رسالة: نوال تُخسَر ولا تَخسر

بقلم: بشاير عبدالله

” الكمال ” .. هي المرحلة التي يطمح كل إنسان بلوغها ، وقد تكون هاجسًا للبعض مما يؤول إلى ما اتفق العامة على تسميته بـ ” داء العَظَمة ”. على الرغم من استحالتها ، إلا أن العمل للوصول إلى شيء من حالة الكمال ليس عيبًا .. بل طموحًا وذهنًا عمليًا يصب جامَّ انتباهه على تحقيق أهدافه بأفضل طريقة وأكمل صورة ممكنة.

من جهة أخرى ، قد تمرُ بنا مواقف تكشف أن ” الكمال ” محض كلمة لا قيمة لها .. تمامًا كالضارة النافعة في حديث أوساط الفن والإعلام عن تفريغ مجموعة MBC لكل معاني كلمة ” احترافية ” في موقفها المُتأرجح ما بين نوال و أحلام.

عودة أحلام لبرنامج المواهب The Voice

اشتَعلت الساعات الماضية في مواقع التواصل الإجتماعية بتناقل الخبر الصادر من الحساب الرسمي لبرنامج المواهب The Voice عن عودة أحلام للكرسي الأحمر لتُكمل ما بدأت بعد أن أعلنوا قبل أشهر بسيطة عن اختيار نوال لذات الكرسي ، ضاربين بكل أوجه الاحترافية والكمال الذي أوهمونا بأنه سِمَة القناة التي لطالما كانت مرجعنا لكل برنامج ، مسلسل ، فيلم ، وحتى آخر أخبار الساعة .. إلا أن ” غلطة الشاطر بألف ” ، وهذي غلطة لن يغفرها الجمهور ولن يُنسينا إياها الزمن.

أول رد فعل من نوال الكويتية

من منطق الإنصاف ، ما حصل مع أحلام كان بلا أدنى وجه حق وأبعد ما يكون عن المنطق .. ولكن ما حصل مع نوال تعدّى تلك المرحلة. لا يخفى على مُحبي القيثارة أنها لم ترفض يومًا فكرة العمل في برامج المواهب ، إلا أنها لم تسعى لها بحكم انشغالاتها ومزاجها الصعب جدًا. كما أن القائمين على تلك البرامج بدورهم لم يتقدموا لها بطلب لتمثيل العنصر النسائي في لجنات التحكيم  .. نوال ، وعلى الرغم من حَرَج الموقف ، ضيق الوقت ، كثرة الأعمال ، والاستعدادات لتسجيل الألبوم الجديد ، لم ترفض طلب الـ MBC والتزمَت بكامل المهنيّة والدبلوماسية في إجاباتها على أسئلة الصحافة الملغومة .. لم تفقد أعصابها ، لم تتجاهل سؤالًا ، لم تجرح بكلمة ، لم تؤذي بهُمَزَة ، ولم تحاول أن تنال من أحدٍ بلُمَزَة .. بل على العكس تمامًا ، حافظت على مساحة الاحترام ، أجابَت في إطار خصوصياتها وما يعنيها فقط .. فتُجازيها القناة الأضخم في الشرق الأوسط باستبعادها بلا سابق إنذار ولا تبرير.!

سقوط هيبة الـ MBC

أقولها بكامل الأسف ، سَقطَ جزءً كبيرًا من هَيبة الـ MBC في نظر الكثيرين وأنا أولهم .. قناة بَلَغَت مرحلة يقصدها فيها أصحاب الفنون بدلًا من سَعيها لاستقطاب الأسماء الرّنانة ، وَقعَت في فخ لم يكن في الحُسبان .. استبعاد أحلام قرارٌ خاطئ ، لكن معالجة الخطأ بخطأ آخر سذاجة وخديعة لن تنطلي إلا على صغار العقول وسطحيي التفكير.

في نهاية المطاف كَسَبَت أطراف عديدة ، ولم يهتز أو ينقص من القيثارة قَيد أُنملة .. كانت فرصة ذهبية للقناة بأن تبث برنامج مواهب خالٍ من كل أنواع التهريج والإسفاف ، كانت فرصةً لتفادي نِسَب المشاهدة الفارغة ، كانت فرصةً لتفرض نوال الاحترام لكل المُنتمين لذاك البرنامج بلا استثناء.

في الواقع .. إن كان هنالك فائز في هذا الحدث فهي نوال بلا أدنى شك ؛ ابتعدَت عن مُهاترات كانت في الأساس في غِنَى عنها ، بَقِيَت في عالمها الحقيقي والصادق بعيدًا عن ” مونتاج ” البرامج ، كما أنها لن تضطر للعَيش بين تصريحات مُستقطعة وإشاعات مُغرضة .. وبالمقابل ، خسرت الـ MBC جمهورًا حَسّاسًا ، مُتابعة واعية ، وأجواء راقية  .. باختصار : الـ MBC خسرت نوال.

ختامًا .. يبدو أن التصريح الشهير لأسطورة الكرة الإيطالية ” فرانشيسكو توتي ” ينطبق على كل المؤسسات الكُبرى في العالم حين سُئل ذات مرةٍ عن عدم تحقيقه للقب أفضل لاعب في العالم فقال :

” الفيفا تبحث عن البقرة التي تدر أرباحًا أكثر ”.

بقلم: بشاير عبدالله

أضف تعليقك هنا