لماذا نحتاج للشياطين !

” إنهم ليسوا ذكوراً و لا إناثاً

إنهم الرياح المهلكة

لا يعرفون شفقة و لا رحمة

إنهم الشر و كل الشر”

هل الشيطان هو الإله نفسه !

أعني ان نفس صانع الخير هو خالق كل تلك الفوضى والمسبب الرئيس للشر الذي يملأ أرجاءنا.

أم أننا أو لنقل معظمنا ينظر للأمر نظرة “منثوية” أن لكل شيء -شيء آخر مضاد له كالظلام ونقيضه الضوء، الذكر والأنثى ، الخير والشر هل هما فعلا في تضاد أم أنهما نفس الشيء ؟ على العموم الفعلان واحد الشيطان نفسه من خلق الخالق وتصرفاته ترجع لخالقه المسئول الأول عن تصرفاته ان صحت وفصل واتفقنا في جدلية القدر المكتوب مسبقا في الأديان الابراهيمية .

هل نحن شياطين أنفسنا ؟ نلقي باللوم على أفعالنا السيئة ونعتبرها من صنع كائن آخر ، أم أنه بالفعل هناك كائن خارجي يؤثر في أفعالنا ويؤثر على أفعاله بدوره كائن أعلى منزلة -الاله ربما- لكن هذه الفكرة صحيحة ومصدق بها إلا أن هناك أفكار تناقضها فيما قال الأمام الراغب في إحدى اقواله

“الشيطان، هو كل صفة ذميمة في الإنسان”

مطلقها هكذا ويوافقه في رأيه بطريقة غريبة ما عالم النفس فرويد حين قال (أن الأبالسة في نظرنا نحن , رغبات شريرة , مستهجنة تنبع من دوافع مكبوحة مكبوتة) وبين إيمان الراغب وإلحاد فرويد كلاهما يتفقان عن الشيطان شعور داخلي يتملك الانسان.

ولعل قلة من المتدينين تقول أن الشيطان هو فعل داخلي مناقض للشرائع السماوية فعندنا تمارس الرذيلة او السكر يكون ذلك بسب شيطانك الداخلي .

“لا ينبغي أن نخجل من أمر فرض علينا مهما كان ما دمنا لم نقترفه”

هكذا وافقهم الباحث والكاتب يوسف زيدان في كتابه الذي يأخذ من الشيطان عنوانه..عزازيل، فإن كان الخطأ فعل بسبب الشيطان ما سبب حسابه من أعمالنا ؟ ام أنه فقط يوسوس ويوجه بفعل الشر وترتكب الخطيئة من قبل البشري ! كما سبقنا به جدنا ادم وحواءه .

كل تلك الأسئلة جعلتني أبحث عن الشيطان في كتب الأديان الكبيرة والصغيرة منها بحثا عن الشيطان ذاك الكائن المخيف.

الشيطان في كتب اليهود

ورد الشيطان في كتب اليهود بمعنى المقاوم أو الملاك المهلك والمقاوم والكتابات العبرية أظهرته بالكائن المقاوم لإرادة الإله ولكن تظهر بعض الكتابات لتظهره بصيغة المطيع أو الكائن الذي يمتثل لأمر الرب “وبسط الملاكُ يده على اورشيلم  ليهلكها ، فندم الرب عن الشر وقال للملاكِ المهلك الشغب كفى الان رد يدك ” ولكن في معظم الأديان توجد تلك النظرة التي ترى فيه ضرورة تكتيكة من الخالق لاختبار المؤمنين  في ايمانهم .

الشيطان في كتب المسيحية

اما في المسيحية لم يظهر “لوسيفير” في العهد القديم لكنه ذكر في العهد الجديد بذلك الكائن النجس الذي يسبب الأمراض للناس وكانوا لا يشفون الا بالمسيح او الصادقين من حواريه أمثال الرسول بولس الذي أخرج شيطان متلبسا لخادمة عرافة في احد المرويات ، على العموم ظهر الشيطان ككائن يمتثل لأمر ابن الله ايضا ويخرج مسالما من أجساد من يتلبسهم متى ما مورست عليه القوة العليا قوة الإله .

ولكن تتفق كل الكتب والأديان السماوية على إظهار الشيطان في صورة العدو والنقيض للخير الا ان مجموعة صورت الشيطان في صورة البطل أو الشجاع فبرنارد شو أظهره في صيغة البطل وأمل دنقل في قصيدته “لا تصالح” اظهره بشكل المتمرد الشجاع “المجد للشيطان من قال لا في وجه من قال نعم” وتظهر الكثير من هذه  الكتابات التي تتخذها المجموعات الشيطانية “عبدة الشيطان” كمراجع فكرية لفكرة تفرد الشيطان في أفعاله وتمرده علي أخطاء الإله هو هل (الهو) حسب فرويد حين صنف النفس لانا هي ذاتك المجردة وانا عليا بها الاخلاق والفضليات والآخر الذي تختزن وراءه الرغبات هو هو  اخرنا ام اخر الاله نفسه .

هل الشيطان حقيقة ؟

وهل يعيش بيننا ومسؤولا أول عن أفعالنا السيئة أم أنه الجانب السيء والشرير من تفكيرنا وعقلنا الباطن يناقض جانبنا الملائكي وإن كان للإنسان جانبين إحداهما شر والآخر خير هل يماثل الإنسان خالقه -الاله- نفسه يتغلب جانبه السيء على الجيد في أحيان عدة .

أم أنه الشيطان :ابليس: لوسيفر هو الجانب الشرير الذي اختلقناه لنريح ضميرنا من العتاب عند فعل الشر ثم ما هو الضمير ذاته هل الشيطان”devil “أحد صانعيه لدينا , أعني من أين أتت الأفعال التي تقبل من قبل الضمير وأخرى مرفوضة بالنسبة له أم أنها كلها مجرد أخلاقيات مجتمعية لا علاقة لها بالسماء ؟

فيديو مقال لماذا نحتاج للشياطين !

أضف تعليقك هنا

خالد سراج الدين

خالد سراج الدين

من السودان