رسائل الحب و الإمتنان # 3

صديقتي الغالية

 وصلني ردٌكِ المصدوم و دهشتكِ الكبيرة لما قلته لكِ في رسالتي الفائتة..
أعلم أن وقع كلامي كان عظيماً عليكِ .. فمن أين لكِ أن تؤمني بأن شيئأً مثل هذا سيحدث يوماً ما لشخص مثلي.
لقد أصابتني تلك الدهشة نفسها ليلة إدراكي لهذا الحب.. في قمة سعادتي وجدتني لا أقوى على منع نفسي من الدهشة و عدم قدرتي على إزاحة هذه الملامح التي إتصقت بوجهي كتعبير عن الصدمة..
لم يستوعب عقلى هذا الشئ بعد.. سيحتاج وقتاً طويلاً..
لقد إحتجت أكثر من عشرة أعوام لكي أدرك أني أٌحب..
بادرتيني يا عزيزتي بسؤالي عن شخصيته.. من هو؟ كيف هو؟ طباعه و صفاته ,, كلماته و تصرفاته؟
دعيني أُصدمك مرةً أخرى و لتصبح الدهشة هي الشعور المتبادل بيننا لنتشارك فيه بمثل هذا الموضوع..

إجابتي لأسئلتك يا عزيزتي هي:

لا أعلم .. نعم لا أعلم من هو حقاً ولا كيف هو و كيف يؤدي في الحياة ,, لا أعلم طباعه ولا صفاته,, لم أقرأ كلماته أو أسمعها يوماً ولم أتعامل معه قط لأرى تصرفاته في بعض المواقف الحياتية المختلفة.. بإختصار أنا لا أعرفه.
فلتنزعي عنك هذه النظرة و تخففي دهشتك قليلاً .. نعم .. لم أتحدث معه يوماً و لم أتعامل معه قط بل ولا آراه أبداً اللهم إلا في أحلامي…
ربما أنا لا أعلم من هو على أرض الواقع لهذا العالم و لكني أعلمه جيداً من خلال أحلامي و رؤياي التي تطاردني دائماً منذٌ نعومة أظافري و كأنها رواية تٌقص عليً لكي أدركها و أعيها جيداً..
لا أعلم إن كان حقيقياً أم وهم من صنع خيالي نُسج يوماً بعد يوم في أحلامي؟!
أتذكرين يا صديقتي يوم أخبرتك عن حلم عجيب يراودني منذ أن كنت طفلة؟
هذا المنام الذي تكرر خلال هذه السنوات الفائتة دون أي تدخلً مني هو بوابتي لهذا الحب..
ربما أكون جُننت و فقدت عقلي بأكمله .. ربما أنا تائهة و أبحث عن ملاذ لي .. ربما أهيم على وجهي و أتعلق بأحلامي أكثر من واقعي .. لن أجادلك هذه المرة .. ربما أنتِ على حق
ولكن يملأني يقين لا أعرف مصدره بأن شعوري هذا حقيقي .. وكذلك هو.
صدقيني يا عزيزتي .. لقد جاهدت طوال السنوات الفائتة هذا الشعور كثيراً ..

ظللت أحلم به طوال هذه السنين

(أكثر من عشر سنوات) و أفكر فيه بسبب هذه الأحلام المباغتة التي لطالما إقتحمت مناماتي و نومي بقوة و فرضت وجودها بحياتي … ظل دوماً بداخلى يطاردني في كل شئ و أنا لا أفعل شيئاً سوى الهروب ..

قضيت كل هذا الوقت في محاولات مستميتة لطالما باءت بالفشل للتخلص منه.

و ها أنا ذا .. أواجه الحقيقة لأول مرة

صدقيني عندما أُخبِرك بأنني حاولت الهروب من هذه المشاعر كثيراً .. حاولت أنساه و أُخرجهُ من عقلى .. حاولت أن أكِن لأحد غيره ببعض المشاعر و لكني فشلت أيضاً يا عزيزتي

لم أستطع الشعور يوماً بأي شئ إتجاه أي شخص آخر بحياتي .. أيعقل هذا؟

قررت أن أستسلم ..

لن أهرب هذه المرة و لن أٌحاربه لكي أتخلص منه.. بل سأحبُهُ لعلى أجد ملاذي و يكون الخلاص بهذه المشاعر و هذا الحب.

ظل يستحوذ هذا الذي يغزو أحلامي على كياني جزءً جزءً دون ملا حظتي إلى أن تملك قلبي و عقلي و هؤلاء جميعاً الذين يغزون حياتي على الأرض لا يقدرون على شئ!!

ربما يكون إعترافي بل و قبولي بهذه المشاعر مخرجاً لي يا عزيزتي .. ربما إن واصلت تجاهلها ستواصل في النمو

ربما كان هذا أفضل لي .. تبدو لي فكرة جيدة .. فبداية التغيير تبدأ بالإعتراف بوجود المشكلة أليس كذلك؟

ها أنا أعترف بهذه المشاعر كوسيلة للتخلص منها و إخراجه من حياتي

ليس في إمكاني الجزم بحبه و ليس في إمكاني الإنكار ..

أكتب لكِ تائهة متخبطة و عاجزة عن التفكير فما بالك بأخذ القرارات و التصرف في الأمور

ربما الوقت يكون حليفي بعد إعترافي لنفسي بهذا الحب بعد أن كان حليفه طوال هذه السنوات

ربما…

روابط متعلقة:
فيديو مقال رسائل الحب و الإمتنان # 3

أضف تعليقك هنا