على الرجل بل المرأة أيضا، حيث أصبحت الخيانة مسألة نسبية.!

الخيانة فعل مرفوض اجتماعيا و أخلاقيا و دينيا .. ولكن،

كثيرا ما نركز على الفعل و نغض الطرف عن المسببات و سأسرد لحضرتكم بعض مسببات الخيانة لا لتبرير هذا الفعل بل لحماية أنفسنا و مجتمعنا.

أولاً، أتساءل من أين يأتي قرار الزواج؟

و هل نحن دائما راضون عن قراراتنا في اختيار شريك الحياة ؟

فقد الزواج قدسيته و قيمته في المجتمع كما ضيع أهدافه الأساسية وهي تكوين أسرة، الاستقرار النفسي و المادي، المودة و الرحمة بين الزوجين ، المحافظة على روابط الأسرة. .. الخ

أصبح الزواج صفقات علنية و سرية في الصالونات و قاعات الأفراح و جلسات الشاي ، تشوبه صبغة المصلحة قبل كل شي ، “ماذا سأستفيد بهذا الزواج ؟” نقصد هنا مصالح اجتماعية وهي اسم العائلة و الجاه و الحسب و التفاخر.

و طبعا لا ننسى الجانب المادي ، الرجل اليوم لا يقبل بالزواج إلا من موظفة ذات دخل شهري قار و حبذا لو كانت ذات مال أو من عائلة غنية و في هذه الحالة لن يهمه جمالها أو التوافق بينهما و ان كان هناك حب ام لا.

و كذلك الفتاة في وقتنا الحاضر و مع تزايد نسب حالات تأخر الزواج صار الفوز بزوج من أعظم الإنجازات و طبعا سيكون من الرائع لو غني أو على الأقل يملك دخل قار حينها ستصبح عمياء صماء عن باقي صفاته، لايهم أن كان سكيرا و سيئ الخلق و الأخلاق و الرائحة أو قاسي و بارد معها لا يهم و زيد نساء و العيوب السبع فيه، المهم أن تعتق من بيت أهلها و تنجو من وسمة “العنوسة” وإن كنت ضد هذه التسميات.

تختلف أسباب ومسببات الزواج وبغض النظر عن نجاحه أو فشله في النهاية سنحمل المسؤولية “للقدر”.

هو نفس القدر، حين يستيقظ الزوج صباحا ينظر إلى زوجته الممدة بجانبه ولا يحمل إليها ذرة مشاعر فهي لا تشبه أبدا طموحه و أحلامه و لا تثير داخله مشاعر الحب و الحياة ، يسارع للهروب من البيت للاتصال بحبيبته السابقة يعبر لها عن ندمه الشديد و شوقه إليها وأنه لم يكتشف عمق مشاعره لها إلا حين تزوج بغيرها ، و مع الوقت تبدأ لعبة الخيانة التي تنطلق أحيانا بعد الزواج ببضع أسابيع !!

و في نفس الوقت لو عاد به الزمن لن يتزوج حبيبته لأسباب متخلفة و مختلفة .!

كذلك الزوجة التي وجدت نفسها بين يدي رجل لا تعرفه و لا تكن له الحب ، ولا تتوافق معه نفسيا و أحيانا جسديا أيضا، و تبدأ رحلة الوحدة والخذلان و البعد ثم الشك ثم اليقين بأنه يخونها ثم الحنين للحبيب الأول أو ربما تدخل في قصة حب جديدة بسبب عدم حضور الزوج و الفراغ العاطفي القائم بينهما من قبل الزواج حتى .!

ورأيت أمثلة في المجتمع للزوجين يخونون بعضهم ، يعيش كليهما في عالمه الخاص ولا يتهم بالخيانة إلا من يكشف أولا !!!

إذا الخيانة فعلا مسألة نسبية !؟

كل شخص ممكن أن يكون الخائن أو المغدور به مع اختلاف الأسباب و المسببات .

الخطأ فينا وفي قراراتنا واختياراتنا، طالما ننكر الحب المشاعر لتعلو عليها المصالح ورأي المجتمع ستبقى الخيانة باقية ومتفشية في مجتمعنا وأسرنا.

إن كان زواجك قدر .. فالخيانة أيضا قدر.

فيديو مقال الخيانة قدر !

أضف تعليقك هنا