حوار الإعلام يقود إلى صناعة الأمم

الاعلام 

هو الباعث الأول لعملية النهوض الحضارى فى وقتنا الحالى حيث أنه من أهم أدوات التطور والنهوض وهذا ما يسمى “بالإعلام المقاوم” وقد عمل هذا كثيرا فى هدم دول ورفع أخرى فمن خلال التركيز على قضية ما أو فكرة مطروحة للنقاش تتحدد الاتجاهات الفكرية للمجتمع وإذا تم تسليط الضوء الإعلامى على تلك القضية فإنها تتخذ أهميتها لدى الجمهور وبالتالى يتم تغيير الفكر الاجتماعى من خلال التركيز الاعلامى وترسيخ تطبيق تلك الفكرة واقناع المجتمع بتبنى القضية المطروحة فهو يحمل مسئولية اجتماعية هامة نحو بناء المجتمع.

الإعلام هو السلطة الرابعة

وبما أن الإعلام هو السلطة الرابعة القادرة على التأثير على المجتمع والقيام بحشد الرأى العام وتعبئة الفكر الجماهيرى لذلك له دورا رئيسيا فى تعزيز نظرية القوة الجماعية التى تساعد على نهوض الأمم فمن أهم أدوار الإعلام تحطيم الحاجز النفسى لدى الفرد الذى يأبى المشاركة فى عملية التنمية الحضارية وتشجيعه على القيام بالدور الواعى من خلال المشاركة الجماهيرية.

أهمية العمل الدعائي

وهنا يبرز أهمية العمل الدعائي فى خلق المؤسسات المجتمعية الناجحة والناهضة بالشعوب حيث لعبت وسائل الإعلام دورا بارزا فى إحداث تحولات سياسية فى العديد من الدول خاصة فى الآونة الأخيرة عن طريق تعبئة الرأى العام لتحقيق أهداف ومصالح خاصة تخدم مالكيها بغض النظر عما شاب أسلوب التغطية الإعلامية لتلك الأحداث تحت ستار الوطنية وتحقيق الصالح العام
وبالتالى ساعدت تلك الوسائل الإعلامية التى تعبر عن أزمات مجتمعية حقيقية على خلق رأى عام شعبى قادر على التطوير من خلال رسائل موجهة ساعدت فى تلبية المطالب الشعبية واستقطاب الشباب للتعبير عن آرائهم بحرية وفكر واعى ولذلك يجب أن تكون المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة لها كيان يساعد فى اعطاء الفرصة وتطوير حرية التعبير عن الرأى.

الواقع الإعلامي

ومن هنا فإن الواقع الإعلامي يتأرجح ما بين ضوابط ايجابية وسلبية حيث أن ما يقدم عبر وسائل الإعلام المختلفة فى الدولة ينسجم حسب الهوية الفكرية والقضايا المصيرية المطروحة بإعتباره مصدرا هاما من مصادر التوجيه والتثقيف فى المجتمعات المختلفة وبكونه مؤثرا على خلق آراء متباينة فى الاهتمامات والتوجهات والمستويات الفكرية والإجتماعية كل هذا أدى إلى وجود واقع إعلامى متأرجح. ولن نستطيع الاسهاب أكثر من ذلك حيث أن الحديث عن الواقع الإعلامى شائك نظرا لتعلقه بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتطبيقاتها المتعددة أو ارتباطه بالتحولات المؤسساتية واختلاف الفكر سواءا كان ليبرالى أو رأسمالى وأخيرا ما يجعل هذا الموضوع أكثر تشابكا هو فكر العولمة ومجتمع المعرفة لذلك من خلال تلك المعطيات يجب أن نسعى لخلق نظام إعلامى جديد متوازن للوصول لعلاقات إعلامية دولية هادفة وهذا ما نسميه بـ (ثورة تكنولوجيا الإعلام)

ولخلق أنظمة إعلامية دولية يجب التأكيد على ضرورة تعددية وسائل الإعلام التى تعكس الآراء والأفكار داخل المجتمعات حيث أن ذلك له دور أساسى فى الاسهام لايجاد وعى مجتمعى حر وبناء قيم ورواسخ ثقافية داخل عقول الأفراد وهذا هو الرابط ما بين خدمة وسائل الإعلام ونظرية المسئولية الاجتماعية ويمكننا قراءة تجارب الشعوب الأخرى التى قطعت شوطا طويلا للوصول لأداء إعلامى أفضل فى إطار مفهوم نظرية المسئولية الإجتماعية
لذا فإن الإعلام أمانة فكرية ومسئولية اجتماعية هامة بجميع أشكاله المؤسسية تهدف إلى توجيه المجتمع لما يعود عليه بالخير والنفع وخدمة الصالح العام مما يؤدى إلى صناعة حضارية جديدة

فيديو مقال حوار الإعلام يقود إلى صناعة الأمم

أضف تعليقك هنا