النفاق و الازدواجية ؟

يقول الدكتور علي الوردي ” لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية، لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية”

أسباب النفاق ونتائجه

تعتبر اشكالية النفاق من أهم أسباب الجمود و التخلف التي تعاني منه العديد من الدول المتخلفة و الدول العربية ، فهذه الإشكالية أصبحت عادة عندنا بدون ملاحظتها و الوقوف عندها ، وهي ايضا سبب جمود الفكر و الضعف في الشخصية إذ أنها تطبع في الانسان موقف الهروب و التلاعب عند الحقيقة ، و تخلق منه انسان ضعيف لا يجرء على مناقشة أو تحدي الآخر و الاختلاف ، فالإنسان العربي يمكنه قبول الشيء أو الفكرة دون الحاجة إلى نقدها أو التحقق من قوة دلائلها أو ضعفها ، و ذالك كما قلنا في البداية سببه تلك الازدواجية في شخصيته التي اعتدها ، تلك الازدواجية التي صنعت منه إنسان ضعيف لا يجرئ على النقد أو التعب من أجل المعرفة الحقة إنما فقط الارتماء من شخصية إلى اخرى و من فكرة إلى اخرى ، دون الحاجة إلى إتعاب نفسه من أجل الحقيقة التي يخاف منها أحياننا ، وذالك ليس بسبب خطأ ما هو معتقد إياه لكن بسبب أن لا يرميه بحته الصغير في قشور الموضوع إلى بحث عميق يخوض في ظلمات المبهم لديه .

اسباب الخوف لدى الانسان

هذا الخوف تولد بالأساس عنده بكثرة قبوله للأفكار الدوغمائية الجاهزة التي لا يتعب في الحصول عليها ، هاته الأفكار التي كانت سببا في تخلفه و جموده ، من خلال تربيته على أسلوب النقل و الحفظ فقط دون تربيته على ملكة النقد التي تعتبر هي الاساس في تشكيل الشخصية الحرة و السوية القادرة على الطعن و النقد في كل ما يقدم إليه من أفكار دغمائية جاهزة.

ملكة النقد

و تعتبر ملكة النقد هي الأساس و السبيل الوحيد لتغير جمود الفكر و بتالي تغير سلوكيات مجتمعاتنا الضعيفة ، و هكذا يكون النقد في كل شيء هو أساس الوصول إلى الحقيقة ، لا الحقيقة المعتقد أنها هي الحقيقة أما اعتقادا خوفيا أو اعتقادا ضعيفا .

إن الحقيقة المثبتة عن طريق الجد و التعب تكون هي الاساس المعرفي ليس بالحقيقة المستقلة فقط ، و لتخطي هذه الظاهرة في مجتمعاتنا ما أحوجنا إلى جرأة في التعاطي مع المواضيع و الاختلافات حتى نستطيع إنتاج جيل حققي يتعاطى و يتعامل مع كل الظروف بالمواجهة و التعب و العمل على كشف أغوار الخبايا ، وليس الهرب و انتظار الجاهز سواء كان حقيقة أو خطأ و الجرأة في هذا النقد يجب أن تكون بدأ في أنفسنا و نقدها ، و نقد ضعفنا و نفاقنا كي نتجرأ بعدها على الخوض في بعض قضايانا الشائكة.  

فيديو مقال النفاق و الازدواجية ؟

أضف تعليقك هنا