أيمن الوحش
أيمن الوحش

بحر .. كلب السلطة يتمرد على السلطة

حكاية “بحر”

أنا إسمى “بحر” لدى عشر سنوات، دائماً أرتدى فرو أسود، صيفً أو شتاءً، أعلم  أنكم سوف تسيطر عليكم الدهشة، ولكن ستعلموا كل شئ، فقط فى حالة التفكر،لأن التقليد ليس له مكان على الأقل فى ذلك الزمان، أبى وأمى شربوا من طينها وأكلوا من نيلها، ولذلك  نشّؤنى على الوفاء والإخلاص.

لم أستطع الكذب عليكم، ففى بعض الأوقات كانت تراودنى لحظات من الأمل بالرغم أن من أعرفهم يلجئون للتساهل فى بعض الأمور أو بمعنى أخر أدق، يكذبون إرضاءاً لبعضهم البعض،  ولكن هؤلاء المساكين لم يدركوا أنهم يكذبون على أنفسهم أولاً وأخيراً.

أما أنا فقصتى تتلخص فى يوم كانت شمسه جميلة ومشرقة كشمس الحق والعدل الذى نتمناه فى حياتنا، وهنا كانت البداية، عندما توقفت العربة التى تحملنى من مقر إقامتى بمعهد كلاب الحراسة إلى الكمين المكلف بتأمينه، فأنا أحد كلاب الحراسة بالمعهد المرابطين من أجل أمان الأرض والعِرض.

دقت الرابعة عصرً، عندما كنت أقف فى الكمين المؤدى لكوبرى الترعة الإسكتلندية ، وسيارات كثيرة يتم تفتيشها، وهذا الوضع طبيعى جداَ، فمنذ فترة ليست بالبعيدة ، وقعت حادثة مروعة، عندما تمكن أحد المجهولين ممكن يطلقون على  أنفسهم مسلمين، بتفخيخ وتفجير أحد السيارات أعلى الكوبرى، نظراً لتاريخه الأثرى اليهودى، بالإضافة إلى محاولة إحداث البلبلة والزعر بين المواطنين قبيل “عيد العلم”، والذى يعد أكبر الأعياد فى البلاد لأنه يكون بداية الدراسة بكافة أنواعها فى الدولة ، لكن الحقيقة غير ذلك، فمثلما تعلموا أن “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”، وجميعنا نعلم ذلك.

اكتشاف “بحر”لشيئ غريب

فى ذلك اليوم، وهذه الساعة التى تعتبر وقت خروج موظفين، وبالطبع يوجد تكدس للسيارات أمام الكمين، كنت أتابع عملى كالمعتاد، سيارة تلو الأخرى أقوم بتفتيشها إلى أن جاء الدور على سيارة تحمل حصانة قضائية وأمنية، بداخلها أحد الجنرالات المدنية، وهذه النوعية من الحصانة لا يجرؤ أحد على تفتيشه، إلا أن حاستى الأمنية والمبنية على حاسة الشم لدى لا تخوننى أبداَ، فأنا كلب إبن كلب.

هممت بالتوجه للسيارة لأفتشها بحاستى القوية، فى الوقت الذى كان الميجور “توماس” يمسك بسلسة متدلية من الطوق المتواجد برقبتى، وكان ذلك ملفت للنظر بالنسبه له عندما لاحظ إصرارى على تفتيش السيارة، وفى هذه اللحظة وقت عيناه بعينى، كما لو أننا نبرم معاَ إتفاق الولاء والوفاء للأرض والعرض والإنسانية جمعاء.

أدركت موافقة “توماس” على إتفاقنا عندما تظاهر بفقد سيطرته على، وإنطلقت كالسهم تجاه السيارة، وبقفزة واحدة أمتطيت شنطة السيارة، مُصدِراً بعد النِباحات والإيماءات التى توحى بوجود شئ غريب بداخل السيارة، وهنا هم تومس مسرعاَ إلى الجنرال الجالس بداخل السيارة، وطلب منه بلهجة حازمة تفتيش السيارة، وهنا تمتم الجنرال ببعض كلمات مفادها أنه يملك حصانة قضائية وأمنية، ولكن “توماس” تعمد تجاهله بالتوجه إلى قائد السيارة آمراً إياه بفتح الشنطة بعد نزول “بحر” من عليها، فتحت الشنطة وكانت الفاجعة الكبرى.

إنه “خشبانجوا” النبات المخدر المعروف والمصنف جدول رابع مخدرات، إبتسم “توماس” و”بحر” لبعضهما البعض، ولم يستطع الجنرال الكلام فى هذه اللحظة، وتابع توماس إجراءات الضبط المتخذة  فى مثل هذه الحالات، أما “بحر” فهو يريد أن يحدثكم …

 رسالة “بحر” 

عزيز(ت)ى القارئ(ة)

“أنا لم أدخل كلية السلك الأمنى كالضباط، ولم أقسم على الولاء والطاعة  هذا ما علمنى أبى وعلمتنى أمى، شربت الولاء والوفاء والطاعة لكل من أحسن معاملتى، رغم أننى غير عاقل، اليوم أتذكر أحد الضباط الصغار فى الكلية والذى لم يتخرج بعد ، عندما سمعته يردد مقولة عن أحد الشخصيات والذى يدعى مارك توين قائلً :الإنسان هو الحيوان الغير عاقل“.

ماذا بك أيها العاقل ؟وماذا عنك؟ هل أدرجت الوفاء والولاء  فى جدول المخدِرات فأصبح ممنوع من التداول ؟

متى؟، وكيف؟، ولماذا؟!

أجبنى !

أضف تعليقك هنا