رجل كشموخ الأشجار مات

السلطان عبد الحميد الثاني

قلمي أراد أن يكتب عن موت الأشجار متعجب من شموخها حتى في ساعات رحليها لكن السؤال الذي يطرح نفسه من يأبى أن يموت واقفا كشموخ الأشجار ؟
أبحرنا عبر التاريخ وقلبنا صفحاته العثمانية فوجدنا الحروف تصرخ قائله : يا هؤلاء لعبد الحميد الثاني شجاعة الأبطال ، وشموخ الاشجار، وعنفوان الإباء ، لهذا الرجل المسلم الذي كرس حياته لأمة الإسلام رغم تفاقم وتتالي الطعنات من خلفه ومن أمامه . بعد ان مات حاول البعض من بني الإسلام الطعن في وقفاته متناسين أن الطعن في الأموات حرام .. محتجين بحجة المؤرخ الباحث عن الحقيقة وكأن الحقيقة كلها سُلطنت في أقلامهم من خلال سلبياته ، أما الإيجابيات فتوارت تحت انقاض أقلامهم .

أن صدى ذاكرة التاريخ نفسه يردد قائل: أتعبتنا من بعدك في صمودك أيها السلطان أمام محاولات أحفاد القردة حتى أنك لم تكن ذلك الرجل الذي عُرض عليه ما يشبه ملك سليمان إن قورنت تلك العروض مع أوضاع عصرة ولكنه أبى أن يقبل خاتم سليمان لأ نه علم أن اليهود لا يهدرون الخواتم بلا ثمن ولأنه كان محنكا علم أن أملاك سليمان خلفها الف باب وباب سوف يفتح الدماء والعار لأمة الاسلام ، فأبى أن يُسلم القدس أجلالا لقداسة دماء أُهدرت لأجلها منذ قديم الأزمان، ودفعت ثمنا غاليا من أجل أن تحل روح السلام .

حينما عجزوا عن السلطان كانت أعينهم ترقب الأنفس الضعيفة التي تحيط به ليعملوا على تحطيمه بخنجر الخيانة ومن منا لايعلم مرارة وفداحة هذا الخنجر المسموم حينما يوجه صوب شخص صحيح حتى وإن قاوم ، فكيف وأن كان الجسد مريضا ومع بلاد تحتضر؟؟؟؟؟

حقا ما أصعب المصاب أيها الشامخ حتى وإن حاولت تضميدها فالجرح كان أعمق وأكبر, فجمعية الاتحاد والترقي، وإن صح تعبير قلمي فلا اسميها سوى جمعية الشتات والانحلال حيث نجح اليهود , أن يتقنوا الحبكة رغم السور الذي حاولت أن تنسجه حول دولتك لتحميها ، حيث كان للأسف الشديد مفاتيح بوابة السور نفسه بأيدي أولئك الخونة فنجحو في إسقاط دولتك ولكن لم ينجحوا في محاولات تدليس الحقيقة حول رفضك حتى شهد شاهد من بني جلدتهم لصمودك ورفضك , فكان لمذكرات تيودور هيرتزل الدليل الأعظم على براءتك وإنك كنت الغصة التي وقفت في طريقهم، كانت كفيله تلك المذكرات ان تخرص كل الأقلام .

محاولة تشوية تاريخ السلطان عبد الحميد

وما يجعل القلم يوالي صرخاتُه ما حاول بعض المؤرخين كتابته عن السلطان من سلبيات عصره ودفن إيجابيات وتعليق حبال المشنقة حول الكثير من أفعال السلطان التي يصفونها لبعض حكام وقتنا الحالي في كثير من البلدان بأنها حنكة سياسيه , لكن للأسف أن كتبت أقلامهم للسلطان عبدالحميد الثاني فهو تحت المجهر من أجل محاكمته محاكمه غير عادله لأنهم اعتبروا تصرفاته في براثين القاع دون أدله أو استدلوا للأسف بأدلة توافق اهوائهم وتحليلاتهم التي أصدروها مسبقا ، وهنا فقدو مصداقيتهم حينما قالوها (كنت يدا تعبث وتسهل للصهيونية مأربها ) ، وهذا لايعني انه لاوجود لمؤرخين عقلاء يعلمون عن عظمتك من قبل ظهور تلك المذكرات وقد حاولوا بشتى السبل البحثية أنصافك ولكن ما يؤسفني انا الناقمين أكثريه .

حقا التاريخ لن ينسى وعلى كل مؤرخ ان لا ينسى ولا يتناسى صمود السلطان أما م إغراءات اليهود، وقراراته في منع التهجير ، ويحقُ لكل مسلم عامه وفلسطيني خاصه أن يُجلجل الدنيا بأهازيج تمجد وقفته لأنه كان كالسيف القاطع على رقاب من حاول المساس بفلسطين ، و كالدرع لهم حتى وان مزقوه معنوياً او مادياً ، وكأن صرخاته بالرفض تعني إن مزقتمونيِ ،أو أحرقتمونيِ إرباً ، لن تنالوا القدسْ , لن تعيشوا تحت سمائهاَ , حتى آخر رمق من حياتي وحتى بعد أن يوارى جثماني أتمنى أن يظل كذلك ، ولكن هيهات ظل شبة حقيقه رغما عنك في اوآخر حياتك ولكن بعد مماتك كانت أمنيتك حلم.

 

واحسرتاه

السلطان عبدالحميد أعلم أنا قلمي لن يقرأه ولن يصل اليه, لكن جل ما أردت ان أكتب حول صموده وعظمته ولكل مؤرخ حاول أن يمحور حقيقة وقفته اقول لهم ( واحـــــســــــرتـــــاه) .
وكأني اشعر أنا كلماته الأخيرة التي خالجت نفسه و كان يريد أن يُسمعها لنا :
حينما أمر الأعداء بتنحيتي وصفق المتأمرون لإ زاحتي
حينما اعتبروني غصة وقفت في طريقهم
حينها وحدي انا بكيت لأجل فلسطين
وحدي انا قابلت قلوب الحاقدين وتصديت لهم عام يتلو عام
ورغم عصف الرياح فضلت الموت واقفا واردد
ما أجمل الموت بوقفة شموخ ، كشموخ الشجر .

فيديو مقال رجل كشموخ الأشجار مات

أضف تعليقك هنا