التقمص.. تايتنك

التقمص

“لا تبني البلاد أبدا علي يد شباب ساخط علي واقعه”
“تايتنك السفينة العظيمة .. غرقت بسبب جبل جليدي!”
التقمص .. التقمص هو انتقال الروح من جسد لجسد آخر .. أن تكتشف في حياتك الحالية أنه كانت لك حياة أخري في الماضي في جسد آخر .. و هنا يصبح الجسد قميص .. مجرد قميص لروحك

“قميص” ..

كنت أعارض أحد الأحزاب في فترة حكمها ،
عندما كنت أدخل في مناظرات و مجادلات مع مؤيدينهم ،
كنت أتحدي و كنت أستميت ، ألقي بالردود هنا و هناك
أقصف جبهات ، و تقصف جبهتي
بلا كلل أو ملل

اسيتقظت يوما ما علي فكرة غريبة و هي :

أنه إن كان الحق معي ، فإذا الباطل معهم ، و هم الحكام ، فتفسد البلاد
و إن كان الحق معهم ، كان الباطل معي ، و هم الحكام ، فتصلح البلاد
و هنا تكونت المعادلة في رأسي
الحق معي = فساد البلاد
الباطل معي = صلاح البلاد

و وجدت نفسي في مقارنة صريحة مع وطني

أنا Vs وطني

لا تضحك ..
هذا بالفعل ما دار في عقلي وقتها

نظرت داخل نفسي ، تطلعت فيها .. سجلت شعوري في كل لحظة أنتصر فيها كلاميا علي مؤيد لهم ، و كان شعوري دائما

الفرحة ..

و هذا ما آلمني ،

كيف أفرح و أنا أعلم أنه إذا كان الحق معي فسدت البلاد ؟!

آية فرحة تلك شعرت بها ؟!

بلدي تفسد و أنا أفرح بسبب انتصار شخصي ساذج ؟!

و علمت حينها أنه لا يمكن لصاحب حق أن يأبه بانتصار شخصي حققه ، في ظل فساد بلاده .. حتي لو كان بالفعل علي حقا ، فما دام ما يهمه هو نفسه .. فهو علي باطل.

كانت بوادر زلزال داخل نفسي

قرأت عن التقمص

التقمص هو انتقال الروح من جسد لجسد .. أن تكتشف في حياتك الحالية أنه كانت لك حياة أخري في الماضي في جسد آخر .. و هنا يصبح الجسد قميص .. مجرد قميص لروحك

لم تلفت نظري تلك الفكرة بقدر ما لفت انتباهي فكرة القميص .. الأنسلاخ .. أن تنسلخ عن قميصك .. عن نفسك .. أن تخلع كل القمصان التي ترتديها لتري الحقيقة ..

نعم ..

أنت تنظر للأمور من وراء قميصك .. من زاوية واحدة .. زاوية لا تكفي بتاتا لرؤية الحقيقة

فإذا ارتديت القميص الأحمر ستظل تري الأهلي بطلا ، و إذا ارتديت القميص الأبيض ستظل تري أن الزمالك قادم

لكن إذا خلعت قميصك .. ستري وقتها أن بالفعل الأهلي بطلا (أنا أهلاوي) 😂

الانسلاخ 

الأنسلاخ .. أن تنسلخ من عشق ذاتك و من أطماعها لتكون أغراضك صافية خالصة لوجه الله

الأنسلاخ إذا حققته ستكون عينيك دائما منصبة علي الحقيقة ، لا تبحث عن لهو الحديث و لا مقارعة الحجج و الزهو بالنفس ..

الأنسلاخ في الحب .. أن تحب و أن تعطي و أن تضحي و لا تنتظر مقابل .. لا أن تتملكك أو توقع فتاة في غرامك أو تسيطر و تتباهي بصلابة شخصيتك أو بعدد البنات حولك

الأنسلاخ في الوطن .. أن تكون شغوفا علي أحواله ، متعقلا قبل متحمسا .. تعرف متي تؤيد و متي تعارض ،
تفرق بين كلمة الحق المؤيدة و بين النفاق ،
تعلم ما هي المعارضة الهدامة و ما هي كلمة الحق عند سلطان جائر
فليس كل تأييد نفاق
و ليست كل معارضة كلمة حق عند سلطان جائر
الأنسلاخ في حب الوطن .. أن تفطن
تعلم متي تثور و متي تسكن و إذا ثورت كيف و متي تثور بلا فوضي قد تكون نتائجها اسوأ ممن ثورت عليه ،

و تذكر أنه ” مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ”

و تذكر دائما أنك حاليا ترقد في مؤخرة السفينة ، فإذا اهتزت السفينة هزة مفزعة و غيرت اتجاهها فجأة ، فلا تسرع باللوم و السباب علي ملاحيها الفاشلين مثلما سيفعل الراكبون معك ، بل اذهب إلي دفة القيادة ، و انظر ..

قد يكون هناك جبلا جليديا تفادوه ، كان سيفعل بسفينتك مثلما فعل بتايتنك.

فيديو مقال التقمص .. تايتنك

أضف تعليقك هنا