كاتبا من السماء - وسيم فرحات
كاتبا من السماء - وسيم فرحات

كاتباً من السماء

أحسبتم أنني لم أكون على علم بأنني سأصير رقم كما باقي الشُهداء،لذلك يا أولادي الذين لم أراكم أرسل لكم هذه الرسالة من السماء، من هذا المكان الذي يلتقي فيه الشُهداء هاربين من تحولهم لذاك الطين

الذي يُعجن من جديد ليصير مخلوقاً جديداً ، برقيةٌ لم أستطيع على الواقع حتى في مُخيلتي، يا أبنائي الذين لم أراكم .. يبدو بسبب أنني كُنت مبتور القدمين ..
مرحباً بكم – أنا أباكم في المجاز (إبراهيم أبو ثريا )

لقد وجدت أقدامي يا أولادي أخيراً .. وجدتهم داخل نجمة مُلونة بكل ألوان الله، لقد أرجعتهم ثانياً للعمل وصرتُ حارساً للصدى ..لا تحزنوا يا أولادي إنها مهنةٌ لا تعب فيها، إنني أعيد كُل الأصوات والصرخات التي تأتيني من غزة وكلها مذبوحة ، مظلومة ، ملعونة ..

الموت في سبيل الوطن

لقد أخبرتُ الله بكُل شيء .. عن بُقعة لا تحترم الإنسان .. ولا تُقدر المُعاناة الإنسانية .. وعن قيادة تكفلت بحقوق بقاءها على الكرسي، وجعلت المواطن مكلوم ومغلوب على أمره .. لقد أخبرته بأني عندما لقيتُ حتفي لفوني بالكوفية والعلم وصُرت حديث الشارع، لمُدة ثلاث أيام وبعد ذلك نُسيتُ ك كنيسةٍ مهجورة .. لقد أخبرته عن الأيام الخوالي التي لا أذكر فيها إلا الخيبة .. وقتما كانت الفضائيات، تفتعل معي لقاء صحفي لكي تبتذل الإنسانية ولكي يزيد عدد مُتابعيهم ، لقد شكرت أمامه الكُرسي المُتحرك وصاحب فكرة صُنعه لأنه عاش معي فترة الضجر

خلال المشي في تشييع جنازتي

التي كافحت بها من أجل قوتكم ورزقكم وقتما كان المسؤول الذي مشى في تشييعي لا يأبه لحجم الوجع الذي كُنت أعيشه رفقة أقدامي المبتورة بسبب الحرب

هل يتحقق العدل؟

حيث الله يا أولادي العدل منثوراً في كُل الأماكن .. على السحاب والنجوم والفراغ لا يبتلع الرحمة و الضوء يا أحبابي لحنٌ مُقدس .. رسالتي لكم : لا تثقوا بإبتسامة

الإذاعة التلفزيونية ولا بالحاجز العسكري ولا بالمكان الذي لا يحتفي بالورود ولا بسقف الأسبست ولا بالمصالحة السياسية لقد كُنت أصغر من هدفٍ عسكري وأكبر من نملة

تتحرك بين خطوط البلاط ومع ذلك أنا لستُ معكم الآن .

أضف تعليقك هنا