إننا نخسر معاركنا

نقف نحن الفلسطينيون على مفترق طرق في مرحلة التحرر والنضال، وكل السبل أمامنا مشتتة، والحرب السياسية والدبلوماسية بحقنا قوية وصعبة، نقف حائرين بين ما نريده بشدة وما يفرض علينا بسبب الضغوط،

لماذا لا نستطيع الاختيار من السبب في عجزنا؟

كنا في السابق أصحاب القرار والكلمة، لا أحد يلوي ذراعنا أو يضغط علينا، لم يكن سلاحنا فقط بارود ونار.

كان لدينا جيش عظيم من الكتاب والمثقفين والأدباء والشعراء نحارب بهم دولة الاحتلال ومسانديها، اغتيل غسان كنفاني لكلمته واغتيل ناجي العلي لفنه واغتيل وائل زعيتر لصوت قلمه، هؤلاء وغيرهم الكثير الكثير من الأدباء الذين قتلوا، نفوا وعذبوا من أجل الوطن، كانوا أرق الاحتلال الذي يعجز عن التخلص منه بسهولة، كانوا شموعا تضيء سراج الثورة والانتفاضة، أين هم اليوم؟، في أي حلق تحشرجت كلمات الثورة والحق.

دور الأدب بالنضال

 الأدب والفن والشعر والصحافة وكل أشكال الثقافة، كلمة حق في وجه الظلم ، قاومت سنوات وسنوات، كانت وسيلة نضال عالمية، حقيقية، واقعية حشدت من أجل القضية الفلسطينية دولاً ومناصرين على مر العقود، فشكلت محورًا في الثقافة والفن، وبات هناك نوع من شعر المقاومة، وأصبح لدينا شعراء المهجر والثورة منهم محمود درويش شاعر الثورة الفلسطينية وغيره من مناضلي الكلمة والصوت الذي مازال يدوي حيًا.

أين هم الآن؟ هل فعلًا رحلت الكلمة ومات حقنا مع صوتهم ودواوينهم؟، لماذا لم يعد نضالنا مجديا، هل الحجر كافٍ لنقاتل أم المؤتمرات الدولية والاحتفالات البروتوكولية و الجلسات السرية هنا وهناك تجدي نفعا لقضيتنا؟

أين هي القضية الآن…

ما محاورها، هل نجدها فقط  في كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أم في خطب السياسيين خلال مظاهرات حاشدة على الحدود مقابل قناص غادر ينتظر بلهفة قلبا صغيرا ليقنصه.

أين جيشنا المقاتل؟ أين عقولنا الفذة المحاربة؟، لما مات ناجي وغسان و درويش، لماذا ماتوا قبل أن يوصونا ويحملونا أمانة القضية وكيف نديرها؟.

أين انتم يا جيش الثقافة والعلم ألا ترتقي الشعوب بأدبها وثقافتها، أليست الكلمة قادرة على أن تغيير محاور سياسية دول كاملة ونظام حكم؟

بماذا يحارب الفلسطينيون اليوم؟ في ظل تراجع واضح لمناصرينا حول العالم، وتهافت القرارات الجائرة بحقنا دون تحرك من أحد خوفا من ذاك الثعبان القاتل الذي يدعى أمريكا.

 أين منازل الشعر وجلسات الثقافة والفكر؟

أين الدواوين الصارخة الغاضبة التي تهتز من أجلها عروش الحكام، أين مقالات الحق وعمدان الصحف الفلسطينية الصباحية التي ينتظرها الجمهور؟ ليقول فعلا: غدا هذا الكاتب منفيُ لصلابة مقاله وحدة حروفه.

هل نحن نخسر حقا معاركنا بأيدينا دون أن ندرك ذلك أو نلقي بالا لما يحدث؟ لماذا لا يتحرك جيشنا المقدام من أجل الوضع القائم على أرضنا من اجل القدس و الأسرى من أجل الوضع الراهن للمجتمع الذي يعاني التفكك والانهيار، من أجل فلسطين التاريخية، من أجل حقوق الجيل القادم.

دعونا نعيد الصورة الأولى للرصاص القوي الذي كنا نسند به أنفسنا، نعود لسابق عهدنا، الكل يخاف من كلمتنا عندما تنشر ويصرخ العدو صاحب هذا المقال أو الديوان  خطر علينا.

أيها الشعب إننا نخسر معاركنا، أعيدوا مجد قضيتكم قبل فوات الأوان.

فيديو مقال إننا نخسر معاركنا

أضف تعليقك هنا