تكنولوجيا المعلومات وانعكاساتها على المكتبات الجامعية

بقلم: الميهوب

تمهيد

يعرف عصرنا الراهن بما يسمى بثورة المعلومات,ذلك من توظيف مختلف الوسائل التقليدية والحديثة على وجه الخصوص في المكتبات ومراكز المعلومات , وهو ما فرض تحديات على المهنة المكتبية في ظل تكنولوجيا المعلومات والتطور الحاصل .
الأمر الذي جعل المكتبة والمهنة المكتبية بحاجة الى عناصر بشرية مكونة علميا وتقنيا لمواجهة ذلك التطور الذي يعتمد على الحواسيب وشبكات المعلومات والأنظمة والبرمجيات المتكاملة

أهمية الموضوع:

 إبراز التطورات التي طرأت على المهنة المكتبية في ظل التكنولوجيا الحديثة.
 معرفة مدى مواكبة المكتبة الجامعية للتطورات التكنولوجية الحاصلة .
 تحقيق فعالية أخصائي المعلومات والنهوض بالمهنة المكتبية.
 كشف أدوارأخصائي المعلومات في البيئة التقنية.
 التحسيس بأهمية تكوين أخصائي المعلومات كونه نقطة الوصل بين المكتبة والمستفيد.

أسباب إختيار الموضوع:

 الاهتمام الحاصل من طرف الباحثين حول المهنة المكتبية في عصر المعلومات.
 الدور الذي يمثله اخصائي المعلومات في ظل التطورات التكنولوجية.
 ضرورة وضع المكتبات لاستراتيجيات وخطط مدروسة وممنهجة لتبني تكنولوجيا المعلومات.
 محاولة رصد انطباعات العاملين بالمكتبات والمستفيدين حول التكنولوجيات المستخدمة.
 معرفة مدى تبني المكتبات الجامعية الجزائرية للتكنولوجيات الحديثة في إتاحة المعلومات لمستفيديها

إشكالية الدراسة:

أدى التطورات التقنية والعملية في مجال معالجة واسترجاع المعلومات الى احداث عدة تغييرات على المؤسسات الوثائقية وخاصة المكتبات ,التي اضحت عبارة عن شبكات معلومات وقواعد بيانات متاحة للمستفيد محققة بذلك التفاعل والمواكبة المتوقعة مع الاتجاهات المعاصرة ,لتلبية احتياجات الباحثين في شتى المواضيع والمجالات .
إن ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمختلف اشكالها جعلت المكتبات تعرف قفزة نوعية في طبيعة الخدمات وطريقة تقديمها للمستفيدين من جهة , من جهة أخرى أدت الى تطوير المهنة المكتبية وخلق ادوار جديدة وحديثة للمكتبي الذي اضحى خبير او استشاري في المعلومات يشرف على تقديم معلومات تقنية متطورة ودقيقة وفورية لطالبيها,من خلال إتاحة النفاذ والوصول الى المعلومات عبر الخط المباشر.
لقد فرضت التطورات الحاصلة على المهنة المكتبية عدة تحديات ترتكز اساسا على وجوب توفير كادر بشري موهل من كافة النواحي العلمية والعملية لمواكبة التطورات التي تشهدها المكتبات لتلبيةاحتياجات المستفيد المتجددة .
المكتبة الجامعية بدورها تسعى الى التماشي مع متطلبات العصر وتطوير المهنة المكتبية لتلبية احتياجات المجتمع الأكاديمي المعلوماتية ,من خلال توظيف مختلف التكنولوجيات والبرمجيات ,خلقا لأساليب عمل حديثة موازاة مع عصر المعلومات1, ومن هنا يجدر بنا طرح التساؤل التالي:

“ما هي انعكاسات توظيف تكنولوجيا المعلومات على المهنة المكتبية في المكتبات الجامعية ؟وما هي سبل تطوير المهنة في هذا الفضاء؟”

للإجابة على الاشكال المطروح وضعت مجموعة من الفرضيات

  • توظيف تكنولوجيا المعلومات له انعكاس ايجابي على المهنة المكتبة بالمكتبة محل الدراسة.
  • تكوين المكتبيين العاملين بالمكتبة المركزية لجامعة الشلف لا يواكب التطورات الحديثة
  • تطوير المهنة المكتبية في المكتبة الجامعية يتوقف على إرادة المكتبة وسياستها من جهة وتكوين المكتبيين ومؤهلاتهم من جهة أخرى.

الإطار النظري للدراسة

1-المفاهيم العامة للدراسة:

1-1 المكتبة الجامعية:

عرفت الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات و المعلومات و الحاسبات المكتبة الجامعية بأنها « مكتبة أو نظام من المكتبات تنشئه و تدعمه و تديره جامعة لمقابلة الاحتياجات المعلوماتية للطلبة و هيئة التدريس كما تساند برامج التدريس و الأبحاث و الخدمات».1
وذكر السيد النشار بأنها تلك المكتبة أو مجموعة المكتبات التي تنشأ و تمول و تدار من قبل الجامعات أو الكليات أو المعاهد أوأقسامالتعليـم المختلفة التابعة للجـامعة وذلك لتقديم المعلومـات و الخدمـات المكتبية المختلفة للمجتمع الأكاديمي المكون من الطلبة و المدرسين و العاملين في هذه المؤسسات

1-2المكتبي:

هو ذلك الشخص الذي يتولى مسؤولية المكتبة ومحتوياتها واختيار المواد والأرصدة المختلفة, ويقدم خدمات لمقابلة احتياجات المستفيدين ,ويطلق عليه لقب أمين المكتبة (Libarian .Bibliothécaire)يرجع اصل ظهور هذا المصطلح الى تأسيس اول مكتبة عامة من خلال تجميع مجموعة من الكتب وتكليف احدهم بمراقبتها وحراستها وكان ذلك الحارس أول مكتبي كلف بمراقبة وتنظيم المكتبة الفنية بالإسكندرية 3dephalerdemetrick.
لقد تغيرت الصورة التقليدية التي عرفت بها مهنة المكتبي على مر العصور , حيث لم يعد المكتبي مجرد حارس لمحتويات مكتبة أو وسيط بين الكتاب و القارئ ,بل اصبح يعالج الإنتاج الفكري وينظمه ويقدمه للمستفيد ,ويضع اهم الوسائل الحديثة لحفظه واسترجاعه,فتطورت تسمياته وادواره من حارس الكتب إلى مكتبي إلىأخصائي معلومات مع ظهور تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.

1-3المهنة المكتبية:

عرف الإنسان مهنة المكتبات منذ العصور القديمة,وقد كان القائم بشؤون المكتبة يحظى بمكانة عالية في المجتمع,حيث كانت المكتبة مكان لإنعاش الروح في حضارة الفراعنة وايضا عند اليونانيين.
المهنة المكتبية كما يعرفها « J.Sherra » هي تلك الممارسات المرتبطة بمعالجة ونقل المعلومات من خلال تنظيم المحتوى مصادر المعلومات وبثها للمستفيد بمختلف الطرق الحديثة

اســتفادت المهنــة المكتبية كغيرها مــن المهــن مــن التطــور التكنولــوجي في وســائل العمــل وظهــور الأوعيــة والوسائط المتعددة وكــــان لتطــــور الإعــــلام الآلي وظهــــور الأجيــــال الجديــــدة مــــن الحاسوب ولواحقه ( بالإضــــافة إلى نمــــو الشبكات وأنظمة المعلومـــات) الـــدور الكبـــير في تطـــور مفهـــوم المهنـــة المكتبيـــة حيـــث أن المعلومـــات أصـــبحت تشـــكل العمليـــة الأساســـية المتداولـــة بـــين المؤسســـات العاملـــة في قطـــاع المعلومـــات ممـــا أدى إلى ظهـــور أجيـــال جديـــدة مـــن العـــاملين في قطـــاع المكتبـــات والمعلومـــات حيـــث ظهـــرت تســـمية اختصاصـــي المعلومـــات أو خبـــير المعلومـــات الـــذي تعـــد وظيفتـــه “وظيفـــة اتصـــال ومعايشـــةذلـــك أن العمـــل في ميـــدان المعلومـــات هـــو قبـــلكـــل شـــيء عمـــل جمـــاعي زد علـــى ذلـــك فـــإن العلاقـــات الشخصـــية مـــع المســـتفيدين ومنتجـــين المعلومـــات لهـــا التـــأثير الحاســـم فيمـــا يتعلـــق بكفـــاءة الخـــدمات، ولابـــد أن يكـــون خبـــير المعلومـــات قـــادرا علــى فهــم الآخــرين ويســتوجبهذا الجانب مهارة لغوية وقدرة على التعبير الواضح والمتناسق كتابيا وشفهيا 2.
إن التأهيـــل بالنســـبة لاختصاصـــي المعلومـــات لابـــد أن يكـــون مبنيـــا علـــى تكـــوين علمـــي وأكـــاديمي تكتســـب مـــنخلالــه المقــدرة لـــدى المتكــون علــى اســـتعمال الوســائل الحديثــة لمعالجـــة المعلومــات ســواءبالنســـبة للمعالجة الفنية للمعلوماتأو لتسجيلها أو حفظها في الأوعية الجديدة والمقدرة على التعامل معها والوصول إليها ونقلها وبثها وتبادلها وإتاحتها للزبون3.
لقد كان لثورات المعلومات والتطور التقني الحاصل تماس مباشر وتأثير فعال على المهنة المكتبية ,حيث تطورت بشكل سريع وأصبح المكتبي يسمى أخصائي المعلومات حيث عرفه المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والانترنت للدكتور عامر قنديلجي.بأنه: شــــخص يهــــتم بمعالجــــة البيانــــات في مجــــال مــــن مجالات المعرفة وتنظيمها وإتاحتها للمستفيد بمختلف الوسائل التكنولوجية 4.

وقد تنوعت تخصصات ووظائف أخصائي المعلومات والتي يمكن حصرها فيما يلي:

– مســؤول الاقتنــاء:

تقــع علــى عاتقــه أعبــاء التعــرف علــى اهتمامــات المســتفيدين مــن الخــدمات ثم العمــل على وضع سياسة الاقتناء وتحديد سبل تنفيذ هذه السياسة والإشراف على التنفيذ.

– عـــالم المعلومـــات:

يحمـــل درجـــة علميـــة في العلـــوم تؤهلـــه لإدارة مكتبـــة علميـــة، وتنحصـــر اهتمامـــه في الحصـــول علـــى المعلومات وتجهيزها وتسهيل استرجاعها.

– وســـيط المعلومـــات:

يقـــوم بتســـيير الحصـــول علـــى البيانـــات والســـلع المعرفيـــة، وهـــو مـــاهر في البحـــوث الأساســـية في مجالات متخصصة.

– خبيــــر المعلومــــات:

د عديد المهارات التي ينبغي على أخصائي المعلومات ان يتمتع بها وهي:

1- مهارت شخصية:وتتمثل في:

– مهارات الاتصال:

-القدرة على التعاون مع جميع وحدات وأقسام المؤسسة.
-القدرة على توضيح المفاهيم وعرض الأفكار بوضوح وشرح المصطلحات الغامضة.
– القدرة على التواصل مع مختلف المستويات وأجناس المستفيدين وخلق جو من الاحترام والثقة.

-مهارات التوجيه:

-فهم احتياجات المستفيدين واهتماماتهم.
-الاستجابة بسرعة وفعالية لتلك الاحتياجات.
– التعاون مع المستفيد

– مهارات التعلم والتكوين:

– التأطير لتعلم مدى الحياة لأن الوظيفة تتطلب دائما إتقان معارف جديدة
– التكوين الإيجابي المرن في عصر التحول والتغير المتواصل.

2-مهارات تسييريه:

-التمكن من تطوير خدمات المعلوماتية المقدمةللمستفيدين .
-تمكين الدارسين من وضع طرق إدارة ملائمة لتبادل المعلومات.
-اختيار إمكانيات تجنب المشكلات للإدارة العلمية.
-معرفة طرق تنمية المقتنيات ومختلف الأساليب والإجراءات المتبعة
-لـــــتحكم في تقنيـــــات الفهرســـــة الوصـــــفية والموضـــــوعية والمستخلصـــــات والكشـــــافات و البيبليوغرافيات
-معرفة طرق وتقنيات تسجيل المطبوعات والمعلومات على أوساط تقليدية أو حديثة.
-معرفـــة جيـــدة بمصـــادر المعلومـــات بشـــكليها الـــورقي والالكـــتروني وكيفيـــة البحـــث فيهـــا

3- مهارات تكنولوجية:

-استخدام تكنولوجيا المعلومات الملائمة والتمكن من استخدامها بغية جمع المعلومات وتجهيزها.
– تقديم خدمات معلوماتية وتصميمها ووضع منتجات ووسائل بحث متعددة.
-معرفة طرق النشر الحديثة
– معرفة استخدام التكنولوجيا الحديثة في العمليات الفنية مثل تطبيق النظم الالية المتكاملة.

1-4 تكنولوجيا المعلومات :

التعريف اللغوي :

إن كلمة Technologyوالمركبةمنقسمين,الأولTechnoوالــتـي تعـني مهارة أو فـن أو تـقنيـة.أما القسم الثانيLogyوالتي تـدل على العلم أو الدراسة

التعريف الاصطلاحي :

يمكن تعـريف تكنولوجيـا المعلومـات على أنها ذلك الـجمـع من المـعارف والخـبرات التـي تـهدف إلى إنتـاج تقنيـة مـا. وقـد عرفـت تكنولوجيا المعلومات بعدة تعريفات جسدت فـي مختلف الدراسات وتبـاين وجهــات النظر فـي تعريف هذا المفــهوم نذكر منــها:

1*تعريفRoot:

هي مجموعة من المعارف التي يمكن استعمالها في انتاج سلع جديدة و هذا التعريف يربط المعلومة بجانب الاقتصادي3.
3*تعريف حشمت قاسم: هي ما يستخدمه ويمكن ان يستخدمه الإنسان في معالجة المعلومات من معدات و أدوات و أجهزة و تشمل المعالجة و التسجيل و الاستنساخ و البث و التخزين و الاسترجاع4

2-مؤهلات المكتبيين في العصر التقني (الرقمي):

قـــد فـــرض عصـــر المعلومـــات الرقميـــة إيجـــاد مكتبيـــين مـــؤهلين في المعلومـــات يشـــاركون في المنظمـــات العلميـــةحيـــث يقـــدمون فوائـــد ملموســـة تحـــرك المعلومـــات وتلـــبي الحاجـــة إلى المعلومـــات وتـــدعم القـــرارات المتخـــذة في جميـــع الميـــادين وحـــتى يمكن تحقيق ذلك يجب السهر على توفير نوعين أساسيين من المؤهلات هي:

-الأولى:

فنيـــة وتتجــــه نحــــو المعلومــــات الفنيــــة للمكتبيــــين مثـــل الــــتمكن مــــن معرفــــة: مصــــادر المعلومــــات، الــــدخولإلى المعلومات، تكنولوجيا المعلومات، الإدارة والبحث….الخ

-الثانيـــة

مـــؤهلات شخصـــية ويقصـــد ›بهامجموعـــة القـــدرات والمواقـــف والقـــيم الـــتي تمكـــن مـــن العمـــل بفاعليـــةوجعـــل المكتبيــين وســطاء قــادرين علــى تطــوير أنفســهم بأنفســهم خــلال عملهــم المهــني وقــادرين علــى مســايرة التطــورات الحاملــة في الواقع كالتكوين والتوجيه والتخطيط …..الخ

3-تأثير تكنولوجيا المعلومات على المهنة المكتبية:

إن التطـــــور الحاصـــــل في تكنولوجيـــــا المعلومـــــات لا يمكـــــن أن يـــــتم بـــــدون التـــــأثير علـــــى مهنـــــة المكتبيـــــينوالوثـــــائقيين والأرشــيفيين، إن المؤسســـات التوثيقيـــة مهمــاكـــان موقعهـــا ستســتفيد مـــن هـــذا المــد التكنولـــوجي،وأمـــام هــذا الانتقـــال الـــذي هـــو في الحقيقـــة مفـــروض علـــى هـــذه المؤسســـات فمـــن الـــلازم أن يكـــون مهـــني المعلومـــات واعيـــا › بخصوص هـــذه القضـــية وذلـــك عـــن طريـــق المبـــادرة بتكـــوين المتخصصـــين العـــاملين بالمكتبـــات ودور الأرشـــيفي، وإعـــادة تكـــوينهم بكـــل مـــا لـــه علاقـــة بتكنولوجيـــا المعلومـــات، وفي الوقـــت نفســـه ضـــرورة العمـــل علـــى تجديـــد بـــرامج التكـــوين بأقســـام المكتبـــات والمعلومـــات بمـــا يكفـــل إدخـــالمـــواد جديـــدة تناســـبا مـــع التطـــور الحاصـــل في تكنولوجيـــا الإعـــلام والاتصـــال، وبالتـــالي ستتضـــاعف مهمـــةالمكتـــبي، الـــذي يصبـــح كمستشـــار للمعلومـــات، إذ يتوجـــب عليـــه متابعـــةكـــل المســـتجدات في قطـــاع المعلومـــاتمـــن جهـــة والاطلاع علـــى احتياجــات المســـتفيدين مـــن جهـــة أخــرى ثم محاولـــة الـــربط مـــن خــلال تـــوجيههم التوجيـــه الصـــحيح الــذي يكفـــل لهـــم تلبية حاجياتهم في أسرع وقت وأقل التكاليف.2

الإطار العملي للدراسة

1-مــنهج الدراسة:

اعتمـــدنا في دراســـتنا علـــى المـــنهج الوصـــفي الـــذي يعتـــبر أكثـــر المنـــاهج مطابقـــة للواقـــع
المدروس وخصائص مجتمع الدراسة.

2-أدوات جمع البيانات:

ارتأينا أن نعتمد على المقابلةكأداة جمع البيانات في دراستنا الميدانية .
وقــــد أجرينــــا هــــذه المقابلــــة علــــى المكتبيــــين المهنيــــين بمختلــــف هيــــاكلهم (محــــافظين- ملحقــــين- مســــاعدين) وكانــــت المقابلة تحتوي على 26 سؤالا مقننا حيث كانت الأسئلة منصبة حسب الفرضيات المدرجة سابقا

3-مجتمع البحث وعينة الدراسة:

العينة التي أجرينا عليها الدراسة تتمثل في المكتبيين الممارسين في المكتبة الجامعية العربي بن مهيدي، المنتمين للأسلاك التالية :
محافظ بالمكتبات الجامعية.
ملحق بالمكتبات الجامعية.
مساعد بالمكتبات الجامعية.
تقني سامي في الإعلام الآلي.

4-أبعاد الدراسة الميدانية:تتمثل في:

1-المجـــال الجغرافـــي:

ويعـــد المـــدى الجغـــرافي الـــذي دارت فيـــه دراســـتنا هـــو المكتبـــة المركزيـــة لجامعة حسيبة بن بوعلي بولاية الشلف.

2-المجال البشري:

لقد ضم مجالنا البشري المكتبيين والعاملين بالمكتبة المركزية لجامعة الشلف ويبلغ عددهم 32عاملا.

3-المجــــال الزمنــــي:

وهــــي المــــدة الزمنيــــة الــــتي قضــــيناها في إنجــــاز هــــذه الدراســــة والــــتيكانــــت مــــدةكافيــــة
لاستخلاص النتائج وتحليلها والتي كانت في مدة 3 اشهر

5- التعريف بالمكتبة المركزية لجامعة حسيبة بن بوعلي:

أنشأت المكتبة المركزية بتاريخ 13 رجب 1419هـ الموافق لـ 03 نوفمبر 1998 وتم تدشينها على يد الوزير السابق عمار تو، وتم تشييد المكتبة المركزية لجامعة الشلف، لتجمع بين كليات ومعهد الجامعة، وهي متواجدة بمركز الجامعة بالقرب من الإدارة، حيث تتواجد كل من كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، وكذلك كلية العلوم وعلوم المهندس، وكلية العلوم البيولوجية والعلوم الفلاحية، وتفتح أبوابها لمستعمليها طيلة أيام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت وساعات الافتتاح من الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الرابعة والنصف بعد الزوال بالدوام دون انقطاع.
وهي تتكون من ثلاث طوابق، الطابق العلوي يحوي قاعة للمطالعة خاصة بكتب العلوم الإنسانية والاجتماعية، والطابق الثاني به إدارة المكتبة، أما الطابق الأول فيحوي قاعة للمطالعة (كتب العلوم الطبيعية والعلوم البحتة)، في حين أن الطابق الأرضي يحتوي على مكتب للإعارة.
أما نظم الإعارة فتعتمد على الإعارة الداخلية لمختلف الوثائق المتواجدة بالمكتبة، والإعارة الخارجية للوثائق المسموح إعارتها خارجيا، بينما الكتب الغير قابلة للإعارة والرسائل الجامعية ومذكرات التخرج تحت تصرف رواد المكتبة داخليا فقط. 1
وقدتم بالفعل تطويرالمكتبةوإدخال تقنيات ومعدات و أنظمةجديدة لتقديم خدمات أفضل للمستفيدين ,من خلال تحول المكتبة الى تطبيق نظامPMBحيث كانت المكتبة تتعامل بالممارسات اليدوية والتقليدية ونتيجة للكم الهائل من المواد المقتناة وحتى تلك الموجودة من قبل ,اصبح من الصعب السيطرة والتحكم في الرصيد, والاكثر من ذلك عدم القدرة على اتاحتها للمستفيد ,ما دفع بمسيري المكتبة في التفكير في حلول جذرية للحد من المشاكل الحاصلة ,خصوصا مع اقتراح فكرة تبني نظام الي لتسيير المكتبة من طرف احد اساتذة جامعة بشار, فكانت البدايات الأولى لتأليةالخدمات الفنية بالمكتبة المركزية سنة 2009من خلال تبني نظام PMB
لكن التحول من العمل اليدوي الى الالي استغرق مدة طويلة نظر لصعوبة تألية الرصيد وحجمه الكبير ,ليتم التطبيق الفعلي للبرمجية سنة 2012 ,هذا ما يوضح ان الممارسة الالية بالمكتبة حديثة.
رغم ذلك فالمكتبة قطعت أشواط لا بأس في تألية الخدمات من خلال اعتماد الفهرس الآلي عبر الخط opac والذي يتيح إمكانية البحث خارج المكتبة ,بالإضافة إلى اعتماد الإعارة الآلية من خلال اعتماد ما يسمى بالكود بار على كل من الرصيد وبطاقات المكتبة المسلمة للطلبة ,إذا يكفى تمرير البطاقة او الكتاب على الجهار الكاشف لمعرفة بيانات الطالب او الكتاب التي تم ادراجها في النظام مسبقا.

تحتوي المكتبة على موارد بشرية و موظفين من كل التخصصات يتوزعون على عديد المصالح كالتالي:

الرتبةالمهنية                  العدد

محافظ المكتبة                       01
ملحق بالمكتبات الجامعية         03
مساعد بالمكتبات الجامعية       11
وثائقي أمين محفوظات            03
مهندس دولة في الإعلام الآلي  03
تقني سامي في الإعلام الآلي  02
ملحق إداري رئيسي               01
معاون إداري                          01
حارس                                 01
عامل مهني من المستوى الأول 06
المجموع                              32
توزيع الموارد البشرية بالمكتبة حسب الوظيفة ومستوى التأهيل

6-تحليل بيانات الدراسة:

ومن خلال المقابلة التي اجريناها مع المكتبيين العاملين بالمكتبة المركزية لجامعة الشلف قمنا برصد ما يلي:

1-لا يوجد تكوين للمكتبين بخصوص استخدام تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات التوثيقية بالشكل المطلوب.
2-بالنســــبة للمســــتوى التعليمــــي فــــنلاحظ أن أغلبيــــة المكتبيــــين متخصصــــين في علــــم المكتبــــات أي لــــديهم شهادة في علم المكتبات.
3-PMBبرمجية متكاملة سهلت وظائف المكتبة المركزية لجامعة الشلف ,حيث سرعت وتيرة العمل وخففتأعباء المعالجة الوثائقية للرصيد الذي كان يتطلب وقت وجهد كبير.
4-تسعى المكتبة المركزية لجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف,من خلال تطبيق برمجية PMBإلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية وزيادة جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين باختلاف مستوياتهم وشرائحهم.
5-تتوافق برمجية PMBمع حجم وطبيعة رصيد المكتبة مع وجود اتاحة للمصادر الالكترونية ,بإتاحة مذكرات التخرج بواسطة مستودع Dspaceالرقمي على الخط.
6-كان لتطبيق تكنولوجيا المعلومات عموما ولبرمجية PMBبصفة خاصة اثر ايجابي على المهنة المكتبية بفضل التسهيلات التي أضافتها على أساليب العمل وبالتالي رفع جودة الخدمات المقدمة للزبون.
7- تعاني المكتبة المركزية لجامعة الشلف من ضعف في تطبيق برمجية PMBوذلك راجع الى عدم الاستفادة من كل الخدمات والوظائف التي تدعمها البرمجية ,نظر لحداثة تطبيقها بالمكتبة .
8-رمجيةPMBلا تدعم كل الوظائف بالمكتبة فهي توفر خدمات تقتصر على إتاحة الفهرس الالي عبر الخط وإجراء الإعارة بشكل ألي وعدم وجود وظائف أخرى مثل تسيير الدوريات والإحاطة الجارية.
9- تطبيق برمجيةPMBبالمكتبة المركزية لجامعة الشلف خيار مناسب ومدروس ,لما أضافته من جودة على الخدمات المقدمة. للمستفيدين.

7-نتائج الدراسة:

مــن خــلال النتــائج الــتي تحصــلنا عليهــا مــن الدراســة الميدانيــة والــتي أردنــا علــى ضــوئها التعــرف علــى مــدى تــأثير وســائل تكنولوجيــــة المعلومــــات والاتصــــالات الحديثــــة علــــى المهنــــة المكتبيــــة، و معرفــــة مســــتقبل المكتــــبي إلى جانــــب مصــــير المهنــــة المكتبيـــة في ظـــل هـــذه التكنولوجيـــة المعلومـــات والاتصـــالات الحديثـــة.علـــى ضـــوء الفرضـــيات الـــتي قمنـــا بصـــياغتها في بدايـــة الدراسة قد توصلنا إلى النتائج التالية:

الفرضية الأولى:

توظيف تكنولوجيا المعلومات له انعكاس ايجابي على المهنة المكتبة بالمكتبة الجامعية المركزية لجامعة الشلف تم تحقيق الفرضية حيث ان تبني برمجية PMBأدى إلى خلق اساليب عمل جديدة تساعد وتسهل من المعالجة الفنية لمصادر المعلومات من جهة ومن جهة اخرى أدت الى تطوير الخدمات والرفع من جودتها

الفرضية الثانية:

تكوين المكتبيين العاملين بالمكتبة المركزية لجامعة الشلف لا يواكب التطورات الحديثة تحققت الفرضية الى حد بعيد حيث ان العاملين لا يتلقون التكوين المناسب بخصوص استعمال البرمجيات الآلية بصفة كاملة .
الفرضية الثالثة: تطوير المهنة المكتبية في المكتبة الجامعية يتوقف على إرادة المكتبة وسياستها من جهة وتكوين المكتبيين ومؤهلاتهم من جهة أخرى.تم تحقيق الفرضية حيث اجمع العاملون بالمكتبة محل الدراسة على أن الرقي بالمهنة المكتبية في المكتبة لا يكون الا باعتماد برامج تكوينية فعالة للمكتبيين تجسد إرادة المكتبة وأهدافها.

– الاقتراحات والتوصيات:

لقد قادتنا الدراسة الميدانية التي أجريناها بالمكتبة المركزية لجامعة الشلف إلى مجموعة من المقترحات يمكن إيجازها كما يلي:
 إقامة دورات وبرامج تكوينية للمستفيد وللمكتبيين على حد سواء, حول استغلال البرمجية المطبقة وكيفية استخدامها ,وترسيخ ثقافة الإعتماد على البرمجيات المتكاملة كعنصر فعال في استرجاع المعلومات والبحث عنها.
 يجب على المكتبيين مواكبة التطورات التقنية والحديثة في مجال المعلومات وطريقة استخدامها
 استكمال حوسبة رصيد المكتبة من خلال إدراجه كتسجيلات بيبليوغرافية في برمجية PMBمن أجل تقديم خدمات تتلاءم مع مجتمع المستفيدين من جهة وأهداف المكتبة من جهة اخرى
 إدراج مختلف الوظائف التي يدعمها النظام ,مثل تسيير الدوريات وتوفير حسابات شخصية للطلبة لتمكينهم من الاطلاع على عمليات البحث السابقة وأي جديد في الرصيد من خلال الإحاطة الجارية.
 تنويع الرصيد الموجود بالمكتبة وخاصة في شكله الالكتروني.
 التنسيق مع مكتبات الكليات من خلال شبكة محلية لتقاسم المهام وتسهيل العمليات الفنية .
 التعاون مع المكتبات الجامعية المطبقة لنظامPMBلخلق فهرس موحدة وتبادل التسجيلات البيليوغرافية
 توظيف العنصر البشري المؤهل علميا وعمليا للعمل في البيئة الرقمية, وبالبرمجيات المتكاملة خصوصا.
 توفير الحواسيب المقدمة للمستفيد وغيرها من التجهيزات التي تساعد على العمل.
 أخذ اقتراحات الطلبة بعين الاعتبار بخصوص النقائص الموجودة بالمكتبة و توفير فضاء رقمي لها.
 توفير خلية على مستوى الجامعة تختص بمتابعة المشاكل التي تعاني منها المكتبة الجامعية وتحديد النقائص الموجودة ودراسة سبل إيجاد حلول لها.

خاتمة الدراسة:

لقد سعينا من خلال الدراسة الى ابراز دور تطبيق تكنولوجيا المعلومات في تطوير المهنة المكتبية في المكتبات الجامعية, وهو ما لمسنا في دراسة الحالة التي أجريت في المكتبة المركزية لجامعة الشلف والتي تهدف الى تطوير العمل المكتبي بتبني برمجية PMBالمتكاملة في إدارة وتسيير المكتبة.
إن تبني برمجية PMBفي مكتبة جامعة الشلف يعد مبادرة ايجابية تجسد ارادة الجامعة في تطوير المهنة المكتبية رغم وجود عدة نقائص ترتبط اساسا بقلة الامكانيات التكنولوجية ونقص تكوين المكتبيين حول استخدام تكنولوجيا المعلومات عموما والبرمجيات المتكاملة خصوصا .

بقلم: الميهوب

أضف تعليقك هنا