حواء و الاستقلالية

تعريف الاستقلالية لحواء

قالوا لها أن الاستقلالية في عملك وفي منصبٍ تعتليه وفي شهادةٍ ترفع من شأنكِ، أوهموها أنه لا مكان للحياة الاجتماعية في قاموس الرُقي، وعليها ألا تبحث عن استقرار الزواج كي لا تدفن نفسها في قبور الزوج والأطفال، قالوا لها أن العلاقات الاجتماعية ما هي إلا مُشتتات لفكرها عن السير رُكباً نحو اعتلاء عرش تحقيق الذات، وقالوا لأخرى أنت لا شيء في هذه الحياة سوى أنك خادمةً لشهوة رجلٍ ومتطلبات أبناءٍ لا تعلمين مستقبلهم، فأنتِ كيانٌ لا يحق له إلا الانصياع لأوامر عاداتٍ جعلتْ منكِ وعاءً للاستسلام.

تاهت هذه وتلك بين كلماتهم، حتى ظنت الأولى أن سر سعادتها في ذلك المنصب وتلك الشهادة وعُميتْ روحها عن رؤية أحلام الأمومة وأمان العائلة، وأيقنت الأخرى أن عليها الركود في بئر الخنوع وصُمت أذناها عن سماع صوت عقلها لحرية كيانها في مملكتها الصغيرة.

الاستقلالية والكرامة

وتأتي لحظةٌ تلتقي أفكارهما عند محطة العقل فترى كل منهما الاستقلالية والكرامة شعاراتٍ يُمكن لهما جعلها واقعاً ضمن حياتها عندما تفهما قدراتهما خيرَ فهمٍ، فلا تقف حدود تحقيق الذات عند العمل والمال دون العلاقات الاجتماعية ولا عند حافة الانجاب ورعاية البيت، بل في تحديد الأمنيات والآمال التي يُمكن لهما أن تجعلا منها حقيقةً تمنح كل منهما السعادة الحقيقية؛ بل و تدرك كلُ منهما أن كلتاهما تُكمل مشوار الأخرى في أحيانٍ كثيرة دون أن تستغني هذه عن الحياة الاجتماعية إن أتيحت لها فرصة الاستقرار مع من تحبْ زوجاً أو أصدقاء، و لا تترك الأخرى أمنية الشهادة أو العمل دون أن تترك استقرار عائلتها. بل و الأهم في حياة هذه و تلك كرامتها التي تحفظ لها استقلالية تحقيق الذات بلا اهانات أو استهانات

 

أضف تعليقك هنا