شباب ينتحر و أمل ينتصر…….

ظاهرة الانتحار

لعل الأمل في الحياة و التشبث بها ، من أهم ما يجعل الإنسان يستمر في العيش و الكدح و السعي في هذه الدنيا ،غير أنه في الآونة الاخيرة نلاحظ في مجتمعاتنا العربية ،ظاهرة خطيرة تهدد حياة زهور شباب الأمة ،هذه الفئة التي نعول عليها في تقدم أمتنا ورقيها ،فقد لجأ البعض منهم لوضع حد لحياته و أقدم على الانتحار لسبب أو لآخر ،

و قبل الحديث عن الأسباب التي تدفعهم لذلك والنتائج المترتبة عن هذه الآفة ،وجب التطرق إلى أن العيش بدون هدف في الحياة ،قد يجعلها مملة تافهة لا تستحق أن نكملها ، بينما من له رؤيا وهدف فيها ،يعيشها كاملة بل لا تسعه و يحتاج إلى أعمار أخرى كي يحدد أهدافا أخرى و يسعى للوصل لها و الظفر بها.، لكن هيهات فحياتنا واحدة نعيشها مرة واحدة وعمرا واحد نعيشها مرة وبائسة أو حلوة و سعيدة ، فنحن من نحدد طريقة عيشنا ،نحن من نملك بين أيدينا مصائرنا، تعاستنا أو سعادتنا .

أسباب الانتحار

هنالك أسباب كثيرة قد تتشابه و قد تختلف لكي تدفع شابا في مقتبل العمر لكي ييأس ويرى الحل لمشاكله في الموت ، رغم أن الأمر بالنسبة لنا فيه غرابة ، لكن بالنسبة لمن يئس أو أصيب بمرض نفسي يعد الأمر طبيعيا مألوفا في أوساطهم، كما أن الفراغ الديني و إهمال الجانب الروحاني في حياة الشاب يدفعه للتوجه نحو التفكير على هذا النوح المريع، ولا يجب أن ننسى تشجيع الرفاق المتفلتين للشاب على الاقدام على التخلص من الآلام عن طريق راحة قتل نفسه كما يظنون ،ولن يتم إهمال ذكر ضغوط الحياة و المجتمع و الناس على الشاب خصوصا إن تأخر في بناء حياته و مستقبله و بقي عالة على أبيه في معيشته ومصروفاته ، وقد يعجز الكثير من الآباء عن فهم أبنائهم المقدمين على الانتحار ،فلا يشخصون حالتهم و يعرضونهما على أهل التخصص لمعرفة الأسباب التي تدفعهم لذلك ،مما يؤذي لتفاقم هذه الظاهرة في المجتمع و فشوها وحصدها لأرواح الشباب وقود الأمة و أملها .

علاج هذه الظاهرة

لكن لكل داء دواء و لكل مشكل حل، و لذلك وجب على دولنا العربية التي بدأ يتفشى فيها هذا الداء أن تفتح مراكز الطب النفسي التابع للدولة لمعالجة هذه الحالات ،وعلى الفاعلين في المجتمع المدني التوعية بظاهرة الانتحار و التصدي لها و التحسيس بها داخل كل شرائح المجتمع ،كما أن الدور الأهم يقع على رجال الدين في الوعظ و الارشاد في موضوع الانتحار و التهويل من أمره، لعل الشباب يرتدعون من هذا الفعل الشنيع الكريه الذي سلبنا خيرة شبابنا و شاباتنا . أملنا أن يقرأ الشاب العربي، يتعلم الشاب العربي ، يتثقف الشاب العربي، يخترع الشاب العربي، حتى تستيقظ أمتنا من كبوتها وتندمل جراحها العميقة ،و من يدري ففي يوم من الأيام بشبابها قد يعود مجدها البائد.

محمد الغزالي [email protected]

فيديو مقال شباب ينتحر و أمل ينتصر

أضف تعليقك هنا