غمامة الاستمتاع – 9 – الاستعجال

الاستعجال

هو عكس الصبر فهو يريد أن يستعجل الثمرة ويريد أن يقطف الثمرة بسرعة، فذلك الطالب يستعجل أن ينهي مرحلته الدراسية وينسى أن يتمع قبل أن ينتهي، ومن تعمل حمية غذائية كل يوم تقيس وزنها وترى نفسها أنها لم ينزل وزنها وهي مستعجلة من أجل أن ينزل وزنها، ومن ينتظر أولاده متى يكبرون وينسى أن يتمتع بحياته وبهم قبل أن يكبر أولاده، ومن عنده مشروع تجاري يستعجل أن تدر الأرباح وينسى أن يتمتع بحياته قبل أن تدر الأرباح، العجلة هي أساس من أسس التعاسة لكن الروقان وعدم الاستعجال هو أس السعادة…

حتى المرأة تعد سنينها، متى تتزوج؟

وتنسى أن تتمتع قبل الزواج، وتقول ربما فاتنا القطار، فهذا الاستعجال مدمر للصحة النفسية، ومن ثم هو أساس التعاسة، فتمتعي قبل الزواج وتمتعي بعد الزواج، لكن لا نستعجل لأن هذا اللهثان هو أساس في التعاسة، فاصبري..

فإن تتمتع بحياتك قبل قطوف الثمار هو أساس الحياة السعيدة، فيجب أن تتعلم كيف تتمتع قبل أن تبرء الذمة وتنجز المهمة وتنصح الأمة، فسواء كنت طالباً لم تنه المرحلة، أو كنت تاجراً لم تتم الصفقة، أو كنت امرأة لم تتزوج، أو من يتبع حمية غذائية من أجل أن يخفض وزنه، أو غير ذلك من الأعمال الكثيرة التي عندك، فتمتع بحياتك حتى قبل أن تصل لإنجازها..

الحياة رحلة لطيفة

لأن التمتع هو صورة ذهنية، وأنت في الرحلة تمتع، لأن الحياة رحلة لطيفة كما يقول الدكتور بشير الرشيدي أستاذ علم النفس بجامعة الكويت.

حتى الذين يستعجلون إلى دوامهم بالصباح، لم يختارو الطريق الصحيح، فنقول لهم قم قبل ساعة وتمتع بالرحلة وبالسياقة، أو الذي يريد أن ينهي المشروع بسرعة، فنقول له ليس له داع، فتمتع واستطعم لذة العمل وتمتع، وحتى من يريد التوظف ويبحث عن وظيفة، فنقول له تمتع بحياتك ولا تستعجل رغم أنك تبحث عن وظيفة، فالاستعجال استهبال كما يقول الدكتور بشير الرشيدي، فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، فتمتع بحياتك واسعد.

فما ألذ احتساء القهوة بمزاج، فلست مستعجلاً فأنا أشرب قهوتي بمزاج، تفنن في التمتع، ولا تزرط أكلك زرطاً بل تمتع باللقمة التي تأكلها، تذوقها، وشاهد لذتها، ولا تشرب بالماء بسرعة، بل تذوق كيف تكون لذة هذا الماء، اشربه رشفة رشفه وتذوقه، ولا تستعجل في سياقة السيارة مهما كانت ظروفك، وسق رويداً رويداً وتمتع بالرحلة وانظر للمشاهد التي تحيط بك، ونصيحتنا ألا تستعجل في تحقيق أهدافك في الحياة بحد ذاتها، تمتع بهذا الهدف..

وكما يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

الرفق يمن والأناة سعادة ………. فتأن في أمر تلاق نجاحاً

وكما يقول لورو فإن العصفور يبني بيته قشة قشة، وكما يقول جبران خليل جبران أن السلاحف أكثر خبرة بالطرق من الأرانب.

وكما يقول القطامي

(قد يدرك المتأني بعض حاجته ………. وقد يكون مع المستعجل الزلل)

فتمتع بحياتك ولا تستعجل.

فيديو مقال غمامة الاستمتاع – 9 – الاستعجال

أضف تعليقك هنا