الحياة (بين العذاب والواقع)

يموت الانسان بين اللحظة والأخرى ولكنه يتعلم في كل مرة يموت فيها أن يوم جديد سيبدأ منهياً عن اليوم الذي قبله ولكن للأسف فانه يعلم أيضاً أنه مع اشراق شمس ساطعة تسدل الستار عن كل الغبار المتراكم داخل اليوم الذي قبله سوف ينتظره غبار اخر.

الانسان روح وشعور

فالانسان ليس مجرد حياة بلا روح بل انه يتكون من روح وشعور يمكنانه من أن يكون بشراً لذلك كان اسم البشر بشراً لأنه يمكننه أن يحقق شيء ما في حياته ويمكنه أن يثبت أنه لا يخلوا من حقيقته, حقيقته التي تجسده على ارض الواقع كي يعترف من حوله به ويعترفون أنه يمكن ولا بد أن يكون مثلهم بشراً من روح وشعور ولهذا يشعر الانسان في بعض الاحيان بالعذاب لأنه ايقن أنه بشر ويجب أن يبني نفسه والنفس لا تُبنى بدون عذاب أو حياة يمكن أن يحياها الانسان. ويُثبت في يوم من الأيام أن لا أحد في ذلك العالم يستطيع الوقوف أمام ارادته التي خلقها هو بنفسه بألمه ومعاناته اللتان لم يمُر بهما أحد غيره من قبل.

العذاب والواقع

ان الفارق بين العذاب والواقع هو أن العذاب ينشئ الواقع الذي عاش فيه الانسان والذي ما سيعيش داخله فيما بعد, لماذا لا يفتح الانسان عيناه على ذلك الوهم الذي يعيشه ان عذاب الانسان يساوي الحياة التي يعيشها ولكن الفرق بينه وبين الواقع أن الواقع بالفعل قد اختار من مدة طويلة, لقد اختار أن يحيا حياة الشمس الساطعة وليس ذلك التراب المتراكم في الانسان ان الانسان ليس سوى منزل مغلق ينتظر تلألؤ الشمس بعد انتظارها الليل بأكمله والنظر الى القمر عدة مرات ولهذا ينتظر الانسان فرصة, تلك الفرصة التي يمكن أن تجعله في يومٍ من الأيام يعيش في السماء بعيداً عن السحب وبعيداً عن الظلام, ظلام الليل الذي يملؤه طوال حياته والذي لا يريد أن يفارقه ولهذا أيها الانسان فالتحيا كلمة”حياة” لتحيا كما أنت ولتغدوا الشمس بين كل تلك السحب التي حاولت اخناقك بقدر استطاعتها, لتحيا وأنت تستطيع أن تكون من الأن فصاعداً صاحب قرارك أنت فقط أنت من يستطيع اتخاذ حياتك وليست الحياة أو الواقع أو العذاب هم من يستطيعون اتخاذك كوعاء لهم فقط.

فيديو مقال الحياة (بين العذاب والواقع)

أضف تعليقك هنا