ومضات تاريخية حضارية ( في رحاب الفيوم)

أهمية التاريخ 

يعتبر التاريخ من أحسن ما يطالعه الإنسان؛ ليعتبر بمن سبقه في غابر الزمان، فإنه مرآة يري فيها المُتأخرون ما قام به المتقدمون من أعمال وآثار، فيتمسكون بمحمود الخصال وممدوح الخلال، ويبتعدون عن مذموم الخصال، ولله در الشاعر حين قال:
ليس بإنسان ولا عاقل من لم يعِ التاريخ في صدره
ومن دَرَى أخبار من قبله أضاف أعمارَا إلى عمره

تاريخ محافظة “الفيوم”

ولذلك دعاني حب وطني_ محافظة الفيوم_ أن أقوم بنشر مقالات عن تاريخه، يرجع إليها القراء المهتمين بالدراسات التاريخية فيما يريدون معرفته من أخبارها وآثارها، وما أتى في كل ذلك من أقوال قدماء المؤرخين، كل ذلك نسنده إلى من رواه من مدوّني الأخبار والآثار.
تشغل الفَيُّوم منطقة من مناطق الحواف الصحراوية، فهي وادِ عظيم بالأقاليم الوسطي بالديار المصرية، اسمُه القديم ( بَيُوم) أي مدينة اليم، ومنه الاسم العربي( فَيُّوم) وقد ورد اسمها في التوراة (هَيثوم)، ويسميه اليونان مدينة التمساح ( crocodilopolis) لأنه كان الحيوان المقدس عند أهله؛ وفيه بحيرة عظيمة اسمها الآن( بحيرة قارون) واسمها باللغة المصرية القديمة بحيرة( مِيري) وعند اليونان بحيرة موريس ( moeris).
وترجع نشأة هذه المدينة إلي العصر البطلمي خاصة فترة حكم الملك بطليموس الثاني‏,‏ وقد استمرت هذه المدينة في الازدهار حتي العصر الروماني ثم تدهورت مع نهاية القرن الثالث الميلادي وبداية القرن الرابع‏,‏ وكان السبب في إنشاء هذه المدينة هو تسكين المهاجرين الإغريق مع المصريين .

وصف القدماء لبعض منازل الفيوم

وتعال_ أخي القارئ_ نقف مع وصف القدماء لبعض منازل الفيوم القديمة حيث تمتاز بأنها تتكون من حجرة أو حجرتين أمامها فناء يستخدم في أغراض المعيشة فنجد بها فرنا لصناعة الخبز‏,‏ كما يوجد بها منازل ترجع للعصر الروماني والعصر البيزنطي‏,‏ فضلًا عن وجود حمام يرجع تاريخه إلي العصر الروماني‏,‏ ومعبد روماني يقع في الناحية الجنوبية من المدينة مشيدا من الحجر الرملي فوق ربوة عالية ومكون من صرح يؤدي إلي ثلاث صالات تنتهي ، وقد شُيد لعبادة الإله سوبك إله الفيوم‏.‏

وتتميز محافظة الفيوم أيضًا….

بأنها من المحافظات القليلة التي جمعت بين مواقع أثرية هامة جداً من العصر الفرعوني وأخرى لا تقل أهمية من العصرين اليوناني والروماني ليس هذا فحسب بل إنها شهدت مرحلة هامة من مراحل تطور حضارة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ .
مثل هذا التميز يشير بوضوح إلى أن الظروف الطبيعية والبيئية في الفيوم كانت ملائمة لاستيطان الإنسان عبر كل هذه العصور منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني مما يعنى ثراء في المنشآت الأثرية وثراء كذلك في المقتنيات التي ضمتها هذه العمائر، وللحديث بقية…

ولمزيد حول هذه الأفكار، راجع:

1. معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي(ت 626م).
2. تاريخ الفيوم وبلاده (المسمى: صنعة الحي القيوم في ترتيب بلاد الفيوم) تأليف : أمير الفيوم فخر الدين أبي عثمان النابلسي الصفدي الشافعي (ت: 685هـ).
3. التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية، للمؤلف شرف الدين يحيى ابن الجيعان.

فيديو مقال ومضات تاريخية حضارية ( في رحاب الفيوم)

أضف تعليقك هنا

إسماعيل محمد إسماعيل

ماجستير من قسم التاريخ الإسلامي - كلية دار العلوم جامعة الفيوم.

مساعد مدير وحدة نظم المعلومات الإدارية - كلية دار العلوم جامعة الفيوم