واضربوهن

 

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (*) [ سورة النساء] الآية 34

مقدمه :-

فالإصلاحات قانتات حافظات للفيب
ما علاقة الغيب في حفظه من الصالحات القانتات
هنا الله يقول أن اللاتي يحفظن أزواجهم حال المغيب عنهم في السفر أو الخروج أو العمل فهن حافظات له الغيب أي أنهن يحفظن فروجهن له حال غيابه وبما حفظ الله في أرحامهن من غيب الحمل فهن حافظات له .
أي إذا حملت من زوجها فإنها تحفظه له من الدنس والخيانة
أما اللاتي تخافون نشوزهن ( أي خيانتهن ) وهنا ليس القطع بالخيانة أو اليقين فهذا له شأن آخر بل اللاتي تخافون أن يخنكم في غيابكم وقد أوجستم منهن خيفة الخيانة
فلاحظوا كيف جاء التصرف والحكمة بعيدة عن الفضائح وهدم الأسرة
باللين والتسامح والحل الإحيائي
هنا المضاجع توسطت الهجران والضرب
واهجروهن في المضاجع واضربوهن

تفسير معنى الآية””واضربوهن”

لو تأملنا هذه السياقات في الآية الكريمة نجد أن المضاجع عامل مشترك للهجر وللضرب فلماذا وما هي الحكمة
فعندما تخافون خيانة زوجاتكم حين الغيب وقد لمستم او رأيتم ما يؤكد خوفكم او رأيتم قرائن ريبكم فيهن فاهجروهن في المضاجع حتى تتأكدون طهارة أرحامهن من الحمل
فقد توسطت المضاجع الهجران والضرب ففي الهجران مفهوم دور المضاجع فما دوره في الضرب
لنعرف معنى الضرب
عندما يقول العرب مضارب البادية أي مكان سكنهم وتكاثرهم وتناسلهم ، واضرب لهم مثلا أي أَت لهم بمثل ، وضراب الإبل هو تزاوج الإبل ومجيء البعير للناقة بعد أن تضع حملها أو أن تكون خالية الرحم وهكذا هو ضراب الماضية والذي ينطبق اللفظ ومعناه على هذه الحالة من الأشكال الأسري
فلماذا جاء الضرب ولَم يأتِ بالمضاجعة أو النكاح
فالنكاج في أي وقت حتى لو كانت الزوجة حبلى في الشهر التاسع أما الضرب فهو الإيتاء دون الحمل وتأكيدا لا ظنا لذلك قال اهجروهن لتمر عليها دورتها فتؤكد أنها ليست حبلى ثم اضربوهن والضرب هنا هو النكاح بعلم أن الرحم طاهر نظيف

وبذلك تتجلى الآية العظيمة في حل الشك أو الخوف أو الريب في خيانة الزوجة فيكون الحل علميا منطقيا إن تأكدت من سلامة الرحم فاضربه حين الخوف لا حين اليقين .

 

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني