شمعة الأمل وظلمة القنوط

تغير استرتيجيات وتكتيكات أعدائنا

تتغير  مع الزمن استرتيجيات وتكتيكات اعدائنا , فهي لم تعد تستند الى استخدام القوة العسكرية قدر اعتمادها القوى الناعمة التي تستهدف تضليل الفكر وتدمير الذات الانسانية قبل قتل الجسد .

لم يعد العدو يستنزف اسلحته وموارده البشرية والاقتصادية في حروب لاحتلالنا والسيطرة على مواردنا وخيراتنا , بل اصبح يستثمر ترسانته العسكرية عبر بيعها بعد اضعاف وافقار الدولة المستهدفة  وتاجيج الحروب الاهلية ليقتل ابناء الشعب باسلحة العدو ولكن بايدي ابناء الشعب ذاته.

انه يستهدف قيم مجتمعنا الاسلامي ليتخلى ابناء هذا المجتمع العريق عن قيمهم ومبادئهم الاسلامية واغراقهم في حمأة الرذيلة والفساد من خلال غزو فكري مضلل ينتج عنه تضليل بصيراتنا لنفقد الامل ونعيش في ظلمة وضلال القنوط .

تدبروا في قول نبي الله ابراهيم عليه السلام لضيفه ((قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ  )) سورة الحجر آية 56.

فلا ييأس من رحمة الله إلا من ظل سبيل الصواب وتخلى عن هذا السبيل بتركه رجاء الله فيفقد الامل فيخسر خسرانا مبينا .

فكيف لنا ان نواجه هذا الغزو الفكري المعادي الخطير ؟

كيف لنا ان نحارب القنوط ونتمسك بالأمل ؟

هذا ما ساتطرق اليه في مقالتي مسترشدا بآيات محكمات من الذكر الحكيم ,( القرآن الكريم ).

﴿ إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ﴾ الشرح 6:

ما أعظم الخير الموجود في هذه الاية الكريمة  ففيها البشارة من مالك الملك بان لكل كرب نهاية مهما طال امده, فظلام الليل مهما اشتد فان الفجر قادم لامحال , وان لكل ضائقة هنالك مفتاح لحلها , كل ماعلينا ان نسلك السبل الصحيحة بالعقل المفكر السليم لنجد الحلول لكل ما نعانيه من ازمات .

انها آية تشير بشكل بديع الى وجود الفرج في كل شدة مع ان الفرج لايتزامن  مع الشدة في نفس الوقت بل يعقبها .

أليس في ذلك تطمين الى كل ذي عسرة بقرب انجلائها ؟

﴿ إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ﴾ بشارة من الله سبحانه تعالى

فمن اصدق من الله قولا ؟

ومن اوفى من الله عهدا ؟

(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق الآية 2:

في ألشدائد تعترينا المشاعر السلبية فنشعر بالحزن , التوتر , القلق , الخوف , نبحث عن المخرج الذي يوصلنا الى بر الامان , لكن دون جدوى , لكن القرآن الكريم أرشدنا الى سبيل الخلاص .

(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)

ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

( لو أخذ الناس كلهم بهذه ألآية لكفتهم ).

فقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة فائدتين عظيمتين :

المخرج من كل ضيق وكرب

الرزق من حيث لانحتسب

(وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)البقرة الآية 269:

فضل الله الانسان عن سائر مخلوقاته بالعقل , فبه يسموا الانسان عن سائر المخلوقات ويسودها وبه تسود الامم وترتقي المجتمعات , لذا بات واجبا علينا تنمية عقولنا كما ننمي اجسادنا لنشكر الله سبحانه وتعالى على نعمته وتفضيله لنا عن سائر مخلوقاته ولنتمكن من تنفيذ ما كلفنا الله سبحانه وتعالى باعمار الارض ولا يكون ذلك الا بتنمية واكتساب المعارف والارتقاء بتفكيرنا عن تلبية احتياجاتنا الجسدية فقط , وان نكون مبادرين غير متخاذلين .

ولنتذكر قوله تعالى 🙁 مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) الانعام الآية 38:

فمن اراد الحكمة

من اراد اكتساب المعرفة

من اراد الاسترشاد الى سبل التفكر الصحيح

من اراد الارتقاء بذاته

من اراد النجاح في حياته

كل ذلك سيجده في كتاب الله ( القرآن الكريم )

فلا تفقد الامل ولاتكن ضحية غزو فكري معادي فتقع في شباك القنوط فتضل عن سبل الفلاح

فيديو مقال شمعة الأمل وظلمة القنوط

أضف تعليقك هنا