عن الناس اللي لسة لوحدهم ! – مقال#باللهجة_المصرية

سواء المتأخرين في قرار الجواز ، أو حتي الممتنعين عن العلاقات العاطفية لأسباب تخصهم .. المقال دة عن كل من هم ” لسة  لوحدهم ” ! ، وأحب أوضح أن المقال دة متحيز ليهم جداً وبيدافع عنهم بعنف ، وهحاول جاهداً فية أثبت لبعض الناس أن الناس اللي لسة لوحدهم أشخاص (طبيعين) ماعندهمش أي مشاكل نفسية ولا عُقد تؤدي لعدم أرتباطهم بحد ولا هما بلا مشاعر ..

“أمال لية ماتجوزوش يعني أو مفيش حد في حياتهم ؟! .”.. ما أنا جاي أقولك !

أسباب المتأخرين في الزواج

أولاً أنا لا أؤمن أن أحنا كبني أدمين لينا (تاريخ صلاحية) لو عدي أبقي لا أصلح للجواز أو الحب بعده ، وأنا بتكلم هنا عن ولد أو بنت فالنوع والجنس لا يغيروا من الأمر شئ لأن الأثين ليهم مطلق الحرية في حياتهم زي بعض بالظبط ، وسيبكم من جملة : “هو ولد لكن أنتي بنت” عشان بقي دمها تقيل قوي ، طبعاً أنا عارف وأنت عارف وهي عارفة وكلنا عارفين أن البنت الضغوط عليها أصعب بكتير بالذات كلما أقتربت من سن الخطر -الثلاثين- والبعض بيتعامل مع البنت اللي مفيش في حياتها حد وكأنها ناقص منها حتة مش هاتكمل غير ب “راجل” .. دعوكم وهذة الخرافات من فضلكم !!.

لديهم نظرة مختلفة للحياة

الأشخاص دول مختلفين عن اللي حواليهم في طريقة تفكيرهم ونظرتهم للحياة ، هم رافضين يمشوا مع “القطيع” ويخضعوا لمجتمع بيفرض عليهم شكل وتسلسل معين للحياة ، ورافضين الخضوع لأفكار مُستهلكة وقيود مطلوب منهم ينفذوها عشان اللي حواليهم عايزين كدة ، هم أقل من الناس اللي حواليهم أستخداماً لجملة.. ” الناس هاتقول أية ؟!” وأخر حاجة بيفكروا فيها هو كلام الناس ، هما حاسين أنهم أحرار ياخدوا القرار دة وقت ما هم يشوفوه مناسب ومع الشخص المناسب وعندهم الجرائة الكافية أنهم يختاروا ويتحملوا نتجية أختياراتهم كاملة ، عندهم الشجاعة يقولوا “لأ” للحاجة اللي مش عايزنها أو للفكرة اللي مش قابلينها أو للشخص اللي مش مرتاحين معاة

أنا هاكلمك عن حياة الناس اللي عايشين لوحدهم دول الحقيقة الناس دي أكبر مشاكلهم في الحياة أنهم –أعقل- وأنضج من اللي حواليهم زياده حبتين ، الناس دي أتعودوا علي حياتهم لوحدهم وأغلبهم مش مضيقاهم الوحدة زي ما الناس فاكرين ، وفي فرق هنا بين الوحدة والعزلة يعني هتلاقيهم أشخاص أجتماعين جداً وحواليهم ناس كتير بيحبوهم وشخصيتهم حلوة وهم كمان حلوين و- مُزز- لامؤاخذة.. ومعظهم أشخاص الناس بتستغرب وتسأل : أزاي بجمال شخصيتهم وعقولهم وشكلهم وروحوهم ومفيش حد في حياتهم ؟!..الناس دي بقيت زي ما أنت شايفهم كدة لأنهم وفروا جزء كبير من طاقتهم لنفسهم ، وأهتموا بروحهم الأول وعرفوا يبقوا مصدر لنفسهم في كل شى.

الناس دول أتعودوا خلاص يبسطوا نفسهم بنفسهم يعني لو سيبتهم مية سنة كمان لوحدهم هايعرفوا يعيشوا وينبسطوا بحياتهم لأنهم عرفوا “سر اللعبة” ، فهموا أن السعادة جواهم مش في شخص تاني هايجي يديهالهم ويأخدها معاة لو مشي ، فاهمين أنهم هم اللي هايحققوا أحلامهم بنفسهم مش شخص تاني هايجي يحققهلهم ولو ماعجبتوش أو كان ضدها يهدهالهم ، الناس دول راسمين طريق لنفسهم وماشيين فية ومستين اللي يجي يمشي معاهم لكن مش هايجي يخليهم يغيروه ، الناس دول يا حبيبي أنت وهو عايشين” بفسلفة ” في الحياة بتاعتهم لوحدهم هما أصحابها صعب تفهمها وصعب كمان تغيرها.

“قوة الشخصية”

الناس دول عندهم “قوة شخصية” بتخليهم مايضعفوش قدام الكلام اللي شكلة حلو من برة عن الأبوة والأمومة والعائلة والمشاركة في الحياة وعمرهم اللي بيجري منهم ولازم يلحقوه.. الخ ، أفاجئك أنا وأقولك أن الناس دي لو دخلت جواهم هتلاقيهم فاهمين قيمة الحاجات دي كلها كويس عشان كدة مش عايزين يعملوها وخلاص ، فاهمين قيمة الحب فامبيعرفوش يحبوا وخلاص ، فاهمين قيمة الجواز فا مش عايزين يتجوزوا وخلاص ، فاهمين قيمة أن يبقي عندهم أطفال فا مش عايزين يجيبوا عيال وخلاص ، قد تراهم (مجانين) أو نشاز عن لحن المجتمع اللي حواليهم بس صدقني يا عزيزي هم مايفرقلهمش خالص أنت شايفهم أزاي ! ، كمان البنات منهم مابيفرقش معاهم الألقاب السخيفه اللي بتتقال عليهم ولا فارق معاهم الناس هاتقول هي متأخرة في الجواز لية ! ولا فارق معاها فرصها الي بتقل في العثور علي راجل لقطة (زي ما الناس بتقولها) ولا هي بالفكر الضيق اللي يخيلها ترمي روحها في التهلُكة أو تتنازل عن حقها الكامل في أختيار الشخص اللي هاتكمل معاة بقيت حياتها.

الناس دول واضحين جداً وغامضين جداً في نفس الوقت وعندهم “صندوق أسود” بتاعهم هم بس ، فيه أسرار وحكايات وأشخاص عايشين جواهم ومهما عاشرتهم وعرفت عنهم فأنت ماتعرفش حاجة ومابيسمحوش لحد يقلب في الصندوق دة نهائي ، وفي منهم الي أتكسرت جواهم حاجات بفعل البشر وهم لسة لوحدهم عشان بيحاولوا يصلحوها !..

البحث عن “العلاقات الناضجة”

الناس دول بيدوروا علي “العلاقات الناضجة” اللي فيها أحترام وأخلاص وتفاهم حتي لو نادرة بس هم مش هايعرفوا يبقوا في علاقة غير كدة عشان (خلقتهم كدة) ، الناس دول بيهربوا علي طول من العلاقات والأشخاص اللي مش مناسبين ليهم وهم كمان مابيتشدوش لحد بسرعة ، الناس دي لما بيقرروا يدخلوا في علاقه تعرف انهم داخلينها بجد وداخلينها عشان الشخص نفسة مش عشان اي حاجة تانية ، الناس دي ما بتطلعش مشاعرها وطاقتها علي الفاضي ومابيضيعوش أيام من عمرهم علي سبيل التجربة ، الناس دول بينكدوا هما علي نفسهم ويكتئبوا وينعزلوا لكن مايسمحوش ابداً لشخص تاني يدخل حياتهم وينكد عليهم وخلقهم الضيق بيخليهم يقولوا ببساطة لأي حد بيعمل كدة “خد الباب في أيدك وأنت ماشي لوسمحت !”؛ المفارقة الغريبة هنا أن الناس دول عندهم خبرة في العلاقات والحب بتخلي المتجوزين أو المرطبتين نفسهم يلجأولهم في مشاكلهم وغالباً بيحلوهالهم أو بيسعادوهم في حلها وبيبقوا أكثر تقديرا للمشاعر والعشرة والحب والعائلة والعلاقات الحقيقة لأنهم واعيين لقيمة الحاجات دي كلها.

الناس اللي عايشين لوحدهم دول طموحهم مش واقف عند أسرة وبيت لمجرد أنها “سُنة الحياة ” مش يمكن هما شغلهم أو تعليمهم أو طموحاتهم وأحلامهم أو حريتهم هما سُنة حياتهم ومش صحيح أنهم مش نفسهم يبقي عندهم عائلة وأولاد ، ولكن دي حاجة في جزء كبير منها نصيب بتاع ربنا (مش أنتم مجتمع متدين بردو؟!) والجزء التاني هو أستعداد الشخص نفسة للخطوة دي.

في النهاية الناس اللي عايشين لوحدهم عندهم نوع من أنواع ” القوة ” مابيفهمهاش كتير من الناس وبأختصار..

“اللي مستنيين العلاقة الصح هم اللي لسة عايشين لوحدهم لحد دلوقتي” !.

فيديو مقال عن الناس اللي لسة لوحدهم ! – مقال#ْباللهجة_المصرية

أضف تعليقك هنا

كيرو راجي

كيرو راجي

كيرو راجي شاعر غنائي مصري مواليد 1987 تخرج من اكاديمية الفنون ( المعهد العالي للموسيقي العربيه ) و له اعمال في كتابه السيناريو و بعض المقالات.