اهتمام الإسلام بالعلم

دلائل من القرآن تدعو للعلم

لقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالعلم النافع الذي يقود الإنسان إلى الفكر الصالح . وإنشاء الرباط الدائم بين الدين والعلم . وعظم شأن العلم وحث على طلبه فكانت نتيجته وجود حركة علمية وتأليفية كبيرة في العالم الإسلامي . ولايوجد مثليها في تاريخ المدنيات التي قامت على أساس الدين والرسالات السماوية .
وأكبر دليل على اهتمام الإسلام بالعلم نزول أول وحي من الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشأن العلم في قوله تعالى (( أقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق *اقرأ وربك الأكرام*الذي علم بالقلم*علم الإنسان مالم يعلم ) . سورة العلق .
فقد بدأت الآية الكريمة بكلمة (اقرأ) موضحة أن القرأة هي أهم وسيلة من وسائل التعلم ونشر العلم في كل مكان.
وتشير هذه الآية بأن انطلاقة القرأة والكتابة والعلم تكون في أحضان هذه (النبوة- باسم الله) الذي خلق هذا الكون وخلق الإنسان ،هذا الإنسان الذي يجب متصفا بالإيمان ،ليشق طريقه إلى الأمام فقال:(اقرأ باسم ربك الذي خلق).
وتشير الآية أيضا إلى معرفة الله تعالى بحقيقتة الإنسان وخلقته،فلا يعدو الإنسان طوره ولايغتر بتفوقه في مجال العلم والعقل والاختراع والصناعة وأسباب تسيخر الكون وينبغي أن يكون متواضعا ،في قوله تعالى:(حلق الإنسان من علق).
وتشير الآية بعد ذلك إلى قدر القلم ودوره الكبير في علم الكتابة والتأليف والتعليم والتربية وانتشار العلوم في أرجاء العالم عن طريق النشر والطباعة في قوله تعالى :(الذي علم بالقلم).
ثم تشير الآية إلى صلاحية الإنسان للعلم الحديث من الحائق الكونية والعلوم والصناعات والاكتشافات والاخترعات ،وتوسيع آفاق العلم،في قوله تعالى:(علم الإنسان مالم يعلم ).

الدين والعلم

كان هذا أول وحي نزل على رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ،ولاشك في أن البداية لها أثر كبير على جميع المراحل التي تلي في حياة الإنسان المدعو إلى الإسلام ،فقد بقى الدين ولايزال مقترنا بالعلم مرافقا له ، مساير لرغبة الإنسان في التعلم ،والقدرة على حل القضايا التي تعرض للأجيال البشرية .
وكان من أكبر حسنات الإسلام أنه بدأ الرحلة في مجال العلم بداية صحيحة ،بدأها بالإيمان بالله والاستعانة به والاعتماد عليه ،عملا بقوله تعالى لرسوله الكريم:( اقر باسم ربك الذي خلق ). فاستطاع الإنسان بفضل الإيمان أن يصل إلى معرفة الله تعالى. وقد مدح الله به عباده المؤمنين ،فقال :(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض *ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) الايه.
وبذلك أصبح العلم عن المسلمين علما هادفا نافعا ،موصلا إلى الله تعالى ،مركز جهده على ماينفع الإنسانية ويسعد المجتمع والمدينة ،وكانت أكبر منة على الفكر الإنساني،فقد غير مصير الإنسانية ووسع دائرة الفكر البشري في العالم.
لقد بدأ العهد الإسلامي الزاهر باقتران الدين بالعلم. يترفقان ويتعاونان في صياغة الإنسانية الجديدة لتوجيه البشرية نحو الإيمان الصحيح والفكر الصالح والعمل الطيب للوصول إلى السعادة الحقيقة في الحياة الدنيا والحياة الآخرة.

☆ الخاتمة☆

وقد نزل القرآن الكريم وشرف قدر العلم ورفع منزلة العلماء إلى درجة لايوجد لها مثيل في الديانات السابقه ،واضفى على العلماء نعوتا عظيمة ،فقال الله تعالى:(قل هل يستوؤ الذين يعلمون والذين لايعلمون)) الايه
وكذلك توضح الإحاديث النبوية الشريفة مكانة العلماء في الإسلام ،منها قوله صلى الله عليه وسلم(( العلماء ورثة الأنبياء)) .
ومن هذا التمجيد بشان العلم والحث على طلبه ،انبثق ذلك الحماس العلمي والتفاني في السبيل حصوله وخدمته ونشره في تاريخ الإسلام ،ونطلقت هذه الحركة العلمية العالمية في أكبر مساحة من المساحات الزمنية والمكانية وةلمعنوية في تاريخ الإنسانية .
ويرجع الفضل إلى الإسلام في انتشار العلم النافع البشري ،وقد قامت عليه المدارس والجامعات والمكتبات في مشارق الأرض ومغاربها ،ليتعلم الإنسان العلم بجميع فروعه،على أن يقود هذا العلم البشرية نحو الحق والخير والفضلية ونحو الأمن والسلام والطمأنينة ،وتحقيق أسباب السعادة في هذه الحياة.

فيديو مقال اهتمام الإسلام بالعلم

 

أضف تعليقك هنا

فهد بن عبدالله الزمام الموسى

فهد بن عبدالله الزمام الموسى

الموسى للعقارات