إنه اليوم الأخير – #خواطر

أن تجعل الغد آخر يوم في حياتك لا يعني أن تنتحر

هلا اتخذت قرارا قبل النوم بجعل اليوم القادم هو آخر يوم في حياتك. لا أدعوك للانتحار عزيزي، هدئ من روعك، ما أعنيه هو أن تعامل يومك كيوم أخير لك، تريد فيه أداء ما تستطيع أداءه لآخر مرة على اعتبار أن النوم موت صغير، قد يلتبس الأمر على البعض في اعتبار اليوم “يومه الأخير” فيركزون على ترك ذكرى طيبة دون إعطاء أولوية للمنجز في يومهم، يقود ذلك إلى ملائكية شبه مطلقة محببة للنفوس لسبب لا أراه محببا هو عدم الاكتراث بالحياة.

تفكيرك بهذا النمط و اتخاذك هذا الاتجاه لا يختلف عمن يتخلى عن كل شيء لهدف معين أياً كان و هذه فدائية و أقصى أطراف انتحار، و هذا ما لا يُراد من قرارك الذي اتخذته ليلة البارحة، المراد من قرارك هو أن تعيش اليوم منجزاً مهامك كلها بتركيز شديد كما لو كانت ستفنى بعد الفراغ منها، وجدت على نفسي في ذلك نوعاً من المشقة التي تخبو و تظهر بتنوع المشاعر الإنسانية من غضب و كسل و لطف و كل ما يتعدى المحمود من شعور و حالات.

ليست مسألة بسيطة يُحشى بها الدماغ

في البداية اعتقدته مسألة بسيطة، مجرد فكرة أحشو بها دماغي، لكنني وجدت مقاومة النفس و المقاطعات هي جوهر الأمر إن كان الأمر في التركيز، شعورك بانقضاء أو اختفاء ما تصنعه يصنع حماسة مختلفة لا اختلاق فيها، تجتر التفاصيل و الخبرات و التجارب و تعتصرها لتتدفق في تفكيرك خالقة فيضاً من الإنجاز و العمل المثمر.

توقف للحظة قبل أن تهم بأي أمر و ذكر نفسك أن ماتفعله قد لا تتمكن من فعله لاحقا بنفس الحيثيات و الظروف، أليست هذه حقيقة؟ اللحظة التي صنعت فيها أمراً هي لحظة واحدة مميزة لها ترقيمها الخاص الذي يضم تركيبة أرقام لم و لن تتكرر، تحتوي على الوقت و التاريخ، كما مزاجك اليوم و ظرفك ليس هو كما البارحة و لا كما سيكون غداً قد يتغير كل شيء من حولك، لكن الثبات على قرار صحيح يعني النجاح فيه، لذلك قرر أنه اليوم الأخير.

فيديو مقال إنه اليوم الأخير

أضف تعليقك هنا