الاستعمار تحت مطحنة الجزائر

دائما وابدآ يهمل التاريخ في مجتمعاتنا العربية على الرغم من انه يعد رمزا للشعوب وأخبار ماضيها كما انه الأمانة التي يجب نقلها بصدق بلا تحريف أو مفاضلة بعيدا عن المحسوبية والانتماء العرقي فإذا أردنا الرجوع إلى أحدات تاريخ الوطن العربي فسنجد أن الكثير من الدول أعادت بناء نفسها بثورة استقلال ….

  1. الاحتلال الفرنسي للجزائر
  2. تاريخ النضال المسلح ضد الاستعمار
  3. حركة التحرير الوطنية
  4. الاستقلال

الاحتلال الفرنسي للجزائر

قتل . تعذيب . دمار. تهجير . مجازر جماعية . غارات ليلية . مجاعة وحرمان كل هذه عناوين لجرائم ارتكبتها فرنسا بحق الشعب الجزائري بالإضافة إلى الكثير من سياساتها المزرية التي اتبعتها ضد المواطنين  كقطع النفس العربية واستئصال الحضارة العريقة ومحو اللغة والثقافة والعقيدة مؤكدين على أن العقيدة هي ليست إلا خرافة والثقافة هي جزء من فلكلور قديم يغطيه التراب .

فإصرارهم على تدمير الجزائر وطمس العروبة فيها هو الهدف الوحيد الذي لطالما عملوا على تحقيقه بعد أن كانت الجزائر دولة مزدهرة تتمتع بمكانه عظيمه وركيزة جيدة من خلال سيطرتها على البحر المتوسط وأقامه علاقات سياسية وتجارية مع العديد من دول العالم وكان هذا في ضل السلطة العثمانية كانت الجزائر متميزتاً بموقعها الاستراتيجي مكونتا حلقة وصل بين السواحل الجنوبية لأوربا والساحل الشمالية لقارة أفريقيا  كما أنها المصدرة الوحيدة للحبوب والمواشي  فضلا عن مواردها الاقتصادية من الزراعة الثروات المعدنية  إذ (كانت الجزائر إلى سنه 1830 تطعم جنوب اسبانيا وجنوب فرنسا وجنوب ايطاليا كما ذكر الكاتب والمؤرخ الجزائري الدكتور العربي الزبيري في احد لقاءاته ) وبعد خروج فرنسا في قرن التاسع عشر من ثورتها منهكة  أطاحت بالكيان الفرنسي فلم تعد قادرة على دفع الصادرات لها من القمح والحبوب  فقررت الجزائر مساندة  جارتها الأوربية  فرنسا  فأقرضتها ثمن الصادرات من الحبوب والمواشي وغيرها كما أنها  أول من اعترف بحكومة الثورة الفرنسية عام  1789 التي وقف ضدها وعارضتها قوى التحالف في ألمانيا النسمة المجر بريطانيا آذ لم تجد الثورة الفرنسية من يساندها سوى دولة الجزائر وبالمقابل لم تقم فرنسا بدفع الديون المترتبة عليها حتى بعد مرور ربع قرن وأكثر رغم التخفيضات التي كانت من الممكن أن تسهل عملية التسديد فخفضت الدولة الجزائرية ديونها من 42 مليون فرنك ذهبي وأصبحت 27 مليون وفي رواية أخرى يقال أنها خفضت الديون من 42 مليون فرنك ذهبي إلى 3 ملايين ولم يتم الدفع ومن هنا بدأت القصة في احد دواوين قصر الوالي الجزائري حسين باشا حيث قام بمطالبة القنصل الفرنسي بدفع الديون المترتبة على بلده والأخر قام بالاستهزاء بالوالي والتقليل من قيمة الجزائر فرد عليه الوالي بضربه  بمروحته وطرده من القصر وهذه هي ما تسمى بحادثة المروحة التي دارت إحداثها في سنه 1827  ففكرت فرنسا باجتياح السواحل الجزائرية والسيطرة على البحر المتوسط والنقطة التجارية المهمة التي لطالما تباحثت عنها الدول الأوربية في مؤتمرات عدة في بداية القرن التاسع عشر فكانت حادثة المروحة التي جرت بين الوالي الجزائري حسين باشا والقنصل الفرنسي في احد دواوين القص عام 1827 أي قبل 3 سنوات من الاحتلال خير ذريعة  تتمسك بها فرنسا  فكان يوم خمسة تموز يوليو من سنه 1830 هو اليوم الذي تعدت فيه فرنسا على الجزائر آذ احتلت السواحل الشمالية على البحر المتوسط فاستسلم حاكمها واجبر على توقيع معاهدة مع فرنسا وأنزلت الأعلام العثمانية ورفعت الأعلام الفرنسية محلها وأعلن الفرنسيون بأنهم جاءوا محررين لكنهم ارتكب أعمال سلب ونهب قتل وحرق وتخريب حتا أنهم بقروا بطون النساء وسرقوا الكثير من ممتلكات الشعب   كان يوم موحش سوف لن ينس الشعب الجزائري هذا اليوم وسيتذكرونه على مر العصور فهذا اليوم بالنسبة لهم هو النكسة التي أحدثتها فرنسا في بلادهم  فعلى السواحل العربية  مستعمرات الفرنسيين والأوربيين وأصبحت فرنسا واقعا بسياساتها المغبرة وقراراتها التعسفية إذ  بدأت تسيطر على (( سبع مليارات ونصف))  من أمتار  أجود الأراضي بعد أن طردوا القبائل منها وملكوها للكولون فكان الاحتلال الجاف الذي عمل الكثير لمليون فرنسي كانوا يعيشون على ارض عربية على حساب الشعب الجزائري وأصبحت الجزائر دولة محتلة من قبل فرنسا ….

تاريخ النضال المسلح ضد فرنسا

لقد عانى الشعب الجزائري من ألاعيب الفرنسيين ولكنهم لم يستسلموا أبدا فحملات النضال المسلح ضد الاستعمار الفرنسي بدأت مذ بداية إعلان فرنسا بان الجزائر ارض فرنسية وكانت أول مقاومة للفرنسيين على يد احمد بن محمد الشريف بن احمد القلي المعروف ب ( احمد باي ) وكانت مقاومته في الشرق الجزائري استمرت مدة مقاومته من 1830 حتى 1847 ومن ثم مقاومة الشيخ عبد القادر الجزائري وهو  امازيغي الأصل كان يلقب ب ( أبو أليل ) وذلك لأنه كان يقوم بغارات ليلية على نقاط الجنود الفرنسيين في غرب ووسط الجزائر كان قائدا جريئا سعى لتنظيم دولته في المناطق الداخلية من البلاد كما اهتم بالجيش وتدريبه وتسليحه كما نظم الإدارة والقضاء والتعليم وطبق العدالة فالتحقت به الكثير من القبائل وعقد مع الفرنسيين معاهدة اعترف فيها باحتلالهم للمناطق الساحلية واعترفوا بسيادته على المناطق الداخلية اقر الأمير بهذا ليوفر لنفسه الوقت لتكوين دولته والقضاء على المعارضين ولسوء الحض شعرت فرنسا بتنامي قوة الأمير عبد القادر فقررت ألان الحرب عليه متجاهلة المعاهدة معه فقامت الحرب بين الطرفين وحققوا الجزائريين انتصارات عديدة واجبروا الفرنسيين على توقيع معاهدة جديدة لكنهم سرعان ما نقضوها هي الأخرى و استمرت مدة مقاومته من

1832- 1847 وبعدها استعانت فرنسا بقوات معززة بأحدث الأسلحة وأجيرت تغييرات عديدة في قياداتها مستخدمتا اشد وسائل القتل والإبادة ذد المواطنين ولم يعد أمام أبو أليل سوى الاستسلام فنفي إلى فرنسا ومنها إلى دمشق وتوفي فيها رحمه الله في سنة 1883 . مقاومة أولاد سيد الشيخ  في الجنوب الغربي استمرت مدة مقاومتهم من 1864-1871 وبعدها مقاومة الشيخ بو عمامة في الجنوب الغربي استمرت مدة مقاومته من 1881-1908 ومن ثم مقاومة الطوارق والاوراس في الصحراء استمرت مدة مقاومتهم من 1881- 1920 وهكذا دخلت فرنسا بدوامة من النضال الشعبي الشرس الذي اضعف القوى الفرنسية المعتدية على مدى 90 سنة أو أكثر فلم تكن الجزائر لقمة سهلة للفرنسيين فعروبتهم وأصولهم المليئة بالأصالة والفخر لم تدع الفرنسيين يفعلون ما يحلو لهم .

حركة التحرير الوطنية

لم يهنا الشعب الجزائري ابدآ وبلدهم بين يدي فرنسا فاستمروا بالمقاومة رغم الضر وف التي أثقلت عليهم فلم يستسلموا لفرنسا أبدا ولكن الضبة التي أثقلت على حركة المقاومة هي قيام الحروب العالمية الأولى والثانية التي أضرت بالشعب الجزائري وضيقت عليه الخناق وجعلت من فرنسا آلة لتحويل الشعب الجزائري إلى جنود يعملون لمصلحتها فجندت الكثير من  الشعب الجزائري للقتال في صفوف الجيش الفرنسي كما أنها صادرت الأراضي وقدمتها للمستعمرين حتى انتهت الحرب العالمية الأولى بخسائر بالأرواح من الشعب فضلا عن انهيار حاد باقتصاد الجزائر ونتيجة للهزة تأسست الحركة الوطنية  بعد ان ضربت موجة من الوعي السياسي في العالم انعكست على الجزائر فتوجهت فرنسا باتفاقية مشئومة مع الشعب الجزائري بعد ان احتلت من قبل الجيش الألماني بحلول الحرب العالمية الثانية  إذا أدى السقوط السريع للجيش الفرنسي ضد الألمان سنة 1940 إلى انهيار صورة الجيش القوي الذي لا يهزم بعقول الجزائريين فكان نص الاتفاق (( هو تجنيد الجزائريين للقتال في صفوف الجيش الفرنس ضد الألمان ومقابل تحرير فرنسا من الحكم النازي ستعلن تعلن أن الجزائر دولة مستقلة )) كانت لعبة من الأعيب الفرنسيين قاتلوا الألمان وأخرجوهم من فرنسا طمعا باستقلال بلادهم  فانتهت الحرب باستقلال الفرنسيين من  بين يدي الحكم النازي آذ خرجت مظاهرات كبيرة تحتفل بالنص في مدينتي سطيف وقلما يوم 8 مي 1945 معتقدين أن الفرنسيين سيعترفن باستقلالهم فلم يكن يوم لاستقلال الجزائر فانه كان يوم لمجزرة أدت إلى مقتل 45000 مواطن جزائري اذ قالت فرنسا (( الاستقلال لنا والموت للجزائريين ولا نسمح برفع اي علم جزائري او ذكر رمز تاريخي في المظاهرة فاحتفالكم بانتهاء الحرب العالمية لا يعني استقلالكم من فرنسا )) فكان الشعب الجزائري في ذالك اليوم تحت نيران المدفعية والطيران الفرنسي من جهة ونيران المليشيات التي كونها المستعمرون من جهة أخرى التي كانت توجه نيرانها نحو الكوادر الشابة من حركة التيار الوطني  فأبيدت في ذلك اليوم حوالي 2000 قرية حسب ما ذكرت الصحافة الأمريكية كان تصرف الفرنسيين هذا ليس لمواجهة المظاهرات ولا للرموز الوطنية التي رفعت بل علموا أنها ثورة  وذلك لعلمهم بان التيار الوطني أعاد تنظيمه  سياسيا منذ سنه 1943 عن طريق بيان موجه للشعب بزعامة فرحات عباس وأسست جمعية باسم ( جمعية أحباب البيان والحرية ) التي كانت بشقين الأول  هم أتباع فرحات عباس الين كانوا يطالبون بالحكم الذاتي وأصحاب مصالي الحاج الذين كانوا يطالبون بالاستقلال واتحدوا فيما بعد مكونين صوت واحد يطالب بفصل الجزائر عن الهيمنة الفرنسية ومضت الأحداث على نفس الوتيرة حتى آتى الدعم العربي الى حركة التحرير الجزائرية والذي طالب به الشاب الثائر احمد بن بله في يوم 3 ابريل من سنه 1954 في مبنى الجامعة العربية في القاهرة حيث كن هنالك اجتماع يضم أحزابا من تونس الجزائر والمغرب و ممثلين من ألأمانة لعامة عن الجامعة العربية   حيث قام الشاب احمد بن بله وقال بأنهم مؤمنون بان الاحتلال الفرنسي لم يترك بلدهم من غير مقاومة مسلحة وهم يطلبون دعم العرب بالسلاح ليستطيعوا أخراج المستعمرين من  بلدهم فستجاب الرئيس جمال عبد الناصر لما قاله وبدا الدعم العربي للثورة الجزائرية وقاتلو بشراسة مستلهمين الروح القتالية من أجدادهم مدافعين عن عروبتهم و أرضهم ليخرجوا من تحت الطغيان الفرنسي حتى بدأت بوادر جديدة لدعم الثورة الجزائرية من قبل العراق القاسمي بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 فدعم العراق عن طريق الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ثورة التحرير الجزائرية بالمال والسلاح كما كان العراق هو أول من اعترف بالحكومة المؤقتة للجزائر برئاسة فرحات عباس والتي تشكلت في مصر عام 1958 من ضمن 13 دولة اعترفت بها أن ذاك وقاطع الزعيم عب الكريم قاسم فرنسا اقتصاديا وسياسيا ومنع التجار من أبرام عقود جديدة معهم رغم ان الشركات الفرنسية كانت تشغل 70%  من المشاريع العراقية  مؤكدان أن عزلة فرنسا هي خير دليل على مؤازرة الشعب الجزائري كما ذكر الزعيم بأحد خطاباته لان فرنسا قد تعدت على حقوقنا كعرب ويقصد بهذا حقوق الشعب الجزائري فدعمت الثورة الجزائرية وكانوا أولاد نوفمبر يقاتلون ويقتلون من اجل بلدهم حتى تحقق النصر ….

الاستقلال

سنة 1962 وفي يوم الخامس من تموز يوليو قدم الجنرال (( شارل ديغول )) رئيس الجمهورية الفرنسية مذكرة إلى رئيس الحكومة المؤقتة الجزائرية (( عبد الرحمن فارس )) يذكر بها بان فرنسا نزلت إلى رغبة الاستفتاء الشعبي الجزائري ووفقا لهذا فإنها تعترف باستقلال الجزائر وبان الجزائر دولة مستقلة مقدما بأخر الخطاب فائق  التهاني  والتقدير للشعب الجزائري ….

فبعد استعمار دام لمدة 130 سنة من الاحتلال الفرنسي للجزائر أعيدت الأرض إلى أهلها بجهود الإبطال وشهامتهم وهذه هي الأحداث التي لا تنسى وسوف نتذكرها دائما أحداث من احتلال خلف مليون ونصف المليون شهيد سالت دمائهم الطاهرة  لأجل استقلال بلدهم سوف لن ينسى الشعب الجزائري تلك الأيام على مر العصور وسوف يبقا الجزائريون فخورين بتاريخهم العريق الذي سطر بطولات لم يشهدها التاريخ ومن هنا نستطيع القول أن جمهورية  الجزائر الحبيبة أعادت بناء نفسها بثورة استقلال  بجهود ابنائها الابطال  ..

فيديو مقال الاستعمار تحت مطحنة الجزائر

أضف تعليقك هنا