الوطن العربي.. والحياة على أنقاض الخراب

7 سنوات عجاف على سوريا

منذ هبوب رياح أحداث عام 2011 على الدول العربية، ما تزال الكثير من السيناريوهات تنفذ ببراعة واحترافية، ولا نرى في الأفق حلًا يلوح.

لم تغب سوريا عن الأحداث في سبع سنوات عجاف، عصفت فيها الآلة العسكرية بالعديد من محافظاتها ومدنها، حتى تركتها رمادًا كأن لم تغن بالأمس.

الأعجب أن سوريا التي كان لها حساب وقوة، صارت اليوم ملعبًا للجميع، بدءًا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، مرورًا بروسيا وتركيا، وانتهاء بالسعودية وإسرائيل.

علمتنا قواعد اللعبة أن الفريسة حينما تسقط يكثر أكلتها، ويجمعهم ذلك الدم البارد ليأتوا على ما تبقى منها بكل سهولة، ولكن ما بين التمزق العربي العربي، وتقسيم الكعكة الساخنة على مجتمعات غربية اعتادت على ذلك تدور آلة الحرب التي تطحن الجميع بداخلها.

مشهد الدمار  يتصدر المدن السورية

لم يكن هناك مدينة تبعد عن ضربات الرصاص وطلقات المدافع .. حمص، حلب، عفرين، دمشق نفسها، واليوم يقف مخيم اليرموك ليصبح أتونًا لتلك النار التي تحرق الأخضر واليابس، والتهم جاهزة ما بين الإرهاب للعمالة والتخوين وغيرها من تلك الكلمات التي باتت في الأدراج السياسية لا تريد أن تفارقها، وكأن المخرج لا يريد أن يبتكر!.

العراق نفس السيناريو

حينما تتابع المشهد ستقف مستغربًا من تلك التصريحات العنترية؛ ففي الوقت الذي وقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليعلن العراق خالية من داعش في الوقت الذي تغاضى المجتمع الدولي عن محاولة انفصال إقليم كردستان العراق -الذي يضم ما يزيد على 200 ألف يهودي- كان السؤال الأبرز وقتها: إلى أين يتجه النظام الداعشي بعتاده وسلاحه؟، وما فاتورة مروره؟، وأي قوة تلك التي بمقدروها الإعلان عن هزيمة ونحن أمام فيلم بديع الحبكة تقف له دول كبرى بالمرصاد ولم يفلح أحدهم أن يحسم الأمر.

الإجابة سوريا.. هكذا حول الساسة وتجار السلاح عالميًا دفة الصراع -ربما مؤقتًا- من العراق إلى سوريا ليقف الجميع على خشبة المسرح من جديد، والجمهور يتابع بنفس الأعصاب المخدرة، لنعلن نحن نجاح الآلة الإعلامية الغربية في تجاهل حق العوة للفلسطينيين وجعل مخيم اليرموك يطفو على السطح!

 

أضف تعليقك هنا

رضا الشويخي

عضو المكتب الإعلامي، وزارة الهجرة المصرية