دورة الحب

غالبا ما شغل الانسان فكره بالحب و أمعن تفكيره فيه وظل موضوعا يشغله ويؤرق مضجعه فعند ولادة الانسان يبدأ بالصراخ و البكاء فكأنه يسأل عن حب والده ويبحث عن تلك الأم الحنون لتحتويه وتضمه من هذا العالم الذي لا يعرف كنهه فهو عالم مجهول غير مألوف يحس فيه الطفل بالوحشة والغرابة ، وفي لحظةة ضم الأم لرضيعها تبدأ نفسه بالهدوء وتسكن أطرافه وتأمن نفسه بوجود حب في هذا العالم الجديد يحيطه ويطوقه فتنشأ تلك الأحاسيس الملازمة له بأن هذه الحياة لن يؤنس وحشتها الا ذلك الحب ، هنا يبدأ التحدي في كيفية التعاطي مع الحب والتأقلم معه وفلسفته ليصبح دافعا للشخص أو مقيدا يحط من استمراية التقدم والنجاح .

تعريف الحب

اختلف الفللاسفة و الأدباء كثيرا في تعريف الحب واتفقوا على عدم وجود إطار محدد فعرفه بعضهم بالإنجذاب وعرفه علماء الفسيولجي بأنه إفراز لهرمون الأوكسيتوسين المسؤل عن الراحة ، فهو عطاء وتضحية وهو صفة يندرج تحتها صفات تنشق من الحب كا الرأفة و الإيثار فهو مفهوم واسع لمعان  المودة الرحمة .

حاجتنا للحب

تكون الكائن الحي من جسد وروح فالجسد غذاؤه المأكل و المشرب المستمر كلذك الحب هو غذاء للروح لا تتسامح النفس مع ذاتها ولا تستشرف الغد المشرق إلا في حالة تطويقها بالحب فهو ملازم للنفس منذ نعومة أظفارها ، حينما يسمع الطفل صوت أمه يتوقف عن البكاء وعندما يتعثر في خطواته الأولى في المشي ويسقط يهرع لحب والديه فيتحول الحب الى محطات تزويد تلازم الانسان في مشوار حياته ، هذا الخزان العاطفي لابد أن يملأ بإستمرار حتى يتحرك الفرد في مشوار حياته سويا متزنا قادرا على العطاء و التضحية .

تبلور الحب

لايؤمن كثير من الناس بفكرة تبلور الحب وتشكله من شكل الى آخر فعند اكتمال مراحل الحب العاطفي وقرار السكون الوجداني بين طرفين مختلفين عن الجنس يتحول المنظور الى فكرة تكملة مشوار الحياة بالزواج وبعد الزواج يظل مطبوعا في عقلية كلا الطرفين تلك الأيام الأولى للقاء فيظل كلا الطرفين في حالة ترقب لتلك الأيام المليئة بمعسول الكلمات ورقة المشاعر ودفء الأحاسيس ويبدأ الطرفان بلوم بعضهم البعض بتغير الحب بل ويظن بعضا منهم أن الحب الذي بينهم زال ولم يعد موجودا كأن الأيام أبلت ذلك الحب وحولته الى غطاء مرقع لا يقي من شدة حر تعطش الطرفين لحب بعضهم البعض وهنا تبدأ المشاكل العاطفية التي تحول هذا الحب الذي توج بأسمى الروابط الى جحيم لا يطاق .

يتبلور الحب ويتشكل مع تقدم المراحل العمرية فيبدأ تشكل حب الذات في الوقت الذي يبأ فيه الشخص بالإعتماد على نفسه وشق طريقه  ومنها يتشكل الحب الإنجذابي للجنس المختلف عن التكوين فيبحث عن شريك حياته الذي يزوده بهذا الحب ويسد جوعه وحوجته العاطفية  فيبدأ بالإعجاب ويكبر مع الأيام حتى يتحول الى رغبة حقيقية بالتعايش وتكملة مشوار الحيلة والاستقرار ليتبلور الى شكل جديد من أشكال الحب  وهو التضحية والصبر و تحمل الطرف الآخر وتفهم رغباته فيذوب حب الذات بينهم ويتحول مع بقاء الشكل الأول للحب الى الأبوة و الأمومة فتدور رحى منظومة الحب وتتحول من جيل الى جيل معلنا عن دورة الحب .

فيديو مقال دورة الحب

أضف تعليقك هنا