من البطل؟

إذا كانت الدنيا مسرح كبير فما دورك أنت؟؟؟

(( الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح))، هي إحدى مقولات الكاتب الكبير وليم شكسبير واصفاً حياتنا بمسرحية كبيرة يقوم كلا منا بدوره المحدد في تلك المسرحية. ليردد بعد ذلك الفنان الكبير يوسف بك وهبي: (( ما الدنيا إلا مسرح كبير)).
السؤال المهم الآن والذي يجب أن تطرحه علي نفسك: هو إذا كانت الدنيا مسرح كبير فما دورك أنت في هذا العرض المسرحي؟
بالطبع سوف تتسرع وتقول انك أنت البطل ومحور هذه المسرحية، والباقين مجرد ادوار ثانوية وكومبارس يدورون في فلكك.. بالنسبة لك قد يكون ظنك صحيح. ولكن بالنسبة للممثلين الآخرين في هذه المسرحية فالأمر يختلف تماماً. فأنت بالنسبة لكل شخص آخر يقف علي خشبة المسرح تلعب دور ثاني. أو دور كومبارس. فأنت بالنسبة لصديقك تلعب دور صديق البطل الذي يسانده دائماً ويجده وقت الحاجة، دور سنيد البطل التقليدي الذي نراه في السينما والمسرح. وأنت بالنسبة لزوجتك تلعب دور زوج البطلة كثير الطلبات والتذمر الذي لا يرحم ولا يكلف نفسه عناء إعداد كوب شاي فيطلبه منها بينما تكون هي منهمكة في المذاكرة للأولاد، وكيّ الملابس وتقشير البطاطس للعشاء في نفس الوقت.
وبالنسبة لابن خالة زوجتك فأنت تلعب دور الوغد الشرير الذي اختطف منه حبيبته. بالنسبة لحماتك فأنت تلعب دور زوج ابنتها الفاشل والموكوس والذي تتمني التخلص منه في اقرب وقت، فأنت دخلت إلي حياتهم المسرحية في غير ميعادك المحدد، وهي تتمني لو كان دورك هذا أخذه من هو أجدر منك به.
وأنت بالنسبة لإبنك المراهق تلعب دور الأب المغفل الذي يستغفله دائماً ويدخن السجائر من دون علمه ويأخذ منه ثمن الدروس الخصوصية ليصرفها علي رفاقه الفاشلين.. والحياة حلوة.
بالنسبة لزملائك في العمل فأنت تقوم بدور ثانوي بحت. فمنهم من يحبك ومنهم من يبغضك، ومنهم من يوشي بك للإدارة العليا. أما بالنسبة لمديرك في العمل فأنت مجرد كومبارس يقوم بدور موظف من ضمن باقي الأدوار الثانوية التي تلعب هذا الدور في حياته الوظيفية. قد يحبك وقد يكرهك بدوره، وسواء هذا أو ذاك فأنت لا تمثل له أكثر من دور الكومبارس.

دور الانسان بمسرحية الحياة بالنسبة لمن حوله..

أنت تلعب دور الجار الأحمق بالنسبة لجارك والذي يرتاب فيك كثيراً من دون إبداء الأسباب. وبالنسبة لأبن جارك فأنت تلعب دور أبو بنت الجيران الذي يتمني استغفالك ذات يوم والخروج مع بنتك من وراء ظهرك.
بالنسبة لسائق التاكسي الذي تركب معه فأنت مجرد كومبارس صامت أو متكلم قد يتبادل معك الحوار وقد لا يفعل، وينتهي دورك في حياته نهائياً عندما تصل لوجهتك.
الأمر كذلك بالنسبة للمكوجي والبقال وصبي الديليفري فأنت تلعب دور الزبون العابر من ضمن باقي الزبائن. وبالنسبة لأمين الشرطة الذي يسحب رخصك فأنت تلعب دور المغفل الذي يستحق استغفاله، أنت مجرد كومبارس بالنسبة لذلك الرجل الذي تقابله في الشارع أو الذي تتبادل معه حديث عابر في الأتوبيس أو في المترو، وحتى ذلك البلطجي الذي يقوم بتثبيتك في الشارع ويقوم بسرقتك، والكثير من الناس التي تقابلهم في حياتك. أومن يقابلونك هم في حياتهم.. فغيرك بالنسبة لك يلعب دور ثانوي أو كومبارس. وأنت بالنسبة لكل واحد منهم تلعب دور ثانوي بجدارة.
وبالنسبة للحكومة فأنت مجرد كومبارس صامت من ضمن المجاميع الكبيرة التي تتحكم فيها وفي مصائرها، لا دور لك إلا أن تكون مجرد فرد وسط المجاميع. من شاهد فيلم (تروي) أو (إنقاذ الجندي ريان) أو أي فيلم حربي آخر يدرك معني أن يكون مجرد كومبارس صامت بين آلاف المجاميع الذين لا تستطيع أن تحدد من بينهم شخص معين، والتي تمر عليهم الكاميرا مرور الكرام فقط لتوضح للمشاهد عدد الجيش المهول. بينما أنت مجرد خوذة وسط باقي الخوذات. لا تستطيع الاعتراض ولا تستطيع التذمر. حتى لو أوهموك انك استطعت الاعتراض، وأن لك رأي في تلك المسرحية فأنت واهم ومخدوع. لابد وأن تتبع كلمات الملقن علي خشبة المسرح. والتي توجهك حسب دورك الذي تلعبه، فالملقن يلعب دور مهم في حياتك المسرحية. فإذا كان المؤلف هو من يكتب لك الدور الذي يصلح لك لكي تؤديه، ويحدد لك الطريق الذي يجب أن تسير فيه. فالملقن هو الذي يذكرك بهذا الدور دائماً، ويملي عليك الكلمات. يخبرك بما يجب عليك فعله وبما لا يجب. ويؤدي دور الرقيب الذي يجب أن يطاع. للحيلولة دون الخروج عن النص.
فهناك نص سيناريو معد مسبقاً ولا يسمح بالخروج عنه. فالخروج عن النص جريمة لا تغتفر. هناك قلة قليلة خرجت عن النص وهؤلاء القلة أصبحوا خارج كادر الحياة.
بعد كل هذا هل مازلت تعتقد انك تلعب دور البطل؟

فيديو مقال من البطل؟

 

أضف تعليقك هنا