القوة الكامنة في الألم

من البديهي أن كل شخص منا لا بد وأنه مر أو سيمر بظروف عصيبة لفترة من الزمن ،أو بالأحرى يمكن أن أسميها أزمات يمكن أن تطول لسنوات او تنتهي بسرعة،هي ظروف يصعب تحملها تجعل الإنسان منهكا نفسيا وجسديا ،فتخور قواه من شدة الهم والحزن،لكن الإختلاف يكمن في كيفية إدارة هذه الظروف وترويضها لصالحنا.

كيف يستقبل الإنسان المصائب؟؟

النوع الأول:

هناك فئة من الاشخاص ينظرون الى هذه الظروف كونها عقوبة من الله أنزلها الله عليهم لكثرة ذنوبهم،ولسان حالهم يقول:مالذي فعلناه حتى يحصل لنا هذا ؟
فيتوهون في دوامة الإسقاطات،إسقاطات على القدر ،العين،والسحر،يلومون حتى أنفسهم ويجلدونها أشد جلد،إلى أن يستسلموا لمعاناتهم فيسود على حياتهم الكره والحقد ،وتتحول كل معاناتهم الى طاقة سلبية تقضي على الاخضر واليابس ،فلا يكترثون للآخرين ويصبحون هم مصدر أذى لهم.

النوع الثاني:

ومن جهة أخرى هناك فئة من الناس من تجاوزت إرادتهم وعزيمتهم كل الظروف ،هذه الفئة هي التي أحب الحديث عنها،فئة الشجعان،أولئك اللذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا :هي ابتلاءات جاءت لتقربنا الى الخالق ،فيصبرون حتى تمر مرور الكرام بقلب مطمئن ونفس هادئة.
فهم متيقنون أنها لم تأت إلا لتعلمهم شيئا ما،هم مدركون تماما لنواقصهم ،وكيف لا يدركونها وهم في كل لحظة وكل موقف يجعلونه فرصة للغوص في دواخلهم والبحث عن نواقصهم و فهمها فهما عميقا،يحاولون دائما قدر الإمكان ان لا يسقطوا فشلهم على الآخرين و الظروف .عندها يعلمون أن هذه المصيبة لم تأت الا لتنبههم أن شيئا ما بداخلهم يجب أن يتغير ،هم أقوى من أن يستسلموا للمعانات،ويتركونها تدمر حياتهم وحياة من حولهم.

فسلام على هؤولاء ،و لنحاول ما أمكن أن نتعلم منهم ونكون منهم ،حتى نستطيع مواجهة هذه الحياة المخيفة والرائعة في نفس الوقت ، فالحياة كالمرآة نحن من نختار كيف نريد أن ننظر إليها،فمن إختار الخوف لن يجد سوى الخوف ومن إختار الروعة فهنيئا له .

فيديو مقال القوة الكامنة في الألم

أضف تعليقك هنا