خاطرة (في الروضة الشريفة)

خاطرة…

و نحن في الحرم النبوي الشريف دقت الساعة المُنتظرة إنّها التاسعة و النصف – وقت الزيارة – فُتحت لنا الأبواب المؤدية إلى الروضة الشريفة لزيارة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، في هذه اللحظات شدّني منظر السيدات المنتظرات في لهف و شوق من شتى الأقطار .. من كل فج عميق .. و من كل الألوان .. و مختلف الألسنة .. البعض يصلي .. والبعض يقرأ القرآن الكريم .. و البعض يدعو ..
أنار الإيمان قلوبهم .. و سقت المحبة أفئدتهم .. و حنت أرواحهم .. و امتلئت بالدمع أعينهم ..
فتبادر إلى ذهني بداية البعثة النبوية و ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه في مكة وما تعرضوا له من التعذيب والبطش والإيذاء و التنكيل .. مما اضطرهم للهجرة إلى المدينة المنورة لتبدأ مرحلة جديدة و مهام أخرى لنشر الإسلام من التأسيس لجذور الدولة و توطيد العلاقات و تنشيط الاقتصاد بالرغم مما كانوا عليه من ضعف حسي و اضطراب مادي .
هل كان يعتقد المعاصر لهذه المراحل العصيبة أن رسالة الإسلام ستبقى خالدة ليضيء سناها الكون ؟ هل كانوا يظنون أن المسلمين سيبلغون هذه الأعداد .. في مختلف البلاد .. من كل سهل و واد .. ليظهر منهم علماء و زهاد و عباد ؟!

لذا .. إذا كنت صاحب رسالة خالصة لله و دعوة حق .. أخلص و توكل

و ثابر و ابذل جهدك .. لا تيأس و لا تستكين و لا تتراجع .. مهما تربص بك الأعداء و مهما سخر منك الجهلاء .. وإن كان صوت الباطل أعلى فإن جذور الحق أقوى .. حتى و إن لم ترى ثمارها فإنك لا تعلم من و متى وكيف سينتفع بها .. (والله بكل شيء عليم ).

 

 

أضف تعليقك هنا

هدى حلاوة

هدى حلاوة