الاستشفاء بالقرآن

بِسْم الله الرحمن الرحيم

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (*) [ سورة الإسراء] الآية 82

ذهب المسلمون إلى الفهم القاصر والتبرك وإلى الظاهر منه في الاستشفاء من الأمراض بالقراءة معتقدين البركة والأجر ومحتسبين إلى الله وكلامه في رفع المرض ،
وعليه ذهبت المقاصد في الكشف العلمي الطبي وحل محلها الإعجاز من العجز في الفهم والاستيعاب فتحول النص العلمي إلى نص عجزت عقول المسلمين عن فك شفرته فهربوا من عجزهم إلى المعجز وهو خرق قوانين الله وسننه التي لن تجد لها تبديلا أو تحويلا إلى التبديل والتحويل .

أمثلة من القرآن فيها الشفاء

في الآية الآنفة الشريفة إقرار أن الله ينزل في بعض آياته فتحا علميا طبيا يشفي الأمراض فتديروا فيه كي تكتشفوا السر لشفاء بعض الأمراض

فعندما يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز

ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (*) [ سورة النحل] الآية 69

لاحظوا أن من القرءان ما هو شفاء

أما العسل ففيه شفاء
وفرق بين التقريرين
ففي الأول يقول أن القرءان وصفة طبية منها العسل فيه شفاء ،
فعندما يصف لك الطبيب العلاج فإن قراءة الوصفة والوقوف عند ذلك لا يعالج المرض مطلقا بل عليك شراء الدواء الموصوف .
هكذا هو كتاب الله العزيز يصف لك بعض ما يعالجك ويشفيك فاذهب إلى البحث العلمي واكتشف ما أوصى به الخالق وليس فقط قراءة النص أو الوصفة .
ومن الأمثلة لا الحصر :-

فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (*) [ سورة البقرة] الآية 73

هذه وصفة عظيمة لمن دخل في موت سريري ففي البقرة ترياق يجعل هذا الذي في حكم الموت بالإغماء يفيق وهذا فتح علمي إذا ما ذهبنا وراء الاكتشاف وليس وراء الإعجاز .

وجوب التدبر والتفكر بالقرآن

وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (*) [ سورة آل عمران] الآية 49

هذه آية عظيمة فيها من العلم ما يكون فتحا للانسانية لكننا جعلنا منه انسدادا للتدبر والتعقل ووصمناه بالإعجاز .
فالله هنا يقول على لسان نبي الله عيسى ع والأنبياء هم حكماء أقوامهم وعقلائها فقد اكتشف عيسى عليه السلام أنه يستطيع أن يجعل من الطين ما يطير في السماء كما اكتشف ترياقا للأكمه والأبرص فيشفيهما من دائيهما ويحيي الموتى من دخلوا في الغيبوبة كالأموات إلا أن تحوير المسلمين لهذه الآيات إلى معاجز أعجزتهم عن السبق في الاكتشاف والمعرفة فصار النص مسدودا عوضا عن الفتوحات العلمية التي فيه
فَلَو تخلص المسلمون من هذا الداء لحصلوا على الدواء .

فيديو مقال الاستشفاء بالقرآن

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني