عتاب

طيبة القلب أصبحت صفة سلبية هذه الأيام

كم تؤلمنا تلك الحماقات من قبل من أحببناهم
يجرحونا ويزعمون أنا ما زلنا صغارا
لقد عبث بنا الدهر ما عبث ، وأسقتنا الحياة جميع كؤوسها وأكل الزمان منا ما أكل وشرب منا ما شرب ؛ لا شيء يمر علينا دون أن ندركه
ولكنها العظمة .. عظمة قلوبنا ؛ رغم كل ذلك الوخز وتلك الطعنات التي تدميها لا تزال شامخة كعادتها لا تنكسر أو تتضعضع .
العجيب في الأمر أنهم يظنون أن تلك الحماقات وتلك التصرفات الصبيانية ، التي عفى عليها الزمن
فطنة وذكاء وحسن تصرف وحيطة وحذر  .
تبا لهذا الخوف ؛ سحقا لهذا الخجل ؛ وبئس ذلك المكر الذي حتما لن يحيق إلا بأهله .
ما هذا النكث ، ما هذا النكص ، ما هذا الجبن .
نستطيع بكل سهولة أن نكون جبناء أو حمقى ولكننا نأبى إلا أن نحافظ على أخلاقياتنا وأسلوب تعاملنا مع الآخرين .
خسارة تلك التصرفات الطائشة والغير محسوبة عندما تنبع من شخصيات مرموقة  كانت قد نحتت أماكن شاهقة وعملاقة في داخلنا .
عجبا كيف يفكرون ؛ ألا يدركون أنها نقطة سوداء على ما يتظاهرون به من نقاء مزيف .

تلك العقول المغرورة تبدو هشة للغاية ؛ فهي كائنات تتصور أنها لا تغلب ؛ تتصرف وكأنها في حرب
مع من ؟
وضد من ؟ ضد من أحبهم في يوم من الأيام .
يا للخزي ويا للعار

الطيبة لاتعني الضعف

صدقوني .. لا زلتم عندي حتى الآن في قائمة من أشفق عليهم وأحبهم ، لكنني أخشى أن تجزركم غضبة موجتي التي لا ترحم .
طيب جدا أنا ،  الكل يعرف ذلك ، لكني وكما يعرف الكل أيضا لن أتسامح مع من يحاول أن يتثعلب معي .
“فاتق شر الحليم إذا غضب ”
كيف بالله تفكرون ؟
أتظنون أنكم تسيئون إلينا بهكذا تصرف ؟.. نحن أكبر بكثييير من تلك المحاولات المقززة .
أنتم بتلك التصرفات تسيؤون لذلك الانطباع الجميل الذي تصورناه عنكم .
“قد أحبك وأحترمك بكل صدق وحزم وذوق ورجولة ؛ لكنك في الوقت الذي تحاول أن تلعب فيه بذيلك ، أقطع رأسك .. لكني أظل أرقبك بصبر أب وحنو أم عسى أن تتوب”
…على ما يبدو أن التعامل الراقي لم يعد يجدي .. بل أصبح غباءا في زمن الزيف .
الظاهر أن المستقبل يبتسم لذلك التعامل المنفلت الذي لا ولن نتمثله في يوم من الأيام .
لقد أرداك الوهم وسوء الظن وأسأت تقدير الأمور وقرأت السطور عكس معناها .
إذا خاصمتك لن ترى أحدا غيري .. ستجدني أمامك وجها لوجه .

فيديو مقال عتاب

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء