دولة الإمام علي ودولة الملالي

بقلم: كمال الاديب

الغليان الشعبي في إيران

كأي متابع للأحداث , تستوقفني في أكثر الأحيان أخبار الغليان الشعبي في إيران والذي أصبح حديث الساعة . والسبب في ذلك هو عدم توقع أن تصل وتتسارع الأحداث إلى هذا الحد في أيام قليلة . والمطّلع على الوضع الإيراني ما كان ليتفاجأ بهذه الأحداث ولا يتفاجأ بالرد الحكومي العسكري الغاشم للسلطة الحاكمة.

كذلك لم يكن مفاجئاً ما ورد في أخبار المراسلين والأخبار الرسمية بخصوص مقتل أكثر من عشرين مواطنا ً إيرانياً واعتقال أكثر من ألف في فترة خمسة أيام من الاحتجاجات المطالبة بتحسين الوضع المعاشي. لكن المصيبة تكمن في ادّعاء حكام إيران أنهم دولة ولاية الفقيه التي ترفع اسم أمير المؤمنين علياً شعارً لها ودستوراً لحكمها، مما أدى إلى اصطفاف الكثير من المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص معهم بالمساندة والدفاع عنهم قولاً وفعلاً بسذاجة وغباء وانخداع منقطع النظير . ولمثل هؤلاء أعرض جانباً يسيراً من سيرة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب في مثل هذه المواقف بل وفي الأشد منها قسوة على حاكم دولة الإسلام آنذاك حيث ورد عنه قوله للخوارج الذين قاتلوه :

من سيرة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب

لكم عليّ ثلاث: ألا أمنعكم من مساجد الله تذكرون الله فيها وأن لا أمنعكم أرزاقكم وأن لا أبدأكم بقتال)

كما ورد في سيرته  ما يلي :

    ( جاء رجل إلى الإمام علي وهو في جمع من أصحابه فقال له أنا لا أتابعك ولا أبايعك ولا أخرج معك في وقت ولا أصلي معك جمعة أو جماعة، فردّ عليه الإمام ( ع ) وأنا لا أجبرك على شيء من ذلك ولا أمنع عنك الفيء وأسالمك ما سالمت المسلمين. )

وهنا أقول هذه خُلق ونهج أميرالمؤمنين مع رعيته وهذه أخلاق وسلوك الملالي مع ابناء شعبهم الذي خرج مطالباً بتوفير لقمة العيش الكريمة لا أكثر ,فشتان بين الثريا والثرى , فمن ينتسب إلى أمير المؤمنين علي ويتبع نهجه، لا يناقض نفسه بالوقوف والدفاع عن زمرة ملالي تسترت بـاسم أميرالمؤمنين لتخدع الجهلاء من الناس وتحقق مطامعها الدنيوية الدنيئة .

بقلم: كمال الاديب

 

أضف تعليقك هنا